اخبار السعودية

جريدة الرياض

سياسة

جائزة الترجمة إشعاع حضاري

جائزة الترجمة إشعاع حضاري

klyoum.com

د. طلال الحربي

ها نحن على أبواب العتبة الحادية عشرة في رحلة جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، وهذه العتبة المتميزة في الطرح والفكرة والأسلوب والتنفيذ تأتي في وقت أكثر ما نكون بحاجة إليه لتقديم أنفسنا كعالم إسلامي عربي متمدن متعطش للحضارة والثقافة، هذه الأعمال القيمة التي تطلق سنويا وبشكل متتابع دوري تدل على الرؤية الاستشرافية الدقيقة لخادم الحرمين الشريفين وإيمانه المطلق أن البذرة الطيبة التي تزرعه اليوم لا بد وأن تأتي ثمارها طيبة في وقت تكون الحاجة ملحة لها، القيمة ليست في الترجمة بحد ذاتها والأعمال التي تتم ترجمتها وحسب بل أيضا في الصورة العامة التي ترسم في أذهان العالم كله، ونعني هنا العالم المتحضر المثقف المحب للسلام والأمان والمتعطش مثلنا إلى مستقبل كله ازدهار ووئام.

المحطة الحادية عشرة للجائزة سيحتفى بها قريبا جدا في العاصمة الكورية سيئول، هذه الفكرة بإقامة احتفال الجائزة في عواصم دول العالم المختلفة والتي كانت بدايتها الخيرة من الرياض، كما هي عادة الرياض دوما في أن تكون منبعا للخير ومركز إشعاع لخير الإنسانية، دائما ما نركز كإعلاميين على نتائج أي عمل أو حدث تقوم به وما الصورة التي يتعاطاها الآخرون وكيف ينظرون إليك بعد انتهائك من أنشطتك، كثيرا هي الأنشطة الإيجابية والحسنة التي نقوم بها ولكن قد تصل الرسالة ليس كما نتمنى، غير أن أمانة جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة قد اختارت المحتوى الأمثل والأسلوب الأفضل لتقدم المملكة بالصورة الحقيقية للدولة العلمية المدنية الممهدة للحضارات وتنوع الثقافات والتعايش الإنساني.

تفاصيل الجائزة وحيثياتها كلها أفاض بها معالي فيصل بن معمر المشرف العام على الجائزة والذي أوضح فيها كل ما يتعلق بهذه الجائزة من الغاية والأهداف والبرامج، وفي سطور كلمات ابن معمر تجد أن الرضا متحقق في مستوى عالٍ جدا لكنك أيضا تجد الطموح نحو الأفضل يفرض نفسه، ابن معمر أكد على أن العملية كلها عملية مهنية منسقة مبينة على أسس وقواعد وضوابط معتدلة تتيح الفرصة لكل من لديه الرغبة والقدرة على الإسهام في إثراء المكتبة الإنسانية وتداول الأفكار والثقافات وتوفير المعلومة الإيجابية بكل اللغات، وهذا هو ما يجب أن يكون عليه سمو الإنسانية في محبتهم وتقاربهم.

إن الترجمة تشكل مجالًا مهمًا في عالم اليوم، خاصة في ظل التقارب الكبير بين الشعوب الذي أحدثته التقنيات الحديثة، وسعي الشعوب إلى التعرف على الثقافات المتنوعة في مختلف أنحاء العالم، وبناءً على ذلك جاءت هذه الجائزة التي انطلقت في العام 2006م؛ لتسهم بإحداث التفاعل الحضاري المطلوب بين مختلف اللغات والثقافات في العالم".

وجائزة الترجمة التي ترعاها مكتبة الملك عبدالعزيز تسهم في تفعيل رؤية المملكة 2030 في مجالها المعرفي والتفاعلي العالمي، خصوصًا أنها تجد الدعم السخيّ والمستمر من القيادة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين -حفظهما الله- لاستمرار الجائزة للقيام بدورها الثقافي والمعرفي عبر الترجمة من العربية وإليها، وتكريم البارزين في مجال الترجمة حول العالم.

هذه الجائزة في هذا العصر المتطور والمعقد بنفس الوقت تدل على أن الكلمة الطيبة التي تؤسس لفكر طيب يخدم الإنسانية كلها هو الأساس الذي علينا الانطلاق منها والعودة إليه كلما زادت الأمور تعقيدا، الكتاب والأفكار والخبرات التي أطرت في كتب بلغات أقوامها وأن تحصل عليها بلغتك خاصة وأنت تتحدث عن عملية انتقائية للأفضل فإن هذا كله يقدمنا كمسلمين وعرب وسعوديين على أننا على العهد دائما نحب الخير لك كما نحبه لأنفسنا.

*المصدر: جريدة الرياض | alriyadh.com
اخبار السعودية على مدار الساعة