لافروف يؤكد وجود بعض النخب الأمريكية التي تعرقل التطبيع مع روسيا و يكشف بعض تفاصيل لقاء الرياض
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
الإبراهيم: العمل الإحصائي في السعودية يشهد قفزة استثنائية وتقدم 22 مرتبةصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن رغبة الرئيس الأمريكي دونالد الصادقة في تطبيع العلاقات مع روسيا تواجه مقاومة من بعض النخب الرافضة لقيام علاقات نضج بين القوتين العظميين.
وقال لافروف في مقابلة مع صحيفة "كوميرسانت": "إذا عدنا إلى الجوانب الأخرى من الحوار الروسي-الأمريكي، فإن انتشال العلاقات من الهوّة التي وصلت إليها بعد ثلاث سنوات من الجمود ليس بالأمر السهل، لا سيما وأن الرغبة الصادقة - ونعتقد أنها فعلا كذلك – لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه للعودة إلى العلاقات الطبيعية، تصطدم برفض داخل أوساط النخب السياسية في واشنطن، سواء من الديمقراطيين أو حتى بعض الجمهوريين".
وأضاف: "هناك تحركات تُدار خلف الكواليس عبر جماعات الضغط ووسائل الإعلام، والكل يعلم بذلك، فهم لا يريدون السماح لترامب بأن يبني علاقات ناضجة مع روسيا، كما ينبغي أن تكون بين قوتين عظيمتين، وكما يجب أن تكون بين أي دولتين".
وأشار لافروف إلى أن "الغرب، حتى بعد إنشاء الأمم المتحدة، لم يكن يتعامل مع الآخرين على قدم المساواة، كما لم يقبل بوجود أطراف متكافئة في النزاعات التي يتدخل فيها بنشاط"، لافتا إلى أن ذلك "هو ما يجعل استعادة العلاقات الطبيعية أمرا بالغ الصعوبة".
وأشار رئيس الدبلوماسية الروسية إلى أنه، سواء قبل تأسيس منظمة الأمم المتحدة أو بعد تأسيسها عام 1945، لم يكن "المستعمرون الغربيون يتعاملون مع الآخرين على أنهم نِدّ لهم"، كما أن الغرب "لم يعتبر أطراف النزاعات التي تدخل فيها بشكل نشط أطرافا متساوية معه"، مضيفا: "ولهذا السبب من الصعب للغاية استعادة الحالة الطبيعية”.
كما ذكّر لافروف بأن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن كان يسعى إلى جعل "عزل روسيا" وضعا طبيعيا، واصفا هذه السياسة بـ"بالسخافة المحضة"، ومؤكدا أن ذلك لم يتحقق بطبيعة الحال.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن الأطراف الآن، ونتيجة لسياسات الإدارة الأمريكية السابقة، تعمل على حل "القضايا الأساسية المتعلقة بعمل" البعثات الدبلوماسية. واختتم لافروف قائلا "لمن غير المعقول أن نضطر إلى القيام بهذا، على الرغم من كل ذلك".
و أوضح لافروف أن "الحوار صعب لكنه في طور الاستئناف، والأهم من ذلك أن هناك إرادة من الطرفين، رغم الخلافات وتضارب المصالح القومية في العديد من القضايا الدولية، وربما في معظمها، لكن من الضروري أن نلتقي ونتحاور كأناس متحضرين ومحترمين، وهذا ما يحدث الآن".
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن الطرفين لا يزالان يعالجان "قضايا حيوية أساسية" تتعلق بعمل البعثات الدبلوماسية، نتيجة السياسات التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة، مضيفا: "من غير المعقول أننا ما زلنا مضطرين للتعامل مع هذه الأمور، ولكن هذا هو الواقع".
وفي حديثه عن بدء المفاوضات مع الجانب الأمريكي في الرياض، أوضح لافروف أن اللقاء جمعه ومساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، وقال: "بدأا الحديث، وكانت مقدمته على الشكل التالي: بالنسبة للرئيس دونالد ترامب، العقلانية هي أمر بالغ الأهمية".
وتابع لافروف: "السياسة الخارجية لترامب تقوم على أساس المصالح الوطنية الأمريكية، لكنه في الوقت ذاته يعترف بأن للدول الأخرى، وخاصة القوى الكبرى، مصالحها الوطنية أيضا، وهذه المصالح لا تتطابق مع مصالح الولايات المتحدة في كثير من الأحيان.. بل بصراحة، في معظم الأحيان".
وأكد الوزير أن الإدارة الأمريكية الحالية وصفت قرار إدارة بايدن بعدم التواصل مع روسيا بأنه "تصرف أحمق"، مضيفا: "قيل لنا حرفيا: لدينا الكثير من القضايا والمشكلات معكم، لكن ما ورثناه عن الإدارة السابقة من تجاهل كامل هو ضرب من الغباء".
وشدد لافروف على أن موسكو وواشنطن، كقوتين دوليتين مسؤولتين، "مطالبتان بفعل كل ما يلزم لضمان عدم تحول الاختلاف في المصالح الوطنية إلى مواجهة مباشرة".
واستطرد قائلا: "أما في الحالات التي تتقاطع فيها المصالح – حتى وإن كانت قليلة – فيتعين علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لعدم تفويت الفرصة ونستثمر هذا التقاطع لتحويلها إلى مشاريع مادية واقتصادية وتكنولوجية ولوجستية تعود بالنفع على الطرفين".
واختتم وزير الخارجية الروسي بالقول: "هذا هو النهج البراغماتي الذي نؤمن بأهميته ويستحق منا النقاش".
وقد بدأت عملية إعادة العلاقات بين موسكو وواشنطن خلال لقاء وفدي البلدين في العاصمة السعودية الرياض يوم 18 فبراير الماضي، حيث اتفقا على: "تهيئة الظروف لاستئناف كامل التعاون الثنائي، وإزالة القيود عن عمل السفارات، وبدء عملية تسوية الأزمة الأوكرانية".
وفي نهاية فبراير، اتفق الوفدان في إسطنبول على خطوات تمويل السفارتين وناقشا إمكانية استعادة الرحلات الجوية المباشرة، كما أجرى الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترامب مكالمتين هاتفيتين خلال الشهرين الماضيين، ناقشا خلالها تعاون البلدين.
وفي تعليق حديث، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا تواصل العمل مع الولايات المتحدة لبناء حوار مثمر، مشيرا إلى أن إصلاح العلاقات التي وصلت إلى الحضيض يتطلب جهودا كبيرة.
المصدر: "كوميرسانت" + RT