نقوش صخرية تكشف عن أقدم عودة معروفة للإنسان إلى الجزيرة العربية بعد العصر الجليدي الأخير
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
استشهاد 10 فلسطينيين إثر قصف إسرائيلي استهدف تكية طعام جنوب غزةمكة - ثول
كشفت هيئة التراث بالتعاون مع فريق علمي دولي ضم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) عن واجهات صخرية بالحجم الطبيعي في صحراء النفود قد نفذت قبل 12 ألف سنة. وتشير هذه النتائج، المنشورة في المجلة العلمية (Nature Communications)، إلى تغير التسلسل الزمني لعودة البشر والحياة البرية إلى داخل المناطق الصحراوية من المملكة العربية السعودية بعد العصر الجليدي الأخير بآلاف السنين.
وتم التعرف على أكثر من 60 واجهة من الفنون الصخرية تضم 176 نحتا صخريا في ثلاث مناطق لم تستكشف من قبل: جبل عرنان، وجبل المليحة، جبال المِسْمى، الواقعة على الحافة الجنوبية لصحراء النفود في شمال المملكة، وعلى عكس المواقع المعروفة سابقا حيث كانت تلك الفنون الصخرية مخفية في شقوق بعض الجبال، فإن هذه الواجهات حفرت على واجهات صخرية شاهقة، بعضها يصل ارتفاعه إلى 39 مترا، في مواقع بارزة بصريا. وتصور تلك الفنون بالحجم الطبيعي أشكالا طبيعية للجِمال، والوعول، والخيول، والغزلان، والأوروك (الثيران البرية الضخمة المنقرضة)، لتبين بذلك هيئة التراث أن هذا الشكل الفريد من التعبير الرمزي يعكس هوية ثقافية متميزة تكيفت مع العيش في بيئة قاحلة وصعبة.
يشار إلى أن الفنون التي تم العثور عليها تعود إلى ما بين 11,400 و12,800 سنة مضت، استنادا إلى المعثورات الأثرية التي عثر عليها في الموقع، والتي منها أدوات حجرية مصنوعة من الصوان والكوارتز ورؤوس السهام، التي تنتشر مثيلاتها في بلاد الشام، إضافة إلى العثور على خرزات حجرية وصدفية وصبغات معدنية، مما يشير إلى وجود صلات بعيدة المدى مع مجتمعات العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث ما قبل الفخار في منطقة المشرق العربي.
وقام البروفيسور فرانز فان بوكيم من جامعة كاوست بعمل تحليلا بيئيا قديما لرواسب بحيرات موسمية قريبة، أدى إلى تغيير الجدول الزمني لأقدم وجود موثق للمياه السطحية بعد الجفاف الشديد الذي أعقب العصر الجليدي الأخير قبل 10 آلاف سنة إلى نحو 14 ألف سنة. وقد ساعدت مصادر المياه الموسمية، التي أكدت من خلال تحليل الرواسب، على توسع البشر والحيوانات البرية في وقت مبكر إلى داخل الصحراء. وتعد هذه النتائج مساهمة أساسية في تاريخ المناخ الحديث للصفيحة العربية، وتكمل الأبحاث الأثرية المتعلقة بالفنون الصخرية.
وأشار فان بوكيم إلى أن الدراسة استفادت إلى حد بعيد من الخبرات المتنوعة للمجموعات البحثية الدولية، وقال «قوة هذه الدراسة تكمن في الجمع بين العمل الأثري – والفنون الصخرية القديمة والأدوات – وبين الدعم المباشر الذي تقدمه الدراسات البيئية القديمة – الرواسب وتقنيات التاريخ. إذ لو كانت كل دراسة قائمة بذاتها، لكانت النتائج أقل تأثيرا».
يذكر أن هيئة التراث قادت هذا المشروع بالتعاون مع معهد ماكس بلانك للجيوأنثروبولوجيا .