أهمية المكتبات المنزلية
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
هونشي تكشف عن سيارتها الكهربائية EHS5 الجديدةتضطلع المكتبات المنزلية- ولا تزال- بأدوار مهمة جدًّا في حياة المجتمعات، وكان لها الأثر المحوري في بناء أجيال عديدة في المجتمعات الإنسانية منذ عصر الكتابة. فمنها تعلم وتخرج كبار العلماء والكتاب والفلاسفة والمفكرين، وفيها تفتقت الأفكار الخلاقة للمخترعين والمكتشفين الذين نهلوا منها العلم الذي وصلهم ممن سبقهم وبنوا عليه العلوم، التي أوصلوها بدورهم إلى الأجيال التي تَلَتهم.
وبسبب هذا الوعي فقد اهتم الناس بهذه المكتبات وحرصوا على أن ينشأ أبناؤهم على حبها وحب الكتب. وإن أهم ما يميزها عن المكتبات العامة أن أصحاب كل منزل يجمعون كتبها بناءً على ميولهم وأذواقهم واهتماماتهم وتوجهاتهم، ووفق ما يرونه متناسبًا مع أبنائهم، خلاف المكتبات العامة التي تضم أعدادًا أكبر وتنوعًا أكثر، كما أنها قد تتضمن الغث والسمين جنبًا إلى جنب، وهو ما قد يضيع جهودًا وأوقاتًا على من يطالعها حتى ينتقي ما يناسبه منها.
ومما يدفع الناس لتأسيسها عدم قدرتهم على تحمّل البعد عن الكتب، أو الانتظار للاستفادة من المكتبات العامة التي تتطلب وسيلة نقل للوصول إليها، كما أنها مربوطة بأوقات دوام محددة وهو ما لا يطيقه بعض محبي الكتب، تمامًا كما قال الكاتب عبد الجبار الرفاعي:" أشعر بوحشة مريرة في بيت يخلو من الكتب".
ويغري وجود المكتبة المنزلية ساكني البيت بالقراءة؛ حين يجذبهم غلاف كتاب أو عنوانه أو موضوع يشعرون بأهميته لهم أو أنه قد يحل مشكلة يواجهونها في حياتهم، فيثير ذلك الفضول فيهم فيلتقطونه ثم يقرؤونه.
وحين تكون المكتبة المنزلية مهيأة وكافية لأفراد الأسرة فإنها يمكن أن تكون مكانًا مناسبًا لالتقاء أفرادها، وربما الحوار فيما بينهم، وهو ما قد يسهم في جسر الهوة بين أجيالها وربما حلت مشكلات كانت مستعصية على الحل.
وكم كانت ملفتة تلك الإحصائية التي أصدرتها الهيئة العامة للإحصاء في المملكة لعام 2018م والتي جاء فيها أن 55% من الفلل في السعودية تحوي مكتبات منزلية، مقابل 33% للشقق، و17% للمنازل الشعبية، ونتمنى أن تشهد هذه الأرقام زيادات قريبا.
هذا عن المكتبات المنزلية العادية، لكن هناك منها ما يتضمن أعدادًا كبيرة من الكتب تصل إلى 10 آلاف وعشرين ألفًا وحتى خمسين ألفًا في مختلف مناطق المملكة، ينفق عليها ملاكها من حر أموالهم، وقد يقتّرون على أنفسهم من أجل شرائها حبًّا في القراءة وفي الكتب، ورغبة منهم في أن يكونوا قريبين منها على الدوام، بل إن بعضها أضحى كالمكتبات العامة حين فتحت لعامة الناس لكي يستفيدوا منها.
*عندما تصبح المكتبة في البيت ضرورة كالطاولة، والسرير، والكرسي، والمطبخ، عندئذ يمكن القول إننا أصبحنا قوماً متحضرين. ميخائيل نعيمة
yousefalhasan@