الأمير تركي الفيصل في "هارفارد": الخليج نموذجٌ للاستقرار وسط عالمٍ مضطرب وسرّ النجاح في سلاسة انتقال السُّلطة
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
تصرف من جيسوس مع كانسيلو في وداع لاعبي الهلالشدّد الأمير تركي الفيصل؛ على أن دول مجلس التعاون الخليجي تمثل نموذجاً للاستقرار وسط عالمٍ يعجّ بالاضطرابات، مؤكداً أن سرّ نجاح هذه الدول يكمُن في استقرار نُظمها السياسية وسلاسة انتقال السلطة، وهو ما أتاح لها التفرُّغ لتنمية مجتمعاتها وتحقيق الرفاهية لشعوبها.
جاء ذلك في كلمةٍ مهمة ألقاها سموه خلال مؤتمر الخليج العربي بجامعة هارفارد الأمريكية، في الأول من مايو 2025م، حيث تناول خلالها التحديات التي تواجه منطقة الخليج والشرق الأوسط في ظل الاضطرابات العالمية المتزايدة، مسلطاً الضوء على الدور الحيوي الذي تضطلع به دول مجلس التعاون في تعزيز السلام والاستقرار في محيطيها الإقليمي والدولي.
واستهل سموه كلمته بتوجيه الشكر إلى رابطة طلاب الخليج العربي في جامعة هارفارد على دعوتهم الكريمة، مشيداً بمبادرتهم الهادفة إلى تقديم صورةٍ مشرقة عن ثقافة وحضارة وتطلعات شعوب الخليج إلى المجتمع الأكاديمي الأمريكي. كما أثنى على الجيل الجديد من الشباب الخليجي المتعلّم في أعرق الجامعات العالمية، مؤكداً أن أوطانهم تعوّل عليهم في بناء مستقبل أكثر إشراقاً وتقدماً.
وأشار الأمير تركي، إلى أن منطقة الخليج لطالما كانت ساحة للصراعات الدولية والإقليمية، نظراً لموقعها الإستراتيجي وثرواتها الطبيعية الغنية، وكونها جزءاً من الشرق الأوسط الذي يعاني أزمات مزمنة.
وعلى الرغم من التحديات الجسيمة التي شهدتها المنطقة على مدار العقود الماضية -بدءًا بالثورة الإيرانية والحرب العراقية الإيرانية، مرورا بغزو الكويت وغزو العراق، وصولاً إلى تداعيات الصراع العربي الإسرائيلي-، فإن دول الخليج استطاعت، بفضل الحكمة والدبلوماسية والتحالفات الدولية وتماسكها الداخلي، الحفاظ على أمنها واستقرارها.
وفي حديثه عن الأوضاع الراهنة، أكّد سموه أن الأزمات المتفاقمة في غزة ولبنان وسوريا واليمن، إضافة إلى تعقيدات الملف النووي الإيراني، تمثل تهديداً مباشراً لوحدة النسيج الاجتماعي والجغرافي لدول المنطقة.
ومع ذلك، عبّر عن ثقته الكاملة بقدرة دول الخليج على تجاوز هذه التحديات، كما تجاوزت غيرها من قبلها، مستندة إلى رؤى إصلاحية طموحة ومشاريع تنموية كبرى، وفي مقدمتها رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
وجدّد الأمير تأكيده على أن سرّ نجاح دول مجلس التعاون يكمُن في استقرار نُظمها السياسية وسلاسة انتقال السلطة، وهو ما أتاح لها توجيه طاقاتها نحو تنمية مجتمعاتها وتحقيق الرفاهية لشعوبها، بعيداً عن أزمات الصراع على الحكم أو الفوضى السياسية.
وشدّد الأمير تركي، على أن القضية الفلسطينية تظل في صميم النزاع في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، واستمرار الاحتلال من دون حلول عادلة، يقوّضان جميع مساعي السلام.
وأضاف، أن أيَّ حلولٍ مفروضة من الخارج لن يُكتَب لها النجاح دون موافقة الفلسطينيين أنفسهم، معتبراً أن مسار التطبيع لا يمكن أن يكون بديلاً عن تحقيق العدالة.
كما رأى سموه أن هجوم 7 أكتوبر 2023م يعكس فشل المجتمع الدولي في التعاطي الجاد مع هذه القضية المحورية.
واختتم الأمير كلمته، بتجديد التأكيد على التزام المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بالتعاون مع جميع الأطراف ذات النيَّات الصادقة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وعبّر عن ألمه الشديد لما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من قتلٍ وتدمير، داعياً المجتمع الدولي، إلى تحمُّل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه هذه المأساة المستمرة.