جمعية تكتب الأدب كما يُصنع الفن
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
علامة EXEED تستعد لكشف طرازات MX ،E01 وE02 في قمة المستخدمين العالميةفهد الأحمري
ليس الأثر ما يقاس بالضجيج، بل بما يتركه الفعل الهادئ حين يتكلم بلغة الإنجاز، وهكذا تبدو جمعية الأدب المهنية وهي تنسج حضورها بخيوط العمل الجاد، لتثبت أن الأدب يمكن أن يصنع مساره حين يجد من يؤمن به مشروعا لا هواية.
في بضعة أشهر، استطاعت الجمعية أن ترسم خارطة من المبادرات التي تتجاوز حدود المناسبة إلى عمق المشروع، وتقدم صورة نادرة لمؤسسة ثقافية تعمل بعقلية التخطيط وبلغة الأثر.
من خلال مشروع أديب، تفتح الجمعية الباب أمام ولادة جيل جديد من الكتاب في الشعر الفصيح والشعبي والقصة والرواية. لم يكن ذلك عبر التنظير أو الوعظ الثقافي، بل عبر منتج إبداعي مطبوع يحمل توقيع الموهبة نفسها، ما يجعل التجربة تدريبا حيا على الوجود الأدبي الحقيقي.
وحين اتجهت الجمعية إلى تحويل الرواية السعودية إلى سيناريو، فإنها لم تكن تنسخ فكرة أو تكرر مشروعا، بل تبتكر جسرا بين الأدب والسينما، بين الخيال اللغوي والصورة البصرية، لتؤكد أن الأدب السعودي لا يُكتفى به في الكتب، بل يمكن أن يعيش على الشاشة ويعيد تشكيل الوعي الفني.
أما الورش الأدبية التي تنفذها الجمعية، فهي الوجه العملي الآخر للثقافة حين تقدم كمهارة لا كترف. ففيها يلتقي الأدباء الجدد بالمحترفين، في مناخ يحرض التجريب ويمنح الخبرة، ليصنع تراكما معرفيا يقود نحو جيل يقرأ الأدب بعين الحرفة لا بعين الهواية.
ولأن الأدب بلا نقد يصبح صدى ناقصا، جاءت مبادرة فضاءات نقدية لتعيد للنقد حضوره المؤسسي في المشهد، حين اجتمع أربعة عشر ناقدا من سبع جامعات سعودية لقراءة العلاقة بين حدود الأجناس وحرية الإبداع، فأنتجوا كتابا ضخما في فكرته وقيمته، يؤكد أن الوعي النقدي جزء من مسؤولية التنمية الثقافية لا هامشها.
ما يميز هذه التجربة ليس عدد المشاريع، ولا كثافة الأسماء، بل روحها المؤسسية التي توازن بين الجودة والجدول الزمني، وتمنح الفكرة وقتها لتكتمل دون استعجال.. فكل مشروع يمتد ما بين عشرة أشهر وسنة كاملة، لأن الجمعية تؤمن أن الأدب لا يقاس بعدد الفعاليات، بل بنوع المنتج وعمق الأثر.
بصيرة:
يمكن القول إن جمعية الأدب المهنية لا تدير برامج، بل تصنع مشروعا وطنيا يكتب للأدب السعودي صفحة جديدة، من العمل المنظم الذي يليق بتاريخ الكلمة ومستقبلها.