مسلي ل معمر يغرد بشأن قضية النصر والعروبة ويكشف عن شي سيفعله
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
بعد استشهاد أطفاله الـ 9.. مستشفى خان يونس: حياة الطبيب النجار لا تزال في خطريُعد طريق السيل الكبير، المعروف قديمًا بـ"قرن المنازل"، أحد أبرز مسارات الحج البرية المؤدية إلى مكة المكرمة، وقد شكّل على مر العصور معبرًا رئيسيًا للحجاج القادمين من نجد وشرق الجزيرة العربية، إذ يرتبط بميقات قرن المنازل، أحد المواقيت الشرعية الخمسة التي حددها الإسلام.
ينطلق الطريق من الطائف مرورًا بقمم الهدا والشفا، وينحدر عبر الأودية حتى بلدة السيل الكبير، الواقعة شمال شرق مكة على ارتفاع 1200 متر فوق سطح البحر. وتتنوع تضاريسه بين المرتفعات الجبلية والمسطحات المنبسطة، ما جعله طريقًا مميزًا في مسالك الحجاج.
ويخترق الطريق وادي قرن، أحد روافد وادي فاطمة، ممتدًا لمسافة 45 كيلومترًا حتى بلدة السيل، ويتفرع عبر وادي السيل الصغير شمالًا، ثم يتحول لاحقًا إلى وادي الشامية. ويتميز هذا المسار بانحداره الشديد ووفرة مياهه وقت الأمطار، ما جعله منطقة زراعية نشطة تاريخيًا، فضلًا عن احتوائه على الميقات الشرعي في ضفته الشرقية.
وقد وثّقت كتب الجغرافيين والبلدانيين مثل الحربي والهمداني وابن خرداذبة هذا الطريق باعتباره محطة رئيسية في دروب الحج. وكان الحجاج يختارون أحد مسارين إلى مكة: الأول عبر السيل الكبير والزيمة والجموم، والثاني عبر عقبة كرا وعرفات. وتميّز طريق السيل بسهولة مسلكه مقارنة بعقبة كرا الوعرة، ما عزز مكانته كمسار رئيسي للحج.
وفي العصر الحديث، شهد الطريق نقلة نوعية على مستوى البنية التحتية والسلامة، بإشراف الهيئة العامة للطرق، التي طوّرته وفق أعلى المواصفات، تلبية لاحتياجات ضيوف الرحمن. ويُعد مسجد ميقات السيل الكبير أبرز معالم الطريق، بتصميم معاصر يتسع لآلاف المصلين، ومرافق متكاملة تشمل أماكن للوضوء ومواقف للحافلات وسكنًا للحجاج، ليصبح مركزًا خدميًا محوريًا خارج مكة.
ويمثّل طريق السيل الكبير مزيجًا فريدًا من التراث النبوي والتاريخ الإسلامي والجغرافيا السعودية، حيث تحوّل من مسارات رملية إلى طرق سريعة معبدة، دون أن يفقد طابعه الروحي، ليبقى أحد أهم منافذ الحج والعمرة من الجهة الشرقية للمملكة.
ويُذكر أن مسجد ميقات السيل الكبير، الواقع على الجهة اليمنى من الطريق السريع المؤدي إلى مكة، يبعد نحو 80 كيلومترًا عن الحرم، وقد جُدّد عام 1402هـ في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، على مساحة 2600 متر مربع، وبطاقة استيعابية تصل إلى 3000 مصلٍ، وبتكلفة بلغت 76 مليون ريال.