اخبار السعودية

صحيفة الوئام الالكترونية

سياسة

استمرار ارتفاع الحرارة على المنطقة الشرقية والرياض يومي السبت والأحد

استمرار ارتفاع الحرارة على المنطقة الشرقية والرياض يومي السبت والأحد

klyoum.com

في إطار التزامها بتحقيق جودة حياة عالية لمواطنيها، تتجه المملكة العربية السعودية بخطى متسارعة نحو تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز أنماط الحياة الصحية والنشطة، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.

ويأتي الذكاء الاصطناعي كأحد الركائز الأساسية لهذا التحول، حيث امتدت تطبيقاته لتشمل القطاع الصحي، والمؤسسات التعليمية، وحتى تطبيقات اللياقة البدنية، بهدف دعم العادات اليومية الصحية وتحسين الصحة العامة.

يعد مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من الجهات الرائدة في هذا المجال، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمات الرعاية الصحية، وتسهيل رحلة التعافي للمرضى، وتقديم برامج توعوية مخصصة للأسر حول كيفية إدارة الحالات الصحية المزمنة.

وقال الدكتور أحمد أبو صلاح، مدير مركز الذكاء الصحي بالمستشفى: "نعيش اليوم في عصر ذهبي للابتكار الرقمي داخل المملكة. لدينا رحلة تحول رقمي نأخذها على محمل الجد، مدعومة ببرامج التحول الصحي في إطار رؤية 2030".

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يُسهم في تقليل التكاليف، وتوسيع نطاق الحصول على الرعاية، مع ضمان تقديم خدمات صحية متميزة، لكنه شدد على أهمية تبني التكنولوجيا بأسلوب استراتيجي ومستدام لضمان تحقيق النتائج المرجوة.

من أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في المستشفى هو ما يُعرف بـ"الذكاء التشغيلي"، حيث يقوم النظام بالتنبؤ بتجربة المريض قبل موعد العلاج بثلاثة أيام، لا سيما في وحدة علاج الأورام، ما يساعد الأطباء على إدارة التوقعات، والتدخل المبكر عند الحاجة.

كما يعمل الذكاء الاصطناعي على تخفيف العبء الإداري عن الطواقم الطبية، ما يُقلل من معدلات الإرهاق، ويتيح لهم التركيز بشكل أكبر على رعاية المرضى.

يقول الدكتور أبو صلاح: "إذا خفّفنا الضوضاء حول الطبيب، فإن جودة الرعاية سترتفع تلقائيًا. العديد من الأطباء يواجهون الإرهاق بسبب الانشغال بالمهام غير السريرية، كالوثائق والتقارير."

خارج أسوار المستشفيات، تُسهم التطبيقات الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تمكين السعوديين من اتخاذ قرارات صحية أفضل، من خلال تتبع النوم، والنظام الغذائي، والنشاط البدني، وتقديم نصائح شخصية تشجع على خطوات بسيطة مثل المشي أو ركوب الدراجة.

ووفقًا لتقرير الهيئة العامة للإحصاء لعام 2024، يُعد المشي وركوب الدراجات من أكثر الأنشطة البدنية شيوعًا بين البالغين السعوديين. لكن التقرير أشار أيضًا إلى وجود فجوة بين الجنسين، إذ بلغت نسبة الرجال النشطين بدنيًا 23.2%، مقارنة بـ14% فقط بين النساء.

وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي في سد هذه الفجوة، من خلال توفير حلول مرنة وآمنة لممارسة الرياضة من المنزل أو داخل المجتمع.

داخل المدارس، أحدث الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في حصص التربية البدنية، حيث بات المعلمون قادرين على تصميم أنشطة رياضية تتناسب مع احتياجات كل طالب، مما جعل الحصص أكثر تفاعلية وشمولية.

وفي خطوة غير مسبوقة العام الماضي، أدرجت وزارة التعليم رياضة الركبي ضمن مناهج التربية البدنية كخيار اختياري، بهدف غرس مفاهيم الحياة الصحية لدى الأطفال منذ الصغر.

رغم هذا التقدم التقني، يؤكد الخبراء أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي. ويجب على المملكة الاستمرار في الاستثمار في البنية التحتية، وتأهيل المعلمين، وتطوير أدوات تتماشى مع ثقافتها وأهدافها.

وبفضل هذه المبادرات المتكاملة، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تطور تقني في المملكة، بل تحوّل إلى ثورة في الصحة العامة، تعزز من جودة الحياة، وتشجع الجميع على أن يعيشوا بشكل أكثر صحة ورفاهية كل يوم.

*المصدر: صحيفة الوئام الالكترونية | alweeam.com.sa
اخبار السعودية على مدار الساعة