الذكاء الاصطناعي بين نعمة التطور وخطر الاعتمادية «الأطفال في قلب العاصفة»
klyoum.com
ما نشهده اليوم من قفزات تكنولوجية متسارعة، يفوق قدرة العقل البشري على اللحاق بها أو حتى مجاراتها.
في ظل الثورة الرقمية، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، ويجد الإنسان نفسه أمام معضلة حقيقية؛
هل يسير خلف هذه التقنيات الحديثة ويعتمد عليها كليًا؟ أم يتريث، خشية الوقوع في دائرة الاعتمادية التي قد تضعف قدراته وتجمّدها؟
فالمفارقة أن هذه التقنيات هي من صُنع العقل البشري، لكنها أصبحت تهدده بشكل غير مباشر، بل وربما تُقصيه يومًا ما وتحل مكانه بالكامل.
وعلى الصعيد الفردي، لا تخفى علينا النماذج التي استسلمت بالكامل لتقنيات الذكاء الاصطناعي، معتبرة إياها وسيلة للتغلب على ضغط الوقت والسرعة في الإنجاز والحصول على المعلومات.
ولا شك أن لهذه التقنيات فوائد جمّة؛ إذا أُحسن استخدامها، لكن الخطورة تكمن في الاستخدام العشوائي وغير الواعي لها.
الأطفال، على وجه الخصوص، هم الفئة الأكثر عرضة لتأثيرات الذكاء الاصطناعي.
فقد باتت الألعاب والبرامج المخصصة لهم تعتمد بشكل مباشر على هذه التقنية، ما يُضاعف من خطر العزلة الاجتماعية، خاصة عندما تُستبدل العلاقات الواقعية بـ”رفيق رقمي” لا يقدّم تفاعلًا إنسانيًا حقيقيًا.
إزاء ذلك، لا بد من دق ناقوس الخطر، وتوجيه الأسر والمربين إلى أهمية التوازن في استخدام الذكاء الاصطناعي.
فلا هو شرٌ مطلق، ولا خيرٌ مطلق، إنما هو أداة، يتحدد نفعها أو ضررها بطريقة استخدامها.
Wjn_alm@