مؤتمر دولي في نيويورك يحيي مسار حل الدولتين بدعم سعودي – فرنسي ومشاركة أممية
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
إندونيسيا تشتري 48 طائرة مقاتلة طراز قآن من تركيانيويورك - "الرياض"
بدعم سعودي وفرنسي، وبمشاركة عشرات وزراء الخارجية من مختلف دول العالم، انطلقت في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أعمال مؤتمر دولي رفيع المستوى يهدف إلى دفع مسار التسوية السلمية للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وتجسيد حل الدولتين على أرض الواقع بعد عقود من الجمود السياسي والصراعات المتكررة.
يأتي المؤتمر – الذي يستمر يومين – برعاية المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، في خطوة اعتبرها مراقبون "فرصة نادرة" لإعادة إحياء مسار الدولتين، خاصة في ظل الزخم الدبلوماسي المتنامي مؤخراً، والذي تجلى في إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وهو ما قد يشكّل مقدمة لموجة اعترافات دولية جديدة.
ورغم غياب الولايات المتحدة وإسرائيل عن المؤتمر، فإن مواقف الإدارة الأميركية الجديدة، التي يقودها الرئيس دونالد ترمب، بدت أقل اعتراضاً، حيث تجنب الرئيس الأميركي الإدلاء بتصريحات حادة إزاء خطوات الاعتراف بدولة فلسطين، مكتفياً بالقول: "فليفعلوا ما يشاؤون"، في تعليق على موقف بريطانيا المحتمل بالاعتراف الرسمي.
رسائل واضحة: دعم أممي ودعوة لتغيير المسار
وفي كلمته الافتتاحية، شكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المملكة العربية السعودية على رعايتها المؤتمر، منوهاً بأن النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي بات "يتحدى القرارات الدولية والقانون الدولي منذ أجيال"، معتبراً أن "حل الدولتين لم يكن يوماً أبعد عن التحقق كما هو الآن".
وأكد غوتيريش رفضه لكافة أشكال العنف، مشيراً إلى أن "هجمات حماس الإرهابية لا تبرر تدمير غزة وتجويع السكان"، كما شدد على أن "التوسع الاستيطاني والضم التدريجي للضفة الغربية إجراءات غير قانونية تهدد بنسف أسس السلام".
ودعا غوتيريش إلى إنشاء "دولتين مستقلتين، متجاورتين، ديمقراطيتين، وذواتي سيادة، على أساس حدود ما قبل عام 1967، تكون القدس عاصمة مشتركة لهما"، مضيفاً أن المؤتمر يشكل "منعطفاً حاسماً نحو إنهاء الاحتلال وتحقيق سلام شامل".
دور سعودي فاعل وتمويل مباشر لفلسطين
من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن المملكة ترى في حل الدولتين "المفتاح الأساسي لاستقرار المنطقة"، مضيفاً أن تحقيق الاستقرار يبدأ "بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة وغير القابلة للتصرف".
وكشف الأمير فيصل عن تحويل 300 مليون دولار إلى فلسطين عبر البنك الدولي، بدعم سعودي – فرنسي، في خطوة تهدف إلى التخفيف من الأعباء الاقتصادية في غزة والضفة الغربية.
المؤتمر يؤسس لخارطة طريق جديدة
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من 17 دولة، إلى جانب السعودية وفرنسا، حيث جرى التوافق على إعداد وثيقتين أساسيتين تُلقيان الضوء على أصل النزاع، وتؤكدان ضرورة استئناف العملية السياسية المتوقفة منذ سنوات، استناداً إلى خطة التقسيم الصادرة عام 1947 وحدود ما قبل 1967.
وتعمل الرياض وباريس، وفق مصادر دبلوماسية، على وضع "خريطة طريق واضحة" تتضمن وقف الحرب في غزة كخطوة أولى، تليها التزامات زمنية من الأطراف المعنية لتطبيق حل الدولتين، مع ضمانات دولية تمنع العودة إلى مربع الصراع.
خطوة نحو قمة دولية في سبتمبر
وفي ظل اعتراف أكثر من 145 دولة بدولة فلسطين حتى الآن، يُتوقع أن يشكّل مؤتمر نيويورك دفعة تمهيدية لانعقاد قمة دولية جديدة في سبتمبر المقبل، قد تُعقد في باريس أو على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
المؤتمر – برمزيته وتوقيته ومخرجاته المتوقعة – يعيد إحياء المبادئ التي طالما شكلت أساساً للمبادرات الدولية، ويؤشر إلى تحوّل نوعي في موقف المجتمع الدولي إزاء ضرورة إنهاء الاحتلال، وتحقيق حل الدولتين بوصفه خيار السلام الوحيد القابل للتنفيذ في الشرق الأوسط.