اخبار السعودية

جريدة الرياض

سياسة

المستشار القانوني لـ"الرياض": المحامي المتميز يجعل العدالة تتحدث بلغته لا بصوته

المستشار القانوني لـ"الرياض": المحامي المتميز يجعل العدالة تتحدث بلغته لا بصوته

klyoum.com

الرياض - نايف الحربي

أكد المحامي إبراهيم بن سليمان المسيطير، المستشار القانوني وخبير الأنظمة الصحية والإدارية، في حديثه لـ"الرياض"، أن ما يُطلق عليه البعض “حِيَل المحامين” ليس بالضرورة ممارساتٍ ملتوية أو التفافًا على الحق، بل هو عمل قانوني مشروع يقوم على التحليل الدقيق للنصوص واستثمار الثغرات النظامية ضمن إطارٍ من العدالة والمهنية.

وأوضح المسيطير أن المحامي الناجح لا يختلق الحيلة بل يكتشفها داخل النص نفسه، مشيرًا إلى أن جوهر الترافع الحقيقي يقوم على “الفهم لا التلاعب”، وأن التميّز في المرافعة يتحقق عندما يتمكن المحامي من تحويل النصوص الجامدة إلى حجةٍ ناطقة تقنع المحكمة المختصة بنظر القضية وتحمي موكله دون تجاوزٍ للقانون.

وأضاف قائلاً: الذكاء القانوني لا يعني تجاوز النظام، بل القدرة على قراءته بعمقٍ وفهم مقاصده. فبعض القضايا تُحسم ليس بالنص القانوني أو الشرعي وحده، وإنما بطريقة عرضه واستنباط روحه ومغزاه."

وأشار المسيطير إلى أن بعض المحامين يخلطون بين الإبداع المشروع في عرض المحتوى والتحايل النظامي المرفوض، مبينًا أن الأولى مهارة مهنية راقية تشجعها التشريعات، بينما الثانية تُعد إخلالًا بالأمانة وتجرح العدالة وتسيء إلى سمعة المحامي والمهنة بأكملها.

المحامي بين النص والمرافعة

وأوضح المسيطير أن ميدان الترافع أصبح اليوم أكثر تنوعًا وتطورًا في ظل التحولات التشريعية المتسارعة التي تشهدها المملكة تماشيًا مع مستهدفات رؤية 2030، مما يتطلب من المحامي أن يكون قارئًا متمكنًا، ومفاوضًا ذكيًا، ومتحدثًا مؤثرًا في آنٍ واحد.

وبيّن أن “المرافعة لم تعد مجرد ورقة تُقدَّم، بل أصبحت إبداع تفكير ومنهج استدلال يقود إلى نتيجة عادلة”، مؤكدًا أن المحامي الناجح هو من يوظف أدواته العلمية واللغوية والمنطقية لتقديم قضيته بأعلى درجات المهنية.

واختتم المستشار القانوني إبراهيم المسيطير حديثه قائلًا: "القاضي لا يتأثر بالصوت المرتفع أو اللغة الإنشائية، بل بالمنطق المنضبط والبرهان الواضح. فالحيلة الحقيقية للمحامي هي أن يجعل العدالة تتحدث بلغته."

*المصدر: جريدة الرياض | alriyadh.com
اخبار السعودية على مدار الساعة