تقليص ساعات العزاء والضيافة عن نساء صامطة
klyoum.com
في خطوة اجتماعية مبتكرة، أطلقت قبيلة الدغارير بمحافظة صامطة، مبادرة إنسانية تهدف إلى إعادة تنظيم مراسم العزاء، مع التركيز على تخفيف الأعباء الجسدية والنفسية عن النساء، في نهج يمزج بين الأصالة العريقة والتجديد العصري. وقد لاقت هذه المبادرة استحسان المجتمع المحلي لما تحمله من رؤية إصلاحية تعزز الترابط الاجتماعي وتحافظ على القيم الدينية.
مواعيد العزاء
تم تعديل مواعيد مجالس العزاء لتكون من بعد صلاة العصر وحتى صلاة العشاء يوميًا، ولمدة ثلاثة أيام فقط، شاملة النساء ضمن هذا الإطار الجديد. ويأتي هذا التغيير لتخفيف الإرهاق الناتج عن طول مراسم العزاء السابقة، التي كانت تمتد من الصباح حتى منتصف الليل لأيام متتالية، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يتحملن عبء التنظيم والمواساة. googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1705566205785-0); });
كما شملت المبادرة تعديلًا في تقديم الضيافة، حيث اقتصرت المشروبات على الماء بدل القهوة والشاي التقليديين، لتخفيف الأعباء المالية على الأسر، ولتوجيه التركيز نحو جوهر المواساة الإنساني البسيط.
النساء يرحبن
حظيت المبادرة بترحيب واسع من أعيان المجتمع، وخاصة النساء، اللواتي وصفنها بـ«الإصلاح المنقذ». وأبدت العديد منهن امتنانهن لهذا التغيير الذي مكّنهن من أداء واجب العزاء بسهولة وراحة، مع الحفاظ على روح المواساة وقيمها الدينية والاجتماعية، بعد أن كانت المراسم تسبب إرهاقًا جسديًا ونفسيًا كبيرًا.
نموذج يحتذى
أشاد وجهاء المجتمع بهذه الخطوة، معتبرينها نموذجًا يُحتذى به، معربين عن أملهم في تعميمها على مستوى محافظة صامطة ومنطقة جازان. وأوضح الشيخ يحيى دغريري أن المبادرة جاءت استجابة لمعاناة النساء من طول فترات العزاء، بهدف تمكينهن من أداء واجبهن بروح هادئة وخالية من الإرهاق. ودعا الشيخ يحيى الجميع إلى التعاون لإنجاح هذه الرؤية، التي تمثل خطوة أولى نحو إصلاحات اجتماعية أوسع. وتضع هذه المبادرة محافظة صامطة في صدارة المبادرات الاجتماعية الإنسانية، وفتح الباب أمام حوار مجتمعي حول إعادة صياغة العادات بما يخدم راحة الجميع.
أبعاد المبادرة:
• البُعد الصحي: تقليل الإرهاق الجسدي والنفسي على النساء وكبار السن، والحد من آثار السهر الطويل.
• البُعد الاقتصادي: خفض التكاليف الباهظة المرتبطة بالضيافة الموسعة، مما يخفف العبء على الأسر محدودة الدخل.
• البُعد الاجتماعي: تعزيز التكافل من خلال التركيز على جوهر العزاء (المواساة والدعاء) بدل المظاهر.
• البُعد الديني: توافق المبادرة مع السنة النبوية في تبسيط مراسم العزاء والاكتفاء بالدعاء والزيارة دون تكلف.
• قابلية التعميم: إمكانية أن تصبح التجربة نموذجًا ومرجعًا لمجتمعات أخرى داخل المملكة وخارجها.