اخبار السعودية

جريدة الرياض

سياسة

ولي العهد.. طموحات وشراكات توسع الآفاق

ولي العهد.. طموحات وشراكات توسع الآفاق

klyoum.com

د. سعود المريشد

تتجسد في شخصية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ولي العهد رئيس مجلس الوزراء خصائص القائد المجدد الذي تجاوز حدود التقليد إلى فضاء المبادرة وصناعة التحول، وملامح الزعيم الاستثنائي الذي جمع بين الحزم والطموح في زمن التحديات، فأسس نموذجاً قيادياً ملهِماً في الفكر والممارسة والإنجاز؛ ويمتاز سموه برؤية استراتيجية واضحة وبعيدة المدى تستند إلى قراءة دقيقة لاستثمار ممكنات التنمية لحقيق مكتسبات تنموية ملموسة تضمن مستقبلا أكثر ازدهاراً، وبقدرة فريدة على اتخاذ القرار الجريء القائم على الابتكار والتخطيط الواقعي.

لم يكن تواجد سمو ولي العهد مقتصراً على الحضور الفكري والتنموي، بل كان له حضور سياسي بارز كذلك، فقد أعاد سموه صياغة مفهوم العلاقات المتوازنة والشراكات المثمرة ومعادلات القوة في محيط يعج بالتغيرات؛ فمن يقرأ خطوات سموه المتتابعة يدرك أن الطموح الوطني لديه ليس خياراً مرحلياً، بل مسارا منهجيا متدرجا نحو مستقبل واعد، حيث أثبت سموه استمرار قدرة القيادة السعودية على بناء علاقات فاعلة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بما يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز موقع المملكة كمحور رئيس في موازين التنمية والاستثمار والاستقرار العالمي. وفي إطار إعادة صياغة المستقبل، ارتسمت معالم رؤية السعودية 2030 الواعدة برؤى وتوجيهات سمو ولي العهد كوثيقة طموحة إلى واقع ملموس يعيد رسم ملامح المجتمع والتنمية والاقتصاد، وحول التطلعات الوطنية إلى خطة شاملة تستند إلى وضوح الأهداف ودقة التنفيذ؛ وانطلق سموه من إيمان راسخ بقدرة الإنسان السعودي على الإبداع والمنافسة، فصاغ ملامح مشروع حضاري يوازن بين الأصالة والتجديد، ويرتكز على بناء اقتصاد متنوع ومستدام من خلال مبادرات استراتيجية ومشاريع نوعية، وأعاد سموه هيكلة القطاعات الحيوية وفتح آفاقاً جديدة للتنمية والاستثمار؛ ومع استمرار مسيرة التحول، تتجلى لمسات سموه في كل إنجاز وفي كل تحول يعيد رسم معالم السعودية الحديثة على خريطة العالم كقوة صاعدة تجمع بين الرؤية والطموح والعمل المؤسسي بثوبها الحضاري المتجدد وشراكاتها العالمية المتنامية، وتجعل من الوطن رقماً مؤثراً في اقتصاد المستقبل وفاعلاً محورياً في معادلات التنمية والاستثمار والسياسة، وتستمد قوتها من رؤية تستلهم التاريخ وتبني على منجزات الحاضر وموازنة المصالح الوطنية مع التوجهات العالمية لتعزيز مكانة الوطن المرموقة.

وعلى هذا الأساس، تأتي الزيارة المرتقبة لسمو ولي العهد إلى الولايات المتحدة لتأكيد نهجه القيادي المتفرد في كيفية صناعة التحالفات النوعية وإدارة التحولات الكبرى وبناء العلاقات المتميزة، وتجسيد ما أرسته رؤية سموه الطموحة من حضور عالمي وفاعلية مؤثرة في صياغة مستقبل الشراكات الدولية الهادفة إلى تحقيق المصالح المشتركة؛ فهي ليست مجرد زيارة رسمية بين شريكين استراتيجيين، بل خطوة نوعية لتعزيز الحوار الاقتصادي والتقني والاستثماري، وترسيخ موقع المملكة كشريك استراتيجي موثوق يسهم في استقرار الطاقة ونمو الاقتصاد العالمي. حيث تمثل هذه الزيارة المتوقعة امتداداً لمسار الدبلوماسية السعودية التي يقودها سمو ولي العهد بروح المبادرة والتوازن، والانفتاح على المستقبل، واضعاً مصلحة الوطن وتنمية موارده في صدارة أولوياته؛ وفي ظل التغيرات الجذرية التي تشهدها المملكة اليوم، ستؤكد هذه الزيارة أن السعودية الجديدة، بثقلها السياسي والاقتصادي، تمضي بثقة في بناء اتفاقيات تحقق المصالح المتبادلة، وتبرز رسالة الوطن كقوة تصنع التنمية وتدعم السلام، وقادرة على صياغة ملامح المرحلة القادمة لتحقيق النمو والسلام في العالم.

*المصدر: جريدة الرياض | alriyadh.com
اخبار السعودية على مدار الساعة