خبراء سودانيون يفجّرون مفاجأة جديدة حول سد النهضة
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
السلطات الأمنية المصرية تحبط محاولة تهريب عبر قطار عودة السودانيينمتابعات- نبض السودان
أثار عدد من الخبراء والمختصين السودانيين في قضايا المياه والسياسة الدولية ملف سد النهضة الإثيوبي مجددًا، داعين إلى ضرورة وضع رؤية وطنية واضحة لإدارة الملف بما يحقق مصالح السودان ويحافظ على علاقاته الثنائية المتوازنة مع الدول الشريكة في هذا المشروع المعقد، وعلى رأسها مصر وإثيوبيا.
دعوة لرؤية وطنية واستراتيجية شاملة
وخلال جلسة نقاش تناولت الآثار المترتبة على السودان من قيام سد النهضة، شدد الدكتور الرشيد إبراهيم، مدير مركز دراسات العلاقات السياسية الدولية (معالم)، على أهمية أن تتبنى الحكومة السودانية نهجًا استراتيجيًا يعزز المصالح الوطنية ويحمي الأمن المائي للسودان، مشيرًا إلى أن السد يحمل في طياته فرصًا وفوائد اقتصادية يمكن استثمارها في مجالات توليد الكهرباء وتوسيع الرقعة الزراعية.
وقدّم الدكتور الرشيد ورقة علمية بعنوان “الإطار الاستراتيجي لتشغيل سد النهضة”، تناول فيها المبادئ العامة لتشغيل السد وأهمية التوافق بين الدول الثلاث على آلية تضمن الاستخدام العادل والمنصف لمياه النيل، مؤكدًا أن السودان يجب أن يكون فاعلًا لا متفرجًا في هذا الملف الحساس.
التنسيق البيئي ضرورة مشتركة
وفي ذات الجلسة، تحدث الخبير هاني تاج السر، مشيرًا إلى أهمية التنسيق البيئي في حوض النيل وفقًا للمعايير الدولية المنصوص عليها في اتفاقية فيينا للمياه، لافتًا إلى أن منظمة الوحدة الأفريقية أقرت مبدأ التوارث في حقوق مياه النيل، ما يعزز أحقية السودان في حماية مصالحه البيئية والمائية من أي تأثيرات محتملة لسد النهضة.
السودان كدولة منبع وليس مصبًا
أما الدكتور عامر حسن، فقد تناول الملف من زاوية مختلفة، موضحًا أن السودان يجب أن ينظر إلى السد من منظور الفوائد المحتملة لا الأضرار فقط، باعتباره دولة منبع تملك فرصًا كبيرة للتعاون مع إثيوبيا ومصر في مشروعات الربط الكهربائي وتبادل الطاقة.
وأكد أن قيام سد النهضة أصبح أمرًا واقعًا لا يمكن تجاوزه، داعيًا إلى اعتماد مبدأ التعاون الإقليمي لضمان إدارة السد بطريقة تحقق الفائدة المشتركة، مع ضرورة حماية مصالح السودان السيادية والمائية في أي اتفاق مستقبلي.
التزامات إثيوبيا وإعلان المبادئ
وفي مداخلة أخرى، شدد الباحث في الشأن الأفريقي الدكتور عبد الله محمد علي بلال على ضرورة التزام الجانب الإثيوبي بتنفيذ البنود العشرة المتفق عليها في إطار مبادئ دول حوض النيل، مشيرًا إلى أن أديس أبابا لم تلتزم ببعض التعهدات التي تضمنها إعلان المبادئ الموقّع بين الدول الثلاث، ما تسبب في تعقيد مسار المفاوضات وتزايد الشكوك حول نواياها الحقيقية.
نحو استراتيجية جديدة لمياه النيل
من جانبها، رأت الصحفية ندى عثمان أن الوقت قد حان لوضع استراتيجية سودانية شاملة لإدارة مياه النيل، تقوم على مصالحة وطنية داخلية وتنطلق من المصلحة الذاتية للسودان، داعية إلى إقامة مناطق تكامل اقتصادي مع كل من مصر وإثيوبيا، بما يضمن للسودان الاستفادة القصوى من حصته المائية ويحوّل التحدي إلى فرصة للتنمية والاستقرار الإقليمي.
رؤية الخبراء.. من الخطر إلى الفرصة
اتفق المشاركون في الجلسة على أن سد النهضة يمثل تحديًا وفرصة في آن واحد، مؤكدين أن نجاح السودان في تحويل هذا الملف من مصدر توتر إلى منصة تعاون يعتمد على قدرة الدولة على توحيد موقفها الداخلي وصياغة رؤية استراتيجية متكاملة تتجاوز الانفعالات السياسية وتستند إلى الحقائق العلمية والاقتصادية.
كما أجمع الخبراء على أن السودان إذا أحسن إدارة هذا الملف، يمكن أن يجني فوائد كبرى في مجالات الطاقة والزراعة والأمن المائي، ويعزز مكانته الإقليمية كدولة محورية في منظومة حوض النيل الشرقي.