القبض على مقيم لارتكابه عمليات نصب واحتيال بنشر إعلانات حملات حج وهمية ومضللة
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
تطورات في موقف ثلاثي الاتحاد المصاب قبل مواجهة النصرفي وقتٍ تتسارع فيه خطى العالم نحو مستقبلٍ تحكمه التقنيات الذكية، تقف المملكة العربية السعودية بثقة على أعتاب ثورة غير مسبوقة في مجال الذكاء الاصطناعي، مستندة إلى رؤية طموحة واستثمارات استراتيجية تُعيد رسم ملامح الاقتصاد والمجتمع.
فمع إطلاق مبادرات وطنية كبرى، وتأسيس مراكز بحثية متخصصة، واستقطاب العقول والخبرات العالمية، تسعى السعودية إلى ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية وعالمية في هذا المجال الحيوي.
وأكد زيد المشاري، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة "بروفن العربية" وهي مجموعة سعودية استثمارية رائدة في مجال تمكين الأعمال، أن المملكة العربية السعودية تقف على أعتاب "ثورة في الذكاء الاصطناعي"، في ظل التطور السريع الذي يشهده السوق السعودي.
وفي حديث لقناة العربية الإنجليزية، قال المشاري: "مع رؤية السعودية 2030 كخطة وطنية طموحة، نشهد تسارعًا في الاستثمارات بمجالات الذكاء الاصطناعي، والأتمتة، والبنية التحتية لتقنية المعلومات، وخدمات الحوسبة السحابية، وهي تقنيات باتت تشكّل الأساس لاقتصادنا الرقمي".
أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي سيُدمج بشكل عميق في البنية التحتية الحيوية، وسيشكّل العمود الفقري لأي مؤسسة تسعى للحفاظ على تنافسيتها واستعدادها للمستقبل، مضيفًا: "من خلال الزخم الذي نعيشه في بروفن العربية والطاقة المتولدة في هذا النظام البيئي، أرى يوميًا كيف تتحوّل السعودية إلى لاعب عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، ليس فقط على مستوى الاستخدام، بل في الابتكار، والاستثمار، والتصدير أيضًا".
وتسعى المملكة لتصبح رائدة عالميًا في هذا المجال بحلول عام 2030، حيث تضع الذكاء الاصطناعي كركيزة أساسية في استراتيجيتها للتنويع الاقتصادي.
وتتولى الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، التي أُنشئت في عام 2019، قيادة هذا التحول من خلال الإشراف على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، الهادفة إلى تحويل المملكة إلى اقتصاد قائم على البيانات، وتعزيز الابتكار والتقدم التكنولوجي.
وأكد المشاري أن ما يميّز هذا التحول هو ثقافة "التمكين والانفتاح" التي ترعاها المملكة، قائلًا: "الأمر لا يقتصر على المواطنين السعوديين، فالسعودية تتحوّل إلى مركز حقيقي للمبتكرين والمبدعين والشركات الطموحة من مختلف أنحاء العالم".
وأضاف: "خلال السنوات الخمس المقبلة، سيُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل العديد من القطاعات، من المدن الذكية والرعاية الصحية إلى اللوجستيات والخدمات المالية، عبر تحسين كفاءة الخدمات وتجربة العملاء والعمليات التشغيلية".
ولفت إلى أن المملكة تعمل على بناء منظومة متكاملة للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال دعم المواهب المحلية، وإنشاء حاضنات ومراكز ابتكار، إلى جانب تطوير أطر تنظيمية وأخلاقية متقدمة، ما يجعلها مساهمًا رئيسيًا في المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي، وقائدة إقليمية فيه.
وأشار المشاري إلى أن القطاع الحكومي هو المحرك الرئيسي لتبني الذكاء الاصطناعي في المملكة، بفضل جاهزيته من حيث البنية التحتية، ووضوح الرؤية القيادية نحو دمج هذه التقنيات في الخدمات والعمليات.
وأضاف: "اللافت أن وتيرة التبني باتت متقاربة بين القطاعين الحكومي والخاص، وإنْ كان هناك تفاوت في القدرات والإمكانات".
وفي المقابل، قال إن الشركات الكبرى في القطاع الخاص أبدت حماسة أكبر لاعتماد الذكاء الاصطناعي، خاصة تلك التي تمتلك موارد ناضجة وحجم عمليات يسمح بتحقيق استفادة فعّالة.
أما في ما يخص الشركات الصغيرة والمتوسطة، فلا يزال التبني في مراحله الأولية، وغالبًا ما يكون محدودًا باستخدام أدوات جاهزة من قبل أفراد داخل المؤسسة، دون استراتيجية مؤسسية متكاملة.
وأوضح: "هذا التفاوت في التبني يمثل في الوقت ذاته فرصة وتحديًا. فكلما قمنا بتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر حلول ذكاء اصطناعي محلية وقابلة للتوسع، كلما أسرعنا من مساهمتها في التحول الرقمي الوطني".وأشار المشاري إلى أن سرعة التغير في السوق السعودي تمثل تحديًا وفرصة في آنٍ واحد، لافتًا إلى أن الشركات مطالبة بالتكيف السريع مع التغيرات التنظيمية وتوقعات العملاء والتطورات التقنية.
وقال: "نضع التوطين في صميم استراتيجيتنا الابتكارية في بروفن العربية، فلا نؤمن بحلول جاهزة للجميع. بل نطور منتجات وحلولًا في مجال الذكاء الاصطناعي تتماشى بعمق مع الواقع الثقافي واللغوي والتنظيمي في السعودية والمنطقة".
وتستفيد "بروفن العربية" من حضورها الإقليمي في السعودية والإمارات ومصر والهند، لدمج الفهم العميق للسوق المحلي مع القدرات التقنية العالمية، وتقديم تقنيات قابلة للتوسع وذات صلة حقيقية بالمنطقة.
وأضاف المشاري: "سواء في تطوير تقنيات فهم المستندات باللغة العربية، أو تصميم واجهات روبوتات تناسب المستخدم المحلي، أو بناء محتوى الواقع الافتراضي المرتبط بممارسات الرعاية الصحية الإقليمية – فإن كل منتج نطوره يحمل دقة وهدفًا محددًا".