جامعة الملك سعود تحتفي بريادة المرأة وتمكينها ضمن رؤية 2030
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
إغلاق محلين مخالفين لنظام بيع وخياطة الملابس العسكرية في الرياضالرياض - نورة الحربي
في إطار احتفالاتها باليوم الوطني، نظمت كلية العلوم بجامعة الملك سعود جلسة حوارية بعنوان "إنجازات المرأة السعودية وصناعة المستقبل 2030"، تحت رعاية سعادة رئيس الجامعة المكلف الأستاذ الدكتور علي بن محمد مسملي وبحضور مستشارة د غزيل العيسى بمشاركة نخبة من الأكاديميات والقياديات، وبحضور واسع من أعضاء هيئة التدريس والطالبات والمهتمين.
الجلسة، التي جاءت لتوثيق ما حققته المرأة السعودية من قفزات نوعية غير مسبوقة في مختلف المجالات، افتتحتها وكيلة كلية العلوم الدكتورة نوف العتيبي بكلمة رحبت فيها بالحضور وأكدت أن ما تعيشه المرأة اليوم من تحول تاريخي يعود إلى دعم القيادة الرشيدة التي آمنت بدور المرأة كشريك أساسي في التنمية والبناء. وأشارت إلى أن الجلسة تعكس حرص الكلية على أن تكون منصة معرفية ملهمة تسلط الضوء على نماذج وطنية رائدة وتجارب نسائية ناجحة في شتى الميادين.
وأدارت الجلسة الأستاذة الدكتورة انتصار السحيباني، أستاذة علم الحيوان بقسم علم الحيوان في كلية العلوم، حيث قادت الحوار عبر أربعة محاور رئيسية ناقشت جوانب مختلفة من مساهمات المرأة السعودية.
وجاءت محاور الجلسة متنوعة لتعكس شمولية الإنجازات، حيث تناول المحور الأول تمكين المرأة السعودية في رؤية 2030، وقدمت فيه الأستاذة الدكتورة أمل بنت عبدالعزيز الهزاني، عضو مجلس الشورى وعضو هيئة التدريس بكلية العلوم، مداخلة حول مفهوم التمكين وكيف تُرجم إلى إصلاحات عملية ملموسة أسهمت في رفع مشاركة المرأة في سوق العمل ومختلف المجالات. وتطرقت إلى أبرز المؤشرات التي عكست هذا التمكين والتحديات التي واجهت المرأة في مسيرتها نحو الريادة، مؤكدة أهمية استدامة المكتسبات بعد تحقيق مستهدفات الرؤية.
تمحور الجزء الثاني من النقاش حول دور المرأة السعودية في مجالات العلوم والابتكار، وقدمته سعادة الدكتورة/ سهام بنت سليمان الطريري، وكيلة معهد الملك عبد الله لتقنية النانو، وقد استعرضت الدكتورة/ الطريري خلاله دور المبادرات الوطنية في تعزيز مكانة المرأة السعودية في البحث العلمي على الصعيدين المحلي والدولي، كما تناولت التحديات التي تواجه الباحثات في عملية تسجيل براءات الاختراع وتحويلها إلى منتجات قابلة للتطبيق. وأكدت في ختام حديثها على ضرورة تشجيع الفتيات على الانخراط في البحث العلمي منذ المراحل التعليمية المبكرة، مؤكدةً أن الشراكة بين المؤسسات التعليمية والقطاعات الصناعية والإنتاجية تمثل ركيزة أساسية في تحويل ابتكارات الباحثات إلى مشاريع ذات أثر ملموس ومستدام.
وفي المحور الثالث، المعنون المرأة في سوق العمل والمجال الاقتصادي، تحدثت الدكتورة ريما بنت حسن بن سعيد، عميدة كلية إدارة الأعمال، حول التطور الملحوظ في بيئة الأعمال السعودية بما يعزز فرص المرأة. وأوضحت دور رائدات الأعمال السعوديات في القطاعات الاستراتيجية مثل التقنية والطاقة والصحة، مؤكدة أن دخول المرأة بشكل أوسع إلى سوق العمل ينعكس إيجابًا على تنويع الاقتصاد وزيادة تنافسيته. كما تناولت أهمية وصول المرأة إلى المناصب القيادية، والتوسع في التجارة الإلكترونية والأسواق العالمية، وإسهام رائدات الأعمال في خلق فرص عمل ودعم الاقتصاد المحلي.
أما المحور الرابع والأخير، فقد تناول المرأة والفنون، حيث قدمت الدكتورة منى بنت شداد المالكي، عميدة كلية الفنون، رؤية شاملة حول قدرة الفنون على عكس الهوية الوطنية ودعم حضور المرأة المبدعة عالميًا. وتحدثت عن دور المؤسسات الأكاديمية والثقافية في اكتشاف وصقل المواهب الفنية، وعن التحديات التي لا تزال تواجه المرأة في المجال الفني، مؤكدة أن الانفتاح الثقافي الذي تشهده المملكة فتح آفاقًا جديدة أمام المبدعات السعوديات.
عبّرت الدكتورة ابتسام العليان، وعضو لجنة "إنجازات المرأة السعودية وصناعة المستقبل 2030"، بفخرٍ وثقة عن هذا اللقاء، مؤكدةً أنه يعكس ما وصلت إليه المرأة السعودية من تحوّل نوعي في مسيرتها، ويبرز حضورها الفاعل في التعليم والبحث والابتكار، وفي مختلف مسارات التنمية. وأضافت أن هذا اللقاء يؤكد التزام جامعة الملك سعود برسالتها في تمكين الكفاءات الوطنية، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 ودعم قيادتنا الرشيدة.
أكدت الدكتورة العنود طلال الفغم، أستاذ البيئة النباتية المساعد وعضو لجنة "إنجازات المرأة السعودية وصناعة المستقبل 2030"، أن المرأة السعودية أصبحت اليوم شريكًا فاعلًا في العمل الميداني البيئي، حيث لم يعد دورها مقتصرًا على البحث الأكاديمي، بل امتد إلى مراقبة التنوع الحيوي، وحملات التشجير، وحماية الحياة الفطرية، مشيرةً إلى أن حضورها في هذا المجال لم يعد استثناءً، بل واقعًا يعكس إسهامها في تحقيق التنمية المستدامة ورؤية المملكة الطموحة.
وفي ختام الجلسة، فُتح المجال للمداخلات والأسئلة من الحضور، حيث جرى التأكيد على أن المرأة السعودية لم تعد مجرد عنصر تكميلي في المجتمع، بل باتت شريكًا أساسيًا في التنمية وصناعة المستقبل. كما أعربت المشاركات عن اعتزازهن بما تحقق من إنجازات، وتطلعن إلى استمرار دعم القيادة الرشيدة لاستدامة مكتسبات المرأة وتوسيع مجالات مشاركتها في بناء الوطن.
وجاءت هذه الجلسة كجزء من احتفالات كلية العلوم باليوم الوطني، لترسخ صورة المرأة السعودية كرمز للعطاء والطموح، وكشريك أصيل في رحلة المملكة نحو مستقبل مزدهر يواكب تطلعات رؤية 2030.