اخبار السعودية

جريدة الرياض

سياسة

رحمك الله.. إنك ما "ضيّعت" في الإعلام عمرك

رحمك الله.. إنك ما "ضيّعت" في الإعلام عمرك

klyoum.com

عبدالله الضويحي

رحم الله الأخ العزيز الصديق الزميل وابن الحارة سابقًا.. إلخ وأضف ما تريد من الألقاب ولا تحذف.. "سعود العتيبي" جمعتنا الحارة في مرحلة مبكرة من العمر رغم أنه يصغرني ببضع سنوات، ثم أبعدتني الجامعة ودخولي الصحافة في سن مبكرة وانشغالي بها عن الحارة ثم انتقل سكني فابتعدت عنها.

عندما عدت لجريدة "الرياض" بداية 1983 للإشراف مرة أخرى على الشؤون الرياضية كان من أول من قابلتهم وكان في سني عمله الصحفي الأولى مع مجموعة من الزملاء (محمد الدويش "أبوفهد"، فهد الدوس، سليمان العساف، عبدالعزيز اليحي) كان في "الرياض الأسبوعي" وهو إصدار مستقل مع عبدالرحمن آل الشيخ وأحمد المصيبيح ثم انضم إلينا 1984 مع المصيبيح بعد دمج الرياض الأسبوعي مع الرياض الجريدة الأم.

كانت فترة ذهبية للرياضة وللصحافة بصورة عامة و(الرياض) بصورة خاصة بقيادة الأستاذ تركي السديري الذي أعطانا كامل الصلاحيات في إدارة الشؤون الرياضية بوجود كفاءات قيادية في الجريدة مثل نائبيه محمد أباحسين ومحمد الجحلان -رحمهم الله جميعًا- ومارست الدور ذاته مع زملائي الذين كانوا أكفاء وعلى قدر المسؤولية فكانت (دنيا الرياضة) ذات صوت مؤثر ومسموع حتى على المستوى الرسمي.

كان سعود العتيبي وأحمد المصيبيح مسؤوليْن عن العدد اليومي وإعداد مواده ومتابعته مع المخرج والزميلين فهد الدوس ومحمد الدويش المسؤولين عن الملحق الأسبوعي وهذه التفاصيل لها حديث في وقت ومكان آخرين.. كان الجميع على مستوى المسؤولية وكان سعود أحدهم يتمتع بمهنية عالية (الصبر، الموهبة، الحس الصحفي، والثقافة العامة) قراءاته تجاوزت المحلية للأدب العالمي والروايات وكان محبًا للشعر بشقيه؛ الفصيح والنبطي الحديث والقديم وبمختلف أغراضه وموازينه ما أسهم في صقل موهبته ونجاحاته.

ظل وفيًا لمؤسسة اليمامة الصحفية التي ولد فيها صحفيًا متنقلًا بين مطبوعتيها (جريدة الرياض ومجلة اليمامة) ومترقيًا في تحريرها ويبدو أن هدوءه وعلاقاته مع الآخر وبساطته وبعده عن الدخول في الصراعات والمناكفات وقناعاته وعدم مساومته ساعدت في تمسك المؤسسة به واستمراره رغم تخليها مضطرة كغيرها من الصحف عن العديد من المنتمين إليها مهما كانت كفاءتهم مع زحف الإعلام الرقمي والسوشيال ميديا.. كان سعود بتلك الصفات مع الآخر وفي محيط العمل لكنه كان على العكس تمامًا في تعامله مع العمل الصحفي في بعضها وحفاظه على البعض الآخر منها فلم يكن هادئًا في بعض مقالاته وعناوينه وحرصه على الخبر والبحث عنه وعدم مساومته محتفظًا بعلاقاته وبعده عن أماكن الصراع والتمسك بقناعاته الصحفية.

"أنا من ضيع في الإعلام عمره" شعار وضعه سعود العتيبي لصفحته في منصة X (تويتر سابقًا) استقاه من قصيدة "الجندول" لعلي محمود طه وغناها محمد الوهاب ونصه: (أَنا من ضيع في الأوهام عمره/

نسي التاريخَ أو أُنْسيَ ذكْرَهْ) لكن سعود وإن ضيع عمره في الإعلام -كما يقول- إلا أنه في الحقيقة قدم عمره للإعلام وأفناه فيه فكان علمًا من أعلامه.

رحم الله أبا طلال وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

والله من وراء القصد

*المصدر: جريدة الرياض | alriyadh.com
اخبار السعودية على مدار الساعة