اخبار سوريا

سناك سوري

سياسة

حرائق الشجر تخمد نيران القلوب.. السوريون يلتقون حيث لا صوت يعلو على النجدة

حرائق الشجر تخمد نيران القلوب.. السوريون يلتقون حيث لا صوت يعلو على النجدة

klyoum.com

لم تكن حرائق اللاذقية هذا الأسبوع مجرّد كارثة طبيعية أتت على مساحات خضراء، بل تحولت إلى لحظة كاشفة، اختُبر فيها ما تبقى من شعور جماعي لدى السوريين، بعد سنوات طويلة من الانقسام والتباعد.

على مواقع التواصل، بدا واضحاً أن المشهد في الساحل لم يقرأ باعتباره حدثاً محلياً، بل كمأساة وطنية حركت مشاعر من هم في إدلب ودوما وحماة، تماما كما حرّكت رماد الجبال، سوريون أطلقوا حملات تضامن، أرسلوا صهاريج وآليات ومتطوعين، ونشروا صورا لفرق الإطفاء المنهكة كما لو كانت صورة وطن بأكمله يلهث تحت ضغط النار.

في الميدان، كانت فرق الدفاع المدني تواصل لليوم الرابع إخماد النيران وسط تضاريس وعرة ودرجات حرارة خانقة، وفي الخلفية، كانت البلاد كلّها، بمن فيها تنظر نحو الدخان ذاته، وتدعو أن يتوقف اللهب، لا لأنه يلتهم الأشجار فقط، بل لأنه يذكرهم كم أن مصيرهم ما يزال مشتركاً.

في منشور "رامي" عبر الفيسبوك، وجه نداء لكل السوريين، لتقديم المساعدة، وقال: «يلي بيقدر يطلع يساعد شباب الدفاع المدني يطلع يلي عندو صهريج مي، تركس نحن بأمس الحاجة الك».

أما "جورج" الذي حوّل صفحته إلى منبر لتنسيق عمليات الاستجابة، فطالب يوم السبت الناس بإرسال أي فرش زائدة لتأمين منامة النازحين من قراهم بفعل النيران، في مسبح الوليد بمدينة اللاذقية.

وفي منشور آخر طالب بـ10 أشخاص يرافقونه للتطوع مع الدفاع المدني، وبعد أقل من ساعة، كتب تعديلاً: "مشي الحال يا شباب وطلعنا"، ليضيف في آخر كلمات الشكر للجميع مع صورة توضح إنهاكهم وعناصر الدفاع المدني بريف اللاذقية الشمالي.

وتعدّت الفزعات محافظة اللاذقية، وقدم أشخاص من مارع ومعرة النعمان ودوما، رفقة صهاريج مياه وآليات لتقديم المساعدة في إخماد حرائق الساحل السوري.

"أحمد"، الذي جنّد صفحته منذ بدء الحريق الخميس الفائت، لطلب المساعدة والتطوع مع فرق الدفاع المدني، تحدث في منشور له كيف أنه خرج رفقة صديق له من طائفة أخرى، لا هدف آخر سوى المساعدة، متحدياً كل من يريد إثارة الفتن بين السوريين، وقال: «ربينا سوا و رح نموت سوا .. و انا لاذقاني معتر قبل ما اعرف شو طائفتي … و قبل ما اعرف شو ديني ».

وعلى مجموعات خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يستمر العمل على التشبيك بين المستجيبين لنداء المساعدة وبين المتطوعين على الأرض، وقالت إحدى المسؤولات عن واحدة من المجموعات إن الاستجابة شملت شباباً في العديد من المدن والقرى مثل صوران والسلمية ودوما وإدلب.

ويواصل عناصر الدفاع المدني وفرق الإطفاء ومتطوعون محليون عمليات إخماد النيران منذ يوم الخميس الفائت، فيما انضمت فرق تركية أمس الأحد، ووصلت أخرى من الأردن صباح اليوم لتقديم المساعدة فالنيران تشتد بفعل الطقس وصعوبة التضاريس الجغرافية.

*المصدر: سناك سوري | snacksyrian.com
اخبار سوريا على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com