اخبار السعودية

جريدة الرياض

ثقافة وفن

سعد الحميدين.. شاعر الحداثة وصوت الصحافة الثقافية

سعد الحميدين.. شاعر الحداثة وصوت الصحافة الثقافية

klyoum.com

الرياض - الثقافي

تُوّج الشاعر والأديب والإعلامي السعودي سعد بن عبد الله الحميدين بـ"جائزة الإعلام الثقافي" ضمن الدورة الخامسة لمبادرة "الجوائز الثقافية الوطنية 2025"، في احتفاءٍ أقيم بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، نظير رحلته الإبداعية والإعلامية التي امتدت لأكثر من خمسة عقود، جمع خلالها بين الكلمة الشعرية المتجددة، والرؤية الصحفية المؤثرة، ليصبح أحد أبرز الأسماء التي صنعت مشهد الثقافة السعودية الحديثة، وأسهمت في ترسيخ حضورها خليجياً وعربياً.

يُعد الحميدين من أبرز روّاد الحداثة الشعرية في المملكة والخليج، حيث أصدر دواوين شعرية شكّلت علامات فارقة في مسيرة الشعر السعودي والعربي الحديث، مثل ديوانه الأول "رسوم على الحائط" الصادر عام 1976، والذي اعتبره بعض النقاد أول ديوان شعري بالتفعيلة يُطبع في المملكة، وفي العام التالي، أصدر ديوانه الثاني "خيمة أنتِ والخيوط أنا"، الذي تُرجم إلى الإنجليزية، فيما تُرجمت بعض قصائده الأخرى إلى الإنجليزية والفرنسية، ليجعل من تجربته الشعرية جسراً للتواصل الثقافي العابر للغات والحدود.

ولد الحميدين في مدينة الطائف عام 1947، وحصل على دبلوم معهد المعلمين، قبل أن يبدأ مسيرته الصحفية مبكراً في منتصف الستينات؛ إذ عمل محرراً ثقافياً بجريدة الجزيرة الأسبوعية عام 1966، ثم محرراً أدبياً بجريدة الرياض عام 1967، وسكرتيراً لتحرير مجلة اليمامة عام 1968، ومنذ تلك اللحظة، ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية السعودية، وأصبح أحد أعمدتها البارزين.

وعلى مدى أكثر من 35 عاماً، قاد الحميدين الملحق الثقافي في جريدة الرياض، حيث أسهم في تطوير الخطاب الثقافي المحلي من خلال مقالاته، وتنظيمه للملفات الأدبية، وإدارته لحوارات ثقافية واسعة، جعلت من الملحق منصة أساسية لتوثيق وتحليل الحالة الثقافية في المملكة والمنطقة، وخلال هذه الرحلة، كان له دور محوري في تمكين الصحفيين الثقافيين الشباب، وإبراز مواهبهم، وإرساء تقاليد مهنية متينة داخل الوسط الإعلامي الثقافي.

لم يكن الحميدين شاعراً يكتب من برجٍ عاجيٍ معزول، بل كان مثقفاً حياً منخرطاً في النقاشات الكبرى، يجمع بين الشعر والنقد والمقالة، وقد انعكس هذا التنوع على حضوره في المشهد الأدبي، حيث ترك بصمة مميزة في الصحف والمجلات المحلية والعربية، وأثرى الحركة الأدبية السعودية برؤية نقدية واعية، تجمع بين حسّ الشاعر ورؤية الصحفي.

جائزة الإعلام الثقافي لعام 2025 تأتي لتكرّم هذا العطاء الممتد، وتسلط الضوء على شخصية ثقافية جمعت بين فرادة الشعر وعمق الصحافة، وبين الجرأة في التجديد والالتزام بالهوية، ما جعله رمزاً من رموز الثقافة السعودية الحديثة.

كما يأتي هذا التكريم تقديراً لمسيرة طويلة أسهمت في بناء وعي ثقافي جديد، وفتحت الطريق أمام أجيال من الأدباء والصحفيين ليجدوا في تجربته نموذجاً للإبداع المسؤول والريادة الثقافية.

وتأتي هذه الجائزة ضمن مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية، التي تُعد من جهود وزارة الثقافة للاحتفاء بالمبدعين والمثقفين في مختلف المجالات، بما يعكس حرصها على تكريم التجارب المؤثرة وترسيخ مكانة الثقافة السعودية في المشهد المحلي والعالمي.

*المصدر: جريدة الرياض | alriyadh.com
اخبار السعودية على مدار الساعة