من عبق الماضي إلى رؤية المستقبل كلية طاليثا قومي تحتفي بالتراث والسياحة في فعالية تحيي الهوية الفلسطينية
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
تل أبيب تبرر ترحيل الفلسطينيين: مغادرة مؤقتة أم سياسة تهجير؟بيت لحم 2000 -في أجواء تعبق برائحة الأرض الفلسطينية وتفوح منها روح الأصالة، نظمت كلية طاليثاقومي فعالية تراثية وسياحية مميزة جمعت بين عبق الماضي وسحر الحاضر، لتجسد ارتباط الإنسان الفلسطيني بأرضه وتاريخه وثقافته. الحدث، الذي يقام يوم الخميس في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا داخل حرم الكلية، جاء بعنوان "التراث والسياحة"، ليشكل مساحة نابضة بالحياة تحتفي بالهوية الوطنية وتكرس الوعي بأهمية الحفاظ على الإرث الثقافي الفلسطيني.
وأوضحت عميدة كلية طاليثاقومي، الأستاذة لوريت أبو جابر، في حديثها خلال برنامج "يوم جديد" مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو "بيت لحم 2000": أن الفعالية تهدف إلى "الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية الفلسطينية وتعريف الأجيال الجديدة بتراثهم الغني والمتنوع". وأشارت إلى أن النشاط يتضمن مجموعة من الزوايا التي تستعرض مظاهر متعددة من التراث الفلسطيني، منها الأغاني والأكلات الشعبية، وعرض للأدوات التراثية، والتوب الفلسطيني، بالإضافة إلى عروض تقديمية حول القرى المهجرة والقرى التي تغيرت أسماؤها خلال سنوات الاحتلال.
وأكدت أبو جابر أن الفعالية تأتي ضمن رؤية الكلية التي تمزج بين التعليم السياحي والفندقي وبين التراث الثقافي، مشددة على أن التراث يُعد ركيزة أساسية للهوية الوطنية وعنصرًا داعمًا لقطاع السياحة والتنمية المستدامة.
وأضافت: “التراث هو القلب النابض للسياحة، ومن خلاله نحافظ على المهن والحرف اليدوية ونمنحها روحًا جديدة تتماشى مع تطور القطاع السياحي.”
وتطرقت العميدة إلى أهمية الدور الذي تلعبه الكلية في تعزيز المهارات السياحية والفندقية لدى الطلبة من خلال تخصصات مثل الطهي، الاستقبال، الخدمة الفندقية، التدبير المنزلي، والزراعة المستدامة، موضحة أن المطبخ التعليمي في الكلية يستخدم المنتجات المحلية لإعداد الأطباق الفلسطينية الأصيلة، تأكيدًا على الارتباط بالأرض والمزارع الفلسطيني.
أما عن مشاركة الطلبة، فأكدت أبو جابر أن الفعالية تعتمد بالأساس على جهودهم، إذ يقوم الطلبة بإعداد العروض التقديمية حول القرى الفلسطينية، وجمع المعلومات التراثية، وتحضير الأكلات الشعبية من مختلف المناطق الفلسطينية، ما يعزز ارتباطهم بهويتهم ويعمّق انتماءهم الثقافي.
وقالت: “كل طالب بيحضر زاوية من بلدته، بيحكي عنها، بيعرض أكلاتها، وبيجمع صور وأدوات قديمة من بيت جده أو جدته. بهذه الطريقة بنقدر نحافظ على الموروث الشعبي ونخلي الشباب يعيشوا تجربة حقيقية تربطهم بالماضي.”
الفعالية تتضمن أيضًا زاوية خاصة بالأثواب الفلسطينية تعرض مجموعة من الأزياء التقليدية من مختلف القرى، وأخرى للأدوات الزراعية والبيتية القديمة مثل “الببور” و”الماكينة اليدوية للجرش”، إضافة إلى ركن المطبخ الفلسطيني الذي يقدم أطباقًا من جميع المحافظات الفلسطينية من الشمال إلى الجنوب، وزاوية للأمثال الشعبية التي تعكس روح الحكمة والتراث الشعبي. كما سيُستضاف أحد كبار السن ليروي قصصًا من التراث المحكي، في محاولة لإحياء ذاكرة الأجداد وربطها بوجدان الجيل الجديد.
وعن تجاوب الطلبة مع هذه الفعالية، أوضحت عميدة الكلية أن الإقبال كبير جدًا، وأن الطلبة “متعطشون لهويتهم، ويسعون لإحياءها بكل فخر”، مشيرة إلى أنهم جلبوا صورًا قديمة من منازلهم وأجدادهم ليعرضوها ضمن المعرض التراثي المصاحب.
وفي ختام حديثها، وجهت أبو جابر رسالة مؤثرة قالت فيها: “علينا أن نكثف هذه الفعاليات، وأن ندمج الشباب في التخطيط والتنفيذ، ليشعروا أن هذا التراث ملكهم وامتداد لهويتهم. الأصالة ليست ماضياً فقط، بل حاضر نعيشه وننقله بأجمل صورة للأجيال القادمة.”
بهذه الروح، تواصل كلية طاليثا قومي أداء رسالتها التربوية والثقافية، مؤكدة أن التراث ليس مجرد ذاكرة، بل هو نبض الهوية الفلسطينية المتجدد، وجسر يصل الماضي بالحاضر والمستقبل في لوحة من الفخر والانتماء.
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي أدناه: