اخبار السعودية

جريدة الرياض

ثقافة وفن

علي فايع: مثقفونا متباهون.. وهناك من ينعت نفسه بالفيلسوف والمؤثر

علي فايع: مثقفونا متباهون.. وهناك من ينعت نفسه بالفيلسوف والمؤثر

klyoum.com

أبها - «الرياض»

علي فايع الألمعي قاص وصحفي سعودي له العديد من المؤلفات والمقالات والأعمال الإبداعية، كما أشرف على العديد من الإصدارات الأدبية، تحدثنا معه عن الإنتاج الإبداعي وواقع الكتابة والكتاب عبر هذا الحوار:

كيف ترى دور النقد في خدمة الإنتاج الإبداعي ورفع الذائقة العامة؟

لدينا نقد، لكنه لا يرضي المبدعين، ولا يؤثر كثيراً في القارئ، وعليه فلا أظنّ أنّ الناقد قادر على رفع الذائقة العامة، والتأثير فيها، لأنه لم يخترق محيطه الصغير الضيق، فكيف نطالبه بالتأثير في محيط واسع وممتدّ؟! أظنّ أننا أمام مطلب عسير يصعب تحقيقه.

متى تصبح الكتابة إبداعاً وما صعوبات هذه الموهبة في هذا الزمن؟

الكتابة الإبداعية حالة لا يقبض عليها إلاّ قلة، فإذا خرجت وكان لها أثر في القارئ والمهتم كانت إبداعاً يكتب عنه المعنيون، ويتحدث به المهتمون، ويسأل عنه المنصفون.

نحن -اليوم- أمام محاولات كتابيّة مختلفة، فيها الجيد والرديء، فيها المقروء، والمظلوم، فيها المختلف في الكتابة والتقليدي، وفيها المقلّد الذي يعيد تكرار ما كتب سابقاً، ولكن بوجه جديد، واسم آخر.

الخلاصة أنّ لدينا محاولات كثيرة في الكتابة، لكنّ الإبداع قليل وقليل جداً إن لم يكن نادراً.

ما صار سهلاً وميسوراً في هذا الزمن هو الكتابة، إذ يمكن لأيّ شخص -اليوم- أن يكتب، وينشر ولو لم يقرأ كتاباً كاملاً، أو لم يكن له حضور مشهود في فنّه. في ظل ذلك، بات من السهل أيضاً أن يكون لدينا منظّرون جدد في الكتابة والإبداع، وفي الاستشراف الثقافي، بات لدينا وجوه مألوفة تسوّق نفسها في شبكات التواصل وتعطي برامج ودورات تدريبية وتمنح شهادات في الكتابة، وتتحدث في كلّ فنّ، هناك من بات ينعت نفسه في شبكات التواصل بالكاتب والروائي، والفيلسوف، والمؤثّر أيضاً.

نحن نقرأ ونشاهد ونعيش أشياء من هذا القبيل، لدينا أزمة حقيقية في اختلال معايير الذائقة، وغياب الصدق في النقد، وتحوّل الكتابة من أثر إلى مجرد حضور شرفي من أجل التباهي.

كيف ترى المشهد الثقافي المحلي من خلال الصراع الدائر بين الكتاب، وهل يمثل ظاهرة صحية؟

المشهد الثقافي لدينا ضعيف، وساكن، لم يعد فيه ما يثير أو يستثير، والسبب أننا فقدنا الكثير من المعارك والصراعات التي كانت محفّزة للقراءة والمتابعة وزيادة الاطلاع.

فقدنا الجرأة في النقاش، وصار مشهدنا الثقافي حساساً جداً، المثقف لدينا صار محباً للتبجيل، وكارهاً للنقد، والنقاش الجاد والصادق.

وأصبح كثير من المثقفين -كباراً وصغاراً- يغضبون لأتفه الأسباب، ألا يلفت انتباهك شكاوى كثيرين وتساؤلاتهم في شبكات التواصل من حظر المثقفين والأدباء لهم؟

شبكات التواصل الاجتماعي خلقت عوالم جديدة للكاتب أيّاً كان، لذلك لم يعد لدينا في مشهدنا الثقافي نجم ولا شبّاك ولا حتى رهان على قيمة، كثير من مثقفينا يسألون -اليوم- عن الكراسي ومواقعها في الأمام أو الوسط أو الخلف وعن الدعوات ودرجة التذكرة!

هل ترى أن المبدع السعودي استطاع أن يعبر عن بيئته، ويخدمها بالقدر الكافي؟

وهل الهدف أن يكون لدينا مبدع يعبر عن البيئة التي يعيش فيها ويخدمها؟ إن كان هذا هدف المبدع فلا أظنه سيكون هدفاً جيداً للإبداع بشكل عام، ولن يتجاوز في هذا التعبير واقعه الذي يعيد كتابته، أو تصويره من زوايا أخرى مختلفة، وربما غير مألوفة.

المتابع بالتأكيد سيجد أنّه لم يختلف لدينا شيء عمّا كان يطالب به غازي القصيبي (رحمه الله) من توطين الإبداع لا تغريبه، فلما وطّن الكتاب الإبداع لم يختلف كثيراً في مضمونه، حيث إن العالم صار قرية كونية واحدة، والمشتركات الإنسانية أصبحت واحدة.

بين النقد والكتابة، وإصداراتك المتنوعة أين تجد نفسك وما جديدك، وأي أعمالك أحب إليك؟

لست ناقداً حتى أزاحم النقاد، ولا كاتباً محترفاً، أزعم أنني قارئ جيد، لدي شغف ثقافي، هذا الشغف جعلني متابعاً جيداً لما يدور حولي ثقافياً، وفي الوقت ذاته لديّ قلق في الأسئلة، جعلني هذا القلق أنعت نفسي بـ"المهتمّ" لذلك أتحرك كثيراً في هذا الإطار، وأفكّر بصوت عال، وفي أحايين كثيرة بصوت حاد.

أكتب ولدي كتب مطبوعة في القصة والنقد وكتب في الحوارات الثقافية بحكم عملي الصحفي، أما كتابي الأقرب إلى نفسي فسيصدر قريباً عن دار نشر محترمة، وأرجو أن يكون هذا الكتاب -الذي راجعته لما يزيد على خمس مرات على غير العادة لأنني أكره المراجعة وقراءة ما أكتب بعد نشره- محط اهتمام وإعجاب وإفادة.

*المصدر: جريدة الرياض | alriyadh.com
اخبار السعودية على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com