البارقي كفيف يحيي تراث سوق محايل منذ نصف قرن
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
الأسواق السعودية بين مكاسب النفط وضغوط التضخمرغم تقدمه في السن وفقدانه للبصر منذ الطفولة، يواصل العم هيازع علي البارقي حضوره اللافت في سوق محايل الشعبي، كأحد أبرز الوجوه التي ارتبطت بذاكرة السوق، وعرفه رواده لعقود طويلة كبائع للتراث والذكريات. لم تكن إعاقته يومًا عائقًا أمامه، بل تحولت إلى دافع للاستمرار والعمل بيديه، ليقدّم نموذجًا ملهمًا في الكفاح والاعتماد على النفس، بعيدًا عن الكسل أو الاتكالية. googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1705566205785-0); });
خمسون عاما
في حديثه لصحيفة «الوطن»، يروي العم هيازع أن عمره يقترب من الثمانين عامًا، وقد لازم السوق الشعبي منذ ما يزيد على خمسين سنة. يقول: «أنا كفيف البصر من صغري، لكنني قهرت البطالة وتغلبت عليها منذ سنواتي الأولى، واعتمدت على نفسي في البيع والشراء. أقدم على بسطتي أدوات الزينة للرجال والنساء، مستلزمات الأفراح كالطبول والزير والزلاف، أوانٍ فخارية ونحاسية، ومشغولات يدوية أصنعها بنفسي، إضافة إلى الأدوات الزراعية ومستلزمات المواشي والخزف».
بصيرته تسبق بصره
يتنقل العم هيازع بين بضاعته بثقة يعرف بها كل قطعة من خلال لمسها، ويحدد سعرها بدقة رغم كف البصر، ويضيف: «أسميت كل قطعة باسم معين، وبمجرد أن ألمسها أتعرف عليها فورًا. هذا الميزان القديم مثلًا أحتفظ به منذ عقود، ورفضت بيعه رغم العروض الكثيرة، لأنه يحمل لي ذكريات لا تعوّض. أما بقية القطع فأبيعها على مضض لأن هذه الحياة قائمة على السعي وطلب الرزق».
الإقبال مستمر على التراث
يؤكد أن الطلب على التراثيات لا يزال قويًا، وأن الناس يقبلون على شرائها طوال العام وليس فقط في المناسبات، لما تحمله من قيمة جمالية وذاكرة أصيلة. ويضيف أن سوق محايل لا يزال يحافظ على هويته رغم التغيرات، ويشعر بالسعادة حين يرى الزبائن يعودون إليه عامًا بعد عام بحثًا عن الأصالة والمنتجات التي اعتادوا رؤيتها منذ طفولتهم.
رسالة للشباب
في ختام حديثه، وجّه العم هيازع رسالة مؤثرة للشباب العاطلين عن العمل، داعيًا إياهم إلى كسر قيود الكسل والانطلاق نحو العمل، قائلًا: «نحن نعيش في دولة عظيمة، مليئة بالخيرات والفرص، والرزق لا يُنال إلا بالسعي. لا تنتظروا الوظائف، فالسوق مفتوح، والعمل متاح لكل من جد واجتهد. ابدؤوا من أي مكان، حتى ولو ببسطة صغيرة، فالرزق بيد الله، لكنه لا يأتي للمتكاسلين».