هدفان وراء "عملية القرى السبع" في شرق الفرات.. هل يفقد النظام نفوذه؟
klyoum.com
أخر اخبار سوريا:
حين يتنفس الحديد .. معرض النحات وضاح سلامة في غاليري البيت الأزرقيشي مسار العملية التي أطلقتها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في ريف دير الزور أنها بصدد إنهاء نفوذ قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية في شرق نهر الفرات، فما الذي يعنيه ذلك؟ وماذا وراء التوقيت؟
وتستهدف العملية السيطرة على 7 قرى هي الصالحية، طابية، حطلة، خشام، مرّاط، مظلوم، حسينية. وتقع كلها في ريف دير الزور الشرقي، أي على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
وقالت "قسد" في بيان إن القرى المذكورة تنتشر فيها ميليشيات إيرانية.
وفي السياق، قال قائد عسكري من قوات "مجلس دير الزور العسكري" لمراسل "الحرة" إنهم سيطروا، صباح الثلاثاء، على أطراف قرية الطابية وأطراف قريتي الحسينية والصالحية، ولا تزال الاشتباكات مستمرة في بقية القرى.
وأضاف القائد العسكري أن العملية المحدودة تحمل اسم "معركة العودة"، وتهدف إلى إعادة عشرات الآلاف من نازحي القرى السبع إلى أماكن إقامتهم الأصلية شمالي دير الزور والذين هجروا منها في 2017.
لماذا الآن؟
وتتلقى "قسد" دعما من التحالف الدولي، وذكرت شبكات إخبارية محلية وصحفيون لموقع "الحرة"، الاثنين، أن تقدمها على القرى السبع جاء بتغطية من الطيران الحربي التابع للولايات المتحدة الأميركية.
كما نفذت قواعد التحالف الدولي سلسلة ضربات مدفعية وصاروخية طالت مواقع انتشار الميليشيات الإيرانية في ريف دير الزور.
عملية "قسد" جاءت بشكل مفاجئ ضد مواقع انتشار قوات النظام السوري وميليشيات إيران في دير الزور، وتزامنت مع الهجوم الكبير الذي تشنه فصائل مسلحة في شمال غربي البلاد ضد جيش النظام السوري في حلب وحماة.
كما جاءت بعد شهرين من هجمات استهدفت "قسد" في ريف دير الزور الشرقي، وحملت القوات الكردية مسؤوليتها للنظام السوري والميليشيات المرتبطة بإيران.
ويوضح مدير شبكة "دير الزور 24"، عمر أبو ليلى، أن العملية ترتبط بهدفين، الأول إعادة مهجري القرى إلى منازلهم، بعد مطالب متكررة أطلقوها منذ عام 2017.
ويذهب الهدف الثاني باتجاه "استغلال التوقيت" ولدرء خطر الهجمات التي كانت تتعرض لها قواعد التحالف الدولي في دير الزور، انطلاقا من القرى السبع.
ويشير أبو ليلى لموقع "الحرة" إلى أن العملية مرتبطة على نحو كبير بالتحالف الدولي والمكون العربي المهيمن على "مجلس دير الزور العسكري".
ويضيف أن "التحالف كان عقد اتفاقا مع المكون العربي داخل قسد من أجل تحرير القرى، وهو ما حصل الاثنين".
ويتابع أبو ليلى: "القوات الروسية وميليشيات إيران كانت تطمح للسيطرة والوصول إلى كونيكو، وتعرضت لعدة ضربات في السابق والآن فقدت القدرة كاملة".
"خارج شرق الفرات"
وفي حال سيطرة "قسد" على القرى السبع تكون قد أنهت نفوذ النظام السوري والميليشيات الإيرانية المنتشرة شرق نهر الفرات.
وعلى صعيد القوات الكردية تكون وسّعت نفوذها في شرق الفرات، لتبقى مدينتين خارج سيطرتها في هذه المناطق، وهي تل أبيض ورأس العين.
ويوضح الصحفي في وكالة "نورث برس"، هوشنك حسن، لموقع "الحرة" أن أهداف العملية التي يشارك فيها التحالف الدولي و"مجلس دير الزور العسكري" يمكن تلخيصها في مسارين الأول ضد تنظيم داعش والثاني ضد إيران.
ويقول إن القرى الجديدة التي سيطرت عليها "قسد" كانت قد تحولت لنقطة انطلاق لهجمات ضد قواعد التحالف الدولي والمناطق الشرقية لنهر الفرات بقيادة مسلحي، إبراهيم الهفل، الذين تدعمهم إيران.
وكان التحالف الدولي قال في تقريره الربع السنوي مطلع العام الحالي إن هؤلاء المسلحين "يتلقون دعما صريحا من إيران والنظام السوري".
ومن ناحية أخرى يرى حسن أن التطورات الحاصلة في شمال غرب سوريا قد تتيح فرصة لتنظيم داعش لشن هجمات.
وعلى أساس ذلك فإن "تأمين هذه القرى سيكون بمثابة تعطيل هجمات التنظيم قبل وقوعها في مناطق نفوذ التحالف الدولي وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية"، وفق قوله.
كما يعتبر أن "توقيت العملية وتزامنها مع التطورات في حلب وحماة يثبت أن الواقع السوري تغير ونحن اليوم أمام واقع جديد وكل القوى تسعى لتأمين مناطق سيطرتها".