اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

حرب على الأبواب.. روسيا تحاصر واتساب

حرب على الأبواب.. روسيا تحاصر واتساب

klyoum.com

متابعات- نبض السودان

دخل تطبيق واتساب في مواجهة مباشرة مع السلطات الروسية، بعد اتهامه موسكو بمحاولة حجب خدماته عن المواطنين، بحجة إتاحته حرية الاتصال الآمن وتوفير خدمات الرسائل والمكالمات المشفرة. وأكدت الشركة المالكة للتطبيق، الخميس، عزمها على مواصلة تقديم خدماتها في روسيا رغم القيود المفروضة، في خطوة وصفت بأنها فصل جديد من الحرب الرقمية العالمية

روسيا تتهم واتساب وتيليغرام برفض التعاون في قضايا الاحتيال والإرهاب

السلطات الروسية بدأت مؤخرا في فرض قيود على بعض المكالمات في تطبيقي واتساب وتيليغرام، متهمة إياهما بعدم مشاركة المعلومات المطلوبة مع أجهزة إنفاذ القانون في قضايا تتعلق بالاحتيال والأنشطة الإرهابية. ويأتي ذلك بعد طلبات متكررة من الحكومة الروسية للشركتين باتخاذ إجراءات مضادة لمكافحة الجريمة الرقمية، وهي الطلبات التي تقول موسكو إنه تم تجاهلها

بيان واتساب: لن نتخلى عن الحق في الاتصال الآمن

أصدر واتساب بيانا رسميا أكد فيه أن خدمته تقوم على مبدأ الخصوصية وتشفير الرسائل من المرسل إلى المتلقي، معتبرا أن محاولات الحكومة الروسية تمثل انتهاكا لحق الناس في الاتصال الآمن. وقال البيان: "لهذا السبب تحاول روسيا حظرنا عن أكثر من 100 مليون مواطن روسي، لكننا سنواصل العمل لجعل الاتصالات المشفرة متاحة للجميع في كل مكان، بما في ذلك في روسيا"

"روسكومنادزور" تكشف مبررات القيود

الهيئة الروسية المنظمة للإعلام والإنترنت "روسكومنادزور" أوضحت في بيانها أن هذه القيود تأتي استجابة لشكاوى عديدة من المواطنين، بالإضافة إلى تقارير أمنية تشير إلى استخدام الخدمات الصوتية في واتساب وتيليغرام في عمليات نصب واحتيال، وابتزاز مالي، بل وتوريط بعض المستخدمين في أعمال تخريبية وأنشطة إرهابية

قيود جزئية أم مقدمة لحجب كامل؟

رغم وصف القيود بأنها "جزئية"، إلا أن محللين يرون أنها قد تكون مقدمة لحجب كامل للخدمات الصوتية وربما النصية لاحقا، خاصة إذا استمر الخلاف بين الشركات المشغلة والسلطات الروسية، وهو ما قد يضع أكثر من 100 مليون مستخدم روسي أمام خيارات بديلة أقل أمانا من الناحية التقنية

واتساب بين الانتشار العالمي والصدامات السياسية

يعد واتساب من أكثر تطبيقات المراسلة الفورية استخداما على مستوى العالم، ويتميز بسهولة التعامل معه وانتشاره الواسع في مختلف الدول، إضافة إلى دعمه للمكالمات الصوتية والمرئية، وإرسال الصور والفيديوهات والملفات مع الحفاظ على التشفير التام بين طرفي المحادثة. لكن هذه الميزة التي يعتبرها المستخدمون ضمانة للخصوصية، تراها بعض الحكومات عقبة أمام الرقابة الأمنية

صراع الخصوصية والأمن القومي

هذا الصدام بين واتساب وروسيا ليس الأول من نوعه، فالكثير من الحكومات دخلت في مواجهات مشابهة مع شركات التكنولوجيا العالمية، مبررة ذلك بحماية الأمن القومي، بينما ترى هذه الشركات أن التخلي عن التشفير الكامل يعني خيانة لمبدأ حماية خصوصية المستخدمين. ويرى خبراء أن هذه القضية تمثل جزءا من الصراع الأوسع بين متطلبات الأمن وحقوق الأفراد الرقمية

انعكاسات المعركة على سوق التطبيقات

المحللون يشيرون إلى أن حجب أو تقييد خدمات واتساب في روسيا قد يفتح المجال أمام صعود تطبيقات محلية بديلة، لكنها غالبا لا تقدم نفس مستوى الأمان، مما قد يؤثر على ثقة المستخدمين ويزيد من مخاطر القرصنة والتجسس، خصوصا في بيئة رقمية تزداد فيها التهديدات السيبرانية يوما بعد يوم

تيليغرام في مرمى النيران

تيليغرام، الذي يعد من أبرز المنافسين لواتساب في روسيا، وجد نفسه أيضا تحت نفس القيود، ما يعكس رغبة الحكومة في فرض رقابة أشمل على تطبيقات المراسلة الدولية، خاصة تلك التي تعتمد على خوادم وشركات أجنبية وتلتزم بسياسات خصوصية صارمة

معركة مفتوحة بلا أفق زمني

من غير المتوقع أن تنتهي هذه الأزمة في وقت قريب، فواتساب يؤكد تمسكه بالتشفير الكامل، بينما تصر موسكو على ضرورة مشاركة البيانات لأغراض أمنية. هذا التعارض يجعل من الأزمة جزءا من حرب رقمية أوسع، قد تمتد آثارها إلى دول أخرى وتشعل نقاشا دوليا حول حدود الخصوصية في العصر الرقمي

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة