الدراما القانونية.. عدالة تُروى بلغة الفن
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
منتدى مسك 2025.. منصة عالمية تضم 30 ألف مشارك و300 متحدث من 80 دولةالرياض - رؤى مصطفى
في أمسية تماهى فيها الفكر مع الفن، أقام الشريك الأدبي بالتعاون مع مقهى السبعينات لقاءً حواريًا بعنوان «الدراما القانونية بين الواقع والخيال»، وذلك في قاعة مكتبة مدينتي بحي قرطبة بالرياض، وسط حضورٍ من المثقفين والكتّاب والمهتمين بالفكر القانوني والدرامي.
أدارت اللقاء المحامية سمر الغامدي، التي استهلت الحديث بمقدمة عادت فيها إلى سبعينات القرن الماضي، حين كانت الدراما القانونية تحاور الضمير الإنساني أكثر مما تستعرض النصوص القضائية، مستحضرة أعمالًا خالدة مثل المسلسل الأمريكي Perry Mason، وفيلم To Kill a Mockingbird الذي رسخ صورة المحامي الإنساني في الوجدان، إلى جانب الأعمال العربية التي تناولت قضايا العدالة مثل الفيلم المصري ضد الحكومة، الذي قدم نموذجًا لضمير القانون حين ينتصر للحق بعد رحلة من الانكسار، والمسلسل الميزان الذي تناول بجرأة قضايا الفساد والسلطة من منظورٍ قانوني وإنساني.
من جانبها، قدمت المحامية والباحثة القانونية تهاني الشهري قراءة فلسفية عميقة حول حضور القانون في الدراما، مبينة أن الفن حين يقترب من مفهوم العدالة، فإنه يقترب من الإنسان ذاته، من صراعه بين الحقيقة والرحمة، ومن محاولته الدائمة لفهم ذاته عبر مرآة الفن.
وتوقفت الشهري عند نماذج عالمية مثل Suits وThe Good Wife، وعربية مثل قضية رأي عام، مؤكدة أن الدراما القانونية تُعيد تعريف العدالة بلغة الفن، وتفتح أفقًا واسعة أمام المتلقي ليتأمل قيم الحق والواجب بعيداً عن النمطية التقليدية للمحاكم.
تنوعت مداخلات الحضور بين استحضار أعمال عربية وعالمية تناولت مفهوم العدالة، ومناقشة أثر الدراما القانونية في تشكيل وعي الجمهور بالقيم الإنسانية، مؤكدين أن هذا اللون الفني يظل ذاكرة فكرية تُعيد للعدالة بريقها الإبداعي وتعيد للفن وظيفته الأخلاقية.
واختُتم اللقاء وسط أجواء من الحوار والتأمل، وقد تركت الأمسية أثرًا عميقًا في الحضور بما حملته من رؤى فكرية وإنسانية، أعادت إلى الأذهان الدور الجمالي والرمزي للدراما بوصفها لغة راقية للعدالة ومرآة صادقة لضمير المجتمع.