بدون ساهر
klyoum.com
يوسف القبلان
لا شك أن نظام (ساهر) ساهم في انخفاض المخالفات المرورية، إضافة إلى وضوح قواعد المرور وحرص قائد السيارة على الالتزام بها مع وجود حالات استثنائية يتم التعامل معها بالقانون.
عوامل أخرى ساهمت في انسياب حركة المرور في مدن المملكة أبرزها الطرق السريعة الواسعة والأنفاق والجسور، إضافة إلى تنوع وسائل المواصلات ومنها الحافلات وسيارات الأجرة، والمترو كما حصل في مدينة الرياض. إضافة إلى ارتفاع مستوى الوعي وحيوية متابعة حركة المرور من قبل إدارة المرور وإيقاف المخالفين من قبل رجال المرور.
ثمة بعض التفاصيل السلوكية ومصدرها بعض سائقي السيارات الذين يقودون السيارة وكأنهم في معركة لا بد فيها من الانتصار على الآخرين، سرعة بلا مبرر حتى في الشوارع داخل الأحياء، الدخول السريع الهجومي من شارع فرعي إلى شارع رئيس، التجاوز من اليمين عن طريق الأكتاف، الضغط من الخلف على السيارة الأمامية كي يتحقق الإنجاز العظيم وهو التجاوز، عدم احترام ممر المشاة، استخدام الهاتف أثناء القيادة، عدم ربط حزام الأمان، إهمال الصيانة الدورية للسيارة. معظم تلك المخالفات يتعامل معها نظام (ساهر) وهي مخالفات تصنف في خانة الحالات الفردية الاستثنائية وليست الغالبة.
هناك سلوكيات تعكس ثقافة وأخلاق سائق السيارة الذي يحترم قواعد المرور قبل ساهر وبعد ساهر، يتوقف عن التقاطعات، يحترم مواقف ذوي الإعاقة، لا يدخل في عناد مع سائق متهور يطبق نظرية إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب، لا ينشغل بالجوال، يتابع سلامة السيارة وصيانتها.. إلخ.
ننتقل إلى تفاصيل أخرى لا علاقة لها بساهر ومنها المسارات غير الواضحة في بعض الطرق، والمطبات الصناعية المفيدة جدا في بعض الشوارع، والملاحظة عليها انتشارها بشكل مبالغ فيه وبعضها غير واضح مما يتسبب بأضرار للسائق وللسيارة. إشارات المرور تحتاج إلى تقييم من حيث تحقيق التوازن أو العدالة إن صح التعبير بين الشوارع، وكذلك تقييم آلية عمل الإشارات بما يحقق تنبيه السائق لوضع الإشارة قبل الوصول إليها.
بشكل عام وبما نشاهده على أرض الواقع يمكن القول إن حركة المرور في المملكة تطورت بتكامل جهود الأجهزة المختصة وتعاون السائقين إلا من حالات فردية يتم التعامل معها وفق القانون. هذه الحالات الفردية المخالفة لقواعد المرور ربما يرجع معظمها إلى أن أصحابها يقودون السيارات تحت ضغط الاستعجال وكأنهم سيارات إسعاف، ولو بحثت عن سبب الاستعجال لوجدته عدم القدرة على إدارة الوقت، سيقول السائق المخالف لرجل المرور: أنا آسف، كنت مستعجلا لأن عندي موعدا. هل كل السائقين المستعجلين عندهم مواعيد ومتأخرون؟!