اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

خطر صامت يهدد عقول الأطفال باسم الترفيه

خطر صامت يهدد عقول الأطفال باسم الترفيه

klyoum.com

متابعات- نبض السودان

أثار الانتشار الواسع لمقاطع الفيديو القصيرة قلق العلماء وأولياء الأمور حول العالم، حيث أكد باحثون أن هذه المقاطع تؤثر سلبًا على انتباه الأطفال وتُضعف قدرات الجهاز العصبي المركزي على التركيز. ورغم أن هذه الفيديوهات لا تسبب أضرارًا صحية مباشرة، فإن تأثيرها العميق على الإدراك يثير مخاوف متزايدة، خصوصًا في المراحل التكوينية من حياة الطفل.

تعفن المخ الرقمي.. الخطر الخفي خلف الترفيه اللحظي

أوضح الخبراء أن الاستهلاك المفرط للمقاطع القصيرة يُربك قدرة الدماغ على متابعة المحتوى الطويل ويخلق ما يُعرف بـ"تعفن المخ" أو brain rot، وهو مصطلح غير سريري يصف التدهور في الأداء المعرفي بسبب المحتوى الإلكتروني السطحي والمتكرر.

هذه الحالة تؤدي إلى ضعف في التركيز والانتباه، حيث يصبح الطفل غير قادر على مواصلة الانخراط في أنشطة تحتاج إلى تفكير متسلسل أو تفاعل مطول، مثل القراءة أو مشاهدة فيلم كامل أو حتى الاستماع لشرح مدرسي.

دراسة تايلاندية تكشف الصدمة.. 1.9 ساعة يوميًا على مقاطع قصيرة

أجرت جامعة «سريناخارينوروت» في تايلاند دراسة موسعة ونشرت نتائجها في مجلة Brain and Behavior، حيث تم استطلاع آراء أولياء الأمور حول عادات استخدام أطفالهم للهواتف الذكية ومواقع الفيديو.

أظهرت النتائج أن الأطفال يقضون ما يقارب ثلاث ساعات ونصف يوميًا أمام الشاشات، منها حوالي ساعتين تقريبًا لمشاهدة فيديوهات قصيرة لا تتجاوز نصف دقيقة. هذا المعدل المرتفع يثير القلق خاصة أن الأطفال التايلانديين يخلدون للنوم مبكرًا، ما يوضح أن نسبة كبيرة من وقتهم تضيع في الترفيه القصير.

صعوبات الانتباه تتزايد مع كثرة المشاهدة

لاحظ أولياء الأمور أعراضًا سلوكية مقلقة على أطفالهم تشمل النسيان، التشتت الذهني، ارتكاب أخطاء غير مقصودة، وتراجع الأداء الدراسي. وأكد الباحثون أن مشاهدة هذه الفيديوهات القصيرة تُسهم مباشرة في تفاقم أعراض اضطرابات مثل فرط النشاط وقصور الانتباه (ADHD).

الأطفال يدخلون في دائرة مفرغة من التشتت

حذرت الدراسة من أن العلاقة بين الفيديوهات القصيرة وقلة التركيز هي علاقة ثنائية الاتجاه. بمعنى أن الطفل الذي يعاني من صعوبة التركيز ينجذب تلقائيًا لهذا النوع من المحتوى، في حين أن التعرض المستمر له يزيد من تشتته، مما يخلق دائرة مغلقة تؤدي إلى تدهور في قدراته العقلية والسلوكية.

التأثيرات الجسدية والنفسية تتجاوز الانتباه

أكد العلماء أن التأثيرات السلبية لمشاهدة الفيديوهات القصيرة لا تتوقف عند حدود التركيز، بل تمتد لتشمل الصحة البدنية والنفسية، إذ أن قضاء فترات طويلة أمام الشاشات يُقلل من فرص النشاط البدني واللعب في الهواء الطلق، وهو ما يؤثر على النمو العضوي والنفسي للأطفال.

ضعف التفاعل الاجتماعي.. خطر آخر غير مرئي

كما أن الإدمان على المقاطع القصيرة يُقلل من فرص التفاعل الاجتماعي المباشر، وبالتالي يفقد الطفل فرص تعلم المهارات الاجتماعية كالتعاطف والتواصل والاندماج. هذه المهارات أساسية لبناء شخصية متوازنة، وقد تتأثر سلبًا عند الاعتماد الكلي على المحتوى الرقمي.

توصيات تربوية.. تقييد لا حرمان

دعا الباحثون إلى اعتماد أسلوب متوازن في التعامل مع هذه الظاهرة، محذرين من أن المنع التام قد يؤدي إلى نتائج عكسية. وأوصوا بتحديد أوقات مخصصة لمشاهدة الشاشات، مع تفضيل أن تكون ضمن أنشطة عائلية مشتركة.

وشددوا على ضرورة التقليل من زمن مشاهدة الفيديوهات القصيرة، خاصة للأطفال الذين يعانون بالفعل من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، باعتبار ذلك جزءًا من خطة علاج سلوكي فردية لكل حالة.

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة