اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

كارثة علمية في الخرطوم.. دمار المركز الوحيد في العالم لأبحاث مرض نادر

كارثة علمية في الخرطوم.. دمار المركز الوحيد في العالم لأبحاث مرض نادر

klyoum.com

متابعات- نبض السودان

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن دمار المركز العالمي الوحيد المختص بأبحاث "المايستوما" – المعروف طبيًا بالورم الفطري – نتيجة الحرب الدائرة في السودان، وتحديدًا في العاصمة الخرطوم، ما يُشكل ضربة قاسية للجهود العلمية والصحية الرامية إلى مكافحة هذا المرض المداري النادر.

دمار شامل للمركز الوحيد عالميًا لأبحاث الورم الفطري

في تقرير نقلته وكالة "فرانس برس"، أكدت منظمة الصحة العالمية أن مركز أبحاث المايستوما الموجود في الخرطوم تعرض لأضرار بالغة، وأصبح غير صالح للعمل، بعدما كان يُمثل الأمل الوحيد عالميًا لعلاج هذا المرض المداري المُعدي الذي يستهدف الفئات الفقيرة والمحرومة.

ضياع أكثر من 40 عامًا من البيانات البيولوجية

قال الدكتور أحمد فحل، مؤسس المركز، في تصريحات حزينة، إن المركز فقد "كل المحتوى الموجود في بنوكنا البيولوجية"، مشيرًا إلى أن تلك البنوك كانت تحتوي على بيانات نادرة وعينات بيولوجية تراكمت خلال أكثر من أربعة عقود من البحث والدراسة. وأضاف بأسى: "فقدان هذه البيانات أمر يصعب تحمله".

المايستوما.. مرض الفقراء المنسي

المايستوما هو أحد الأمراض المدارية المُهملة، يُصيب الجلد والأنسجة والعظام، ويؤدي إلى تشوهات خطيرة قد تنتهي ببتر الأطراف إذا لم يُعالج في الوقت المناسب. ويُعتبر السودان أحد أكثر البلدان تسجيلًا لحالات الإصابة بهذا المرض، لذلك كان إنشاء هذا المركز نقطة تحول في محاولة احتواء انتشاره.

منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر

منظمة الصحة العالمية عبّرت عن قلقها العميق حيال توقف العمل في المركز، مشيرة إلى أن الأبحاث التي كانت تُجرى هناك تُعد ركيزة أساسية لفهم المرض وابتكار وسائل علاجية فعالة له، خاصة مع محدودية عدد المصابين حول العالم وعدم اهتمام شركات الأدوية الكبرى بإنتاج علاج له نظرًا لعدم جدواه الاقتصادية.

نكسة علمية للعالم وصدمة للمجتمع الصحي

يمثل فقدان هذا المركز نكسة علمية ليس فقط للسودان، بل للمنظومة الصحية العالمية، إذ لم يكن هناك بديل له في أي دولة أخرى، ما يعني أن جهود البحث في مجال المايستوما قد تتوقف لسنوات، وهو ما سيترك المرض ينتشر بصمت في المجتمعات الفقيرة دون رصد أو علاج.

نداء عالمي لإعادة بناء المركز

على ضوء هذه الكارثة، أطلق متخصصون في مجال الصحة نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي والمنظمات الطبية الكبرى من أجل المساهمة في إعادة بناء المركز، والحفاظ على ما تبقى من الأبحاث، واستعادة بعض العينات إن وُجدت نسخ رقمية لها في الخارج، وهو أمر يبدو صعبًا في ظل الأوضاع الأمنية الحالية.

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة