بعد زيارته دمشق الوفد الاقتصادي الأميركي السعودي : لمسنا تعاوناً لافتاً
klyoum.com
أخر اخبار سوريا:
الدفاع المدني السوري:في خطوة تحمل دلالات اقتصادية وسياسية مهمة، زار وفد من رجال الأعمال الأميركيين والسعوديين العاصمة دمشق، بدعوة من المنتدى السوري السعودي الأميركي للاقتصاد، بهدف استكشاف فرص الاستثمار وتعزيز الشراكات العابرة للحدود.
الزيارة التي جاءت بعد سنوات من القطيعة، تعكس تحوّلاً تدريجياً في النظرة الدولية تجاه سوريا، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي.
تشجيع المستثمرين الأميركيين على دخول السوق السورية
رئيس المنتدى، غسان عبود، أوضح أن الهدف الأساسي من الزيارة هو تشجيع المستثمرين الأميركيين على التوجه نحو سوريا، بعد أن لمس المنتدى تردّداً واضحاً لديهم نتيجة غياب العلاقة السورية الأميركية خلال السنوات الماضية.
وأضاف أن المنتدى بدأ أولاً بالتواصل مع المستثمرين السعوديين الذين أبدوا حماساً كبيراًا، ما دفع إلى بناء شراكة ثلاثية تجمع المستثمرين السعوديين والأميركيين في مشاريع داخل سوريا.
لقاءات رسمية واستعداد حكومي للتعاون
الوفد الاقتصادي التقى عدداً من المسؤولين السوريين، بينهم وزير السياحة مازن صالحاني ووزير الصحة مصعب العلي، إلى جانب شخصيات حكومية أخرى، حيث ناقشوا البيئة الاستثمارية في سوريا والفرص المتاحة في قطاعات متعددة.
عبود وصف اللقاءات بأنها إيجابية، مشيراً إلى أن الوزراء أبدوا مستوى عالياً من التعاون والاحترافية، وأكدوا استعدادهم لدعم أي مشروع يخدم الشعب السوري ويعزز التنمية.
سوريا "منطقة خضراء" للاستثمار
عبود شدد على أن سوريا اليوم تُعد "منطقة خضراء" للاستثمار، أي أنها مهيأة لانطلاق مشاريع مجدية، رغم التحديات السياسية والأمنية السابقة.
وأشار إلى أن التردّد الأميركي يعود أساساً إلى نقص المعرفة بالواقع السوري، والمخاوف الناتجة عن أحداث العنف التي أعقبت الثورة، مؤكداً أن تنظيم زيارة ميدانية للمستثمرين الأميركيين سيسهم في تغيير هذه الصورة، ويعزز الثقة بالمشاريع المطروحة.
نموذج سعودي ناجح يُحتذى به
في حديثه عن الشراكة السعودية الأميركية، استعرض عبود تجربة التحالف الاقتصادي بين البلدين منذ ثلاثينيات القرن الماضي، والتي انطلقت مع تأسيس شركة أرامكو، معتبراً أن هذا النموذج الناجح يمكن أن يُطبّق في سوريا.
كما أشار إلى النهضة الاقتصادية التي تشهدها السعودية خلال السنوات الأخيرة، من حيث التطوير العمراني والتكنولوجي، معتبراً أنها مثال يُحتذى به في المنطقة.
فرص العمل أساس النجاح
المنتدى يرى أن نجاح الاستثمار في سوريا يبدأ من توفير فرص عمل حقيقية للشباب، خاصة بعد موجات الهجرة التي أفرغت البلاد من كثير من خبراتها.
عبود أكد أن حتى الفرص المحدودة يمكن أن تشجع الشباب على العودة والمساهمة في إعادة بناء وطنهم، مشيراً إلى أهمية استقطاب شركات عالمية للاستفادة من اليد العاملة السورية الماهرة والرخيصة نسبياً، والتي أثبتت كفاءتها في دول عديدة خلال السنوات الماضية.
مشاريع بنية تحتية أولية وأثر ملموس
المرحلة الأولى من الاستثمار ستركز على مشاريع قابلة للتنفيذ وتترك أثراً مباشراً في المجتمع، وعلى رأسها تطوير قطاع البنية التحتية.
عبود شدد على ضرورة أن تكون المشاريع الأولى نموذجاً ناجحاً يفتح الباب أمام استثمارات أوسع، مؤكداً أن النجاح الأول سيشجع مستثمرين آخرين على دخول السوق السوري.
التخطيط يحتاج وقت... وروما لم تُبنَ في يوم
رداً على تساؤلات البعض حول تأخر تنفيذ المشاريع، أوضح عبود أن الأمر يتطلب وقتاً للتخطيط والحصول على التراخيص وضمان التنفيذ، داعياً إلى التحلي بالصبر وعدم انتظار نتائج فورية.
وقال: "لا توجد عصا سحرية لإنجاز المشاريع خلال شهر أو شهرين، كما يقول المثل الإنجليزي: روما لم تُبنَ في يوم واحد".
دعوة للمواطنين: الأعمال الصغيرة تصنع الفرق
في ختام حديثه، وجّه عبود دعوة للمواطنين السوريين للقيام بدورهم في تحسين صورة بلدهم، حتى عبر مبادرات بسيطة كالحفاظ على النظافة، مؤكداً أن الأعمال الصغيرة المتكررة تُحدث فرقاً كبيراً، وأن انطباع الزائر يبدأ من التفاصيل اليومية التي تعكس حب الناس لوطنهم.