نظرية مثيرة جديدة.. هل نحن عالقون في فراغ كوني؟
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
148 شركة أغلقت على تراجع .. مؤشر سوق الأسهم يغلق منخفضا عند مستوى 11252 نقطةكشف فريق من علماء الفلك عن أدلة جديدة تدعم فرضية مثيرة للجدل تشير إلى أن مجرتنا "درب التبانة"، ومعها الأرض، قد تكون عالقة داخل فراغ كوني هائل يمتد لملياري سنة ضوئية، وتقل كثافته بنحو 20% عن المعدل الكوني المعتاد.
جاء هذا الإعلان خلال الاجتماع السنوي للجمعية الفلكية الملكية، الذي عُقد في مدينة درم البريطانية، حيث استعرض الباحثون تحليلاتهم المستندة إلى "صدى الانفجار العظيم"، وهو إشعاع الميكروويف الكوني الذي يمثل أول ضوء في الكون، ويُعدّ مرجعًا أساسيًا لفهم تطور الفضاء الكوني.
الفرضية الجديدة، التي يقودها الدكتور إندرانيل بانِك من جامعة بورتسموث في المملكة المتحدة، قد تساهم في حل واحدة من أعقد المعضلات الفلكية الحديثة، والمعروفة باسم "توتر هابل". هذا التوتر يتمثل في التناقض بين معدلات توسّع الكون كما تُقاس من خلال إشعاع الخلفية الكونية (67 كلم/ث/ميغابارسيك) وتلك المحسوبة من خلال النجوم النابضة القريبة (73.2 كلم/ث/ميغابارسيك). هذا الفارق البسيط ظاهريًا يتحدى النموذج القياسي الحالي لعلم الكونيات.
فراغ محلي يُعيد توزيع الجاذبية
وفقًا لبانِك، فإن وجودنا بالقرب من مركز فراغ كوني ضخم قد يُفسّر هذا التفاوت، إذ يؤدي انخفاض الكثافة إلى تسارع محلي في تمدد الفضاء نتيجة انجذاب المادة إلى المناطق الخارجية ذات الكثافة الأعلى. ويضيف: "هذا الفراغ يتسع بمرور الزمن، ما يجعلنا نرصد توسعًا أسرع في نطاقنا مقارنةً بالمناطق الأبعد".
الفرضية ليست جديدة تمامًا؛ فقد طُرحت منذ تسعينيات القرن الماضي حين لاحظ الباحثون ندرة في عدد المجرات المحيطة مقارنةً بالمناطق الأخرى. لاحقًا، دعمت بيانات إضافية هذه الملاحظات، وأُطلق على هذا الحيّز اسم "الفراغ المحلي" أو "ثقب KBC"، نسبةً إلى الأحرف الأولى من مكتشفيه.
مع ذلك، استمر الجدل حول ما إذا كانت هذه المناطق "فارغة فعليًا"، أم تحوي أجسامًا خفية لا تبعث ضوءًا، مثل المادة المظلمة.
تحليل الموجات الصوتية القديمة
لإثبات نظريتهم، اعتمد الفريق على أكثر من 20 عامًا من بيانات "تذبذبات الصوت الباريونية" (BAOs)، وهي موجات ضغط من زمن الانفجار العظيم، تُستخدم كمسطرة كونية لقياس المسافات وتحديد معدل التوسع.
وفقًا لتحليل بانِك وزملائه، فإن احتمال وجودنا داخل فراغ كوني هو أعلى بمئة مرة مقارنةً بوجودنا في منطقة ذات كثافة متوسطة.
يخطط الفريق في الخطوة المقبلة لمقارنة نموذجهم بنماذج أخرى، مع اقتراح تعديلات على النموذج القياسي، أبرزها إعادة النظر في افتراض التوزيع المتجانس للمادة في الكون.
انعكاسات علمية وفلسفية
إن صحّت هذه النظرية، فقد تكون لها تبعات هائلة على مفاهيمنا حول عمر الكون، ومكوناته، وسرعة توسعه، وحتى موقعنا فيه. إذ لطالما افترض العلماء أننا نعيش في مكان "عادي" داخل كون متجانس، لكن احتمال وجودنا في "نقطة نادرة وفارغة" قد يضعنا في موقع كوني غير متوقع.