خمسة كتب يوصي سليمان جودة بقراءتها
klyoum.com
حسين الحربي
في هذه الزاوية سيأخذنا سليمان جودة الكاتب والصحفي والمثقف، -رأسَ عدداً من الصحف المصرية، عضو هيئة التحكيم في «جائزة البحرين للصحافة»، حاصل على خمس جوائز في الصحافة؛ من بينها: «جائزة مصطفى أمين»، وجائزة الصحافة العربية، «أصدر سبعة كتب من بينها: «شيء لا نراه»، «غضب الشيخ»-، إلى عوالم القراءة من خلال ما اطلع عليه مؤخراً ويوصي بقراءتها.
ما بعد الأيام للدكتور محمد حسن الزيات
أما الدكتور محمد حسن الزيات، كان وزيراً للخارجية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973، وكان متزوجاً من السيدة أمينة ابنة طه حسين، وقد جاء عليه وقت فكّر في إكمال الصورة التي رسمها طه حسين في كتابه الشهير: الأيام، يحكي الدكتور الزيات في كتابه أشياء عن عميد الأدب العربي لا تجدها في» الأيام» ومنها على سبيل المثال أن طه حسين كان كنجيب محفوظ لا يحب السفر، ولكن الفرق بينهما أن محفوظ كان لا يحب السفر عموماً، ومعروف عنه أنه لم يسافر في حياته سوى مرتين كان مضطراً فيهما، وقد وصل عدم حبه للسفر إلى حد أنه لما فاز بجائزة نوبل في الأدب لم يذهب لاستلامها، وإنما أرسل ابنتيه فاطمة وأم كلثوم تنوبان عنه في استلام نوبل.
أما طه حسين فلم يكن يحب السفر بالطائرة، ولم يستخدمها سوى مرتين إحداهما كان خلالها في جدة، وكان يرغب في زيارة الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة، ولم يكن السفر البري متاحاً فسافر بالطائرة، والمرة الثانية عندما سافر إلى المغرب لاستلام وسام من الملك محمد الخامس، وفيما عدا ذلك كان لا يركب في السفر إلا البحر.
سنواتي عبد الرحمن شلقم
أهميته أنه يروي عن القذافي ما رآه المؤلف بنفسه وعايشه ولم يسمع عنه، فكلاهما جاء من إقليم فزان في الجنوب، وكان من حظ شلقم أنه التحق للعمل في مجلس قيادة الثورة، وتحديداً في مكتب الإعلام في المجلس الذي كان القذافي على رأسه، وعندما تعارفا هناك لم يفرق بينهما إلا رياح ما يسمى بالربيع العربي، التي هبت على ليبيا فكان ما كان من شأن العقيد معها.
في المذكرات سوف ترى إلى أي حد آمن القذافي بالأفكار التي كان يخرج بها على الناس، وبالذات أفكاره في» الكتاب الأخضر» الذي ظن أنه به يستطيع تغيير العالم، لولا أن العزم إذا كان قد صح منه على حد قول الشاعر فإن الدهر قد أبى.
الكتاب هو قصة أربعين سنة قضاها القذافي في الحكم، وعندما تنتهي منه سوف تتساءل ماذا لو شغل نفسه بليبيا وحدها؟ ولكن «لو» تفتح عمل الشيطان كما قيل، والمؤكد أن ليبيا الآن مدعوة إلى أن ترى ماذا كان يفعل العقيد ثم تتجنبه.
مسيرتي.. سيرة حياة م. محمد منصور
الطريف في كتاب محمد منصور، وزير النقل المصري الأسبق، ورجل الأعمال الشهير، أن اسمه في الحقيقة مركب من اسمين معاً هما محمد يونس. وقد كانت هناك قصة وراء هذه التسمية، فالوالد لطفي منصور كان إذا رُزق مولوداً جديداً فتح القرآن الكريم وسمى المولود باسم أول نبي تقع عليه عيناه، وعندما جاء المولود الجديد محمد، فتح الأب المصحف فوجد اسم النبي يونس عليه السلام، وتصادف أن كان مجيء المولود في ذكرى المولد النبوي الشريف، فكان أن أطلق لطفي منصور على مولوده الجديد: محمد يونس.
كتاب مذكرات محمد منصور صادر عن مكتبة جرير في الرياض، وإذا شاء كل شاب أن يطالعه فليفعل بغير تأخير، لأنه سيجد فيه كيف بدأ صاحب الكتاب حياته العملية يغسل الصحون في مطعم أمريكي، وانتهى حاصلاً على لقب «سير» من الملكة إليزابيث شخصياً. هذا درس للشباب بأنه يستطيع إذا أحب وأراد.
التفكير العلمي للدكتور فؤاد زكريا
صادر عن سلسلة عالم المعرفة في الكويت، وهي سلسلة عظيمة أتاحت لكثيرين في أنحاء العالم العربي أن يقرؤوا ما يجب أن يقرؤوه، وما يميز هذا الكتاب أنه يبين لك أن التفكير العلمي ليس من الضروري أن يكون خاصاً بالعلماء، وأن العالِم في أي علم من العلوم قد يسلك طريق التفكير العلمي ليزداد معرفة أو ليصل إلى الحقيقة في أمر محدد، ولكن هذا لا يمنع أن يشاركه آحاد الناس في التفكير العلمي، لا ليصلوا إلى حقائق ولا ليزدادوا معرفة، وإنما ليفكروا بشكل سليم في حياتهم اليومية.
التفكير العلمي هو التفكير المنظم، وهو لن يكون كذلك إلا إذا قام على مبادئ معينة يطبقها المرء في حياته بصورة تلقائية، وبغير انتباه ربما إلى أنها من قواعد التفكير المنظم. منها مثلاً أنه لا يمكن تأكيد الشيء ونقيضه في وقت واحد، وأن حدوث أي شيء لا بد له من سبب، وأنه لا شيء ينشأ من فراغ. باختصار فإن كل واحد منا مدعو إلى أن يرى هذا الكتاب، لأنه يؤسس لطريقة مختلفة في النظر للأشياء، ولأسلوب مغاير في الحياة.
رحلة الحج على خطى الجد عبد الله ولد محمدي
لا يزال أدب الرحلات مغرياً للقارئ، وهذا الكتاب ينتمي إلى أدب الرحلات بامتياز، والمؤلف اقتفى أثر الجد محمد فال بن باب العلوي، عندما قرر أداء فريضة الحج في 1889. لقد أطلق الجد رحلته من موريتانيا، ولكنه وصل مكة المكرمة في شهور، متنقلاً بين البر والبحر، وبادئاً من ميناء داكار السنغالي على المحيط الأطلسي إلى أن بلغ مكة، ومن بعدها المدينة المنورة، ثم عائداً من ميناء ينبع السعودي على البحر الأحمر، وصولاً إلى طنجة المغربية على المتوسط والأطلنطي معاً، حيث انتقل منها إلى الرباط وفاس ليزور الأحباب، ثم إلى بلاده في رحلة ممتدة لا تخلو من الأخطار في كل خطوة فيها. الكتاب يوثق رحلة حج بعد إتمامها بما يقرب من القرن ونصف القرن، ويُرينا كيف كانت رحلة الحج زمان، بالمقارنة بما صارت إليه في هذا الزمان.