اخبار السعودية

جريدة الرياض

سياسة

الترفيه السعودي غير

الترفيه السعودي غير

klyoum.com

د. بدر بن سعود

الترفيه صناعة متفوقة في المملكة، وحجم النمو في أرباحها السنوية يصل إلى 30 %، وقيادتها في المستقبل طبقًا لاستراتيجية الدولة ستكون بالكامل للقطاع الخاص، والتدخل الحكومي في بداياتها يأتي لإعطائها دفعة تجعلها مساوية لنظرائها في دول العالم المتحضر، والشاهد أنه في بداية الرؤية كانت شركات الترفيه السعودية في حدود خمس شركات، والآن ارتفعت لأربعة آلاف شركة..

هيئة الترفيه السعودية استطاعت تحقيق 26 رقما قياسيا في موسوعة غينيس، وهو رقم غير مسبوق لجهة واحدة على مستوى العالم، وهذه الإنجازات كانت محل تخطيط واهتمام من قبل القائمين، فمنذ تأسيس الهيئة وحتى بداية 2024 تمكنت المملكة من استقطاب 217 مليون زائر لفعالياتها الترفيهية، وقطاع الترفيه السعودي يشهد نموًا سريعًا قياساً بعمره الذي لم يتجاوز ستة أعوام، على اعتبار أن أول مهرجان احترافي بدأ بموسم الرياض في 2019.

الثقة في سوق الترفيه السعودي عالية جداً، وكان لفعاليات الملاكمة دور بارز في ذلك، فقد كانت من أهم الرياضات في السبعينات الميلادية، إلا أن ترتيبها تراجع في الألفية الجديدة، وشغلت المركز التاسع عشر، في قائمة الرياضات الجماهيرية، وأذكر أن والدي -رحمه الله- عندما كنت مراهقاً لم يكن يهتم إلا بمتابعة رياضة الملاكمة على التلفزيون السعودي، وتفاعله لا يمكن تصوره، فقد كنت مستعداً باستمرار لاستقبال لكمة منه على وجهي من شدة اندماجه معها، والمملكة تمكنت من إعادتها إلى الواجهة مجدداً، وأعادت لي ذكرياتي مع الوالد، وأكبر الحملات الإعلامية في تاريخ الملاكمة نفذت بمعرفة هيئة الترفيه السعودية وكانت موجهة للعالم كله، واستطاعت من خلالها بيع ما يزيد على 75 % من تذاكر فعاليات الملاكمة المقامة محليا، وتحديداً للزوار من خارج الأراضي السعودية، ما ربط اسم المملكة بالملاكمة مؤخراً، ومن نتائجها؛ اختيار صحيفة الاندبندنت البريطانية في يناير 2024 المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه، بوصفه الشخصية الأكثر تأثيرا عالمياً في قطاع الملاكمة والرياضات القتالية.

بالإضافة إلى كأس موسم الرياض، ومعها بطولة الملوك الستة في لعبة التنس الأرضي، والشراكات مع دبليو دبليو إي، ونينتندو وديزني ودازن وآخرين، والفعاليات الكبرى في العالم لا تتجاوز 100 فعالية، وكل مدن العالم تتنافس عليها، ولكن الرياض اليوم تعتبر من أهم مدن الاستقطاب، ليس لإمكاناتها المادية منفردة، وإنما لتجاربها الناجحة في التنظيم وخدمة الفعاليات ومرتاديها، ما عزز الثقة في قدراتها وربحيتها العالية، وهناك أسماء معروفة في عالم الترفيه تقر أن أفضل تجربة لها كانت في سوق الترفيه السعودي.

صناعة الترفيه في المملكة صناعة واعدة ومثالية، رغم محدودية المرافق الترفيهية، والقطاع لا يزال متأخراً نسبياً عن المقاييس المعيارية العالمية، واستناداً لما أورده برنامج جودة الحياة السعودي فإن حصة كل مليون مواطن سبع فعاليات لا أكثر، زيادة على أن الأماكن المخصصة للترفيه في الأراضي السعودية تقف عند خمسة أماكن لكل مليون مواطن، وشركة صلة المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة تقوم بدور قيادي بارز في مجال استحداث مواقع ثابتة لإقامة كل الفعاليات الترفيهية في زمن قياسي.

بخلاف أن كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الذي يقام سنويا في الرياض، لم يأتِ من فراغ، فهو يستثمر في صناعة حجم سوقها العالمي في 2023 وصل إلى 188 مليارا و900 مليون دولار، والأرقام لـ "سي إن إن" الاقتصادية، واستحوذت المملكة في بداية هذا العام عن طريق مجموعة سافي غايمرز على لعبة بوكيمون غو، مقابل ثلاثة مليارات و500 مليون دولار، وفق صحيفة فايننشال تايمز، وذلك ضمن خطة استثمارية تمتد لعام 2030، قيمتها 37 مليارا و800 مليون دولار، وحتى الألعاب القديمة يمكن توظيفها كأصول استثمارية نادرة، وبحسب هيرتيج أوكشن فقد بيعت نسخة مختومة من سوبر ماريو 64 بقيمة مليون و650 ألف دولار.

الترفيه صناعة متفوقة في المملكة، وحجم النمو في أرباحها السنوية يصل إلى 30 %، وقيادتها في المستقبل طبقا لاستراتيجية الدولة ستكون بالكامل للقطاع الخاص، والتدخل الحكومي في بداياتها يأتي لإعطائها دفعة تجعلها مساوية لنظرائها في دول العالم المتحضر، والشاهد على ما سبق، أنه في بداية الرؤية كانت شركات الترفيه السعودية في حدود خمس شركات، وأعدادها الحالية ارتفعت لأربعة آلاف شركة ترفيه، ولم يكن أحد يتصور هذه القفزة الهائلة في أعوام قليلة، ونشرت "بلاتينيوم ليست" أن قطاع الترفيه السعودي سيصل حجمه إلى 17 مليارا و360 مليون ريال، أو ما يعادل أربعة مليارات و630 مليون دولار في 2030، ما يعني أن المملكة ستصبح وجهة أساسية في خارطة الترفيه العالمي مستقبلاً.

*المصدر: جريدة الرياض | alriyadh.com
اخبار السعودية على مدار الساعة