اخبار السعودية

صحيفة البلاد

سياسة

الدوري السعودي.. من منافسة محلية إلى صناعة عالمية

الدوري السعودي.. من منافسة محلية إلى صناعة عالمية

klyoum.com

لم يعد الدوري السعودي لكرة القدم مجرد منافسة محلية بين أندية تقليدية، اعتاد الجمهور متابعتها، بل تحوّل خلال السنوات الأخيرة إلى صناعة رياضية عالمية تستقطب النجوم، وتلفت أنظار الإعلام الدولي، وتستثير فضول الجماهير من شتى أنحاء العالم. هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة إستراتيجية طموحة وضعتها المملكة ضمن رؤية 2030، حيث بات الاستثمار في الرياضة أحد أهم ركائز التنمية المجتمعية والاقتصادية، منذ انتقال أسماء لامعة مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ونغولو كانتي ونيمار وغيرهم، تغيّر المشهد جذريًا. لم تعد المباريات مجرد حدث محلي، بل أصبحت ساحة تنافس تترقبها وكالات الأنباء العالمية وتنقلها كبريات القنوات. هؤلاء النجوم لم يرفعوا فقط من مستوى الأداء الفني داخل المستطيل الأخضر، بل منحوا الدوري السعودي مكانة تسويقية جعلته في صدارة الاهتمام. انعكس ذلك على الشباب والقاعدة الجماهيرية المحلية، حيث امتلأت الملاعب بحضور جماهيري غير مسبوق، وازداد شغف الجيل الجديد بالرياضة، سواء في المتابعة أو ممارسة اللعبة. لقد أصبح الطفل السعودي يرى مثله الأعلى على أرض وطنه، بدلاً من أن يظل بعيدًا في الملاعب الأوروبية،

الموسم الحالي من دوري روشن السعودي انطلق بملامح مثيرة، أفرزت توازنًا فنيًا غير متوقع. ففي حين حافظ نادي النصر على صدارة الترتيب بعلامة كاملة من أربع مباريات، ظهر الاتحاد والأهلي بصورة أقل من المتوقع وسط هدوء غير معتاد لجماهيرهما التي اعتادت الانفجار مع كل انتصار أو تعثر. أما الهلال، ورغم نجومه البارزين، فلا تزال رؤيته الفنية غير واضحة المعالم، ما جعله يتراجع إلى المركز السادس برصيد ثماني نقاط، متساويًا مع الأهلي الذي يحتل المركز السابع. في المقابل، خطف فريق القادسية الأنظار بحلوله ثانيًا برصيد عشر نقاط، ما يعكس عملًا إداريًا وفنيًا مميزًا. أما الاتحاد فجاء ثالثًا بتسع نقاط، يليه نادي نيوم – الحاضر الجديد في المشهد الكروي – في المركز الرابع بنفس الرصيد، متساويًا مع التعاون صاحب المركز الخامس، اللذين قدما مستويات لافتة أضافت عمقًا للمنافسة،

أحد أبرز ملامح الدوري هذا الموسم هو الحضور المفاجئ لأندية مثل الخليج والتعاون، التي كسرت احتكار الأندية الكبرى للأضواء، وأكدت أن المنافسة لم تعد مقتصرة على الأسماء التاريخية فقط. كما أن بروز فريق نيوم، الوافد الجديد إلى الساحة، منح الدوري بُعدًا إضافيًا يعكس مشروعًا وطنيًا يتجاوز حدود كرة القدم، ليجسد طموح مدينة نيوم في أن تكون مركزًا عالميًا في كل المجالات، ما يحدث اليوم في دوري روشن يؤكد أن الرياضة السعودية تجاوزت فكرة المنافسة المحلية، لتصبح صناعة متكاملة الأركان. الأندية لم تعد تبحث فقط عن النقاط الثلاث، بل عن تثبيت مكانتها في سوق عالمي متسارع. إن وجود هذا الزخم الجماهيري، والاهتمام الإعلامي، والتنافس الفني المتصاعد، يضع الدوري السعودي على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة، تجعل من كرة القدم السعودية أداة للتأثير المجتمعي والاقتصادي، وميدانًا لصناعة نجوم المستقبل. وفي النهاية، يمكن القول: إن الدوري السعودي بات يمزج بين الحلم والواقع؛ حلم بدأ باستقطاب النجوم الكبار، وواقع يتجسد في أندية تفرض نفسها بقوة على الساحة. ومع استمرار هذا الزخم، فإن كرة القدم في المملكة لن تكون مجرد لعبة، بل صناعة عالمية ترفع اسم الوطن عاليًا.

*المصدر: صحيفة البلاد | albiladdaily.com
اخبار السعودية على مدار الساعة