اخبار فلسطين

وكالة شهاب للأنباء

سياسة

خبير قانوني لشهاب: تصريحات سموتريتش حول ترحيل سكان غزة جريمة حرب تستوجب المحاكمة الدولية

خبير قانوني لشهاب: تصريحات سموتريتش حول ترحيل سكان غزة جريمة حرب تستوجب المحاكمة الدولية

klyoum.com

خاص - شهاب

أكد محمد مهران، أستاذ القانون الدولي، عضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، أن تصريحات وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بشأن ترحيل سكان قطاع غزة تمثل إعلاناً صريحاً عن نية ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مشدداً على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري وحاسم لوقف هذه المخططات الإجرامية.

وكان سموتريتش قد صرح بأن إسرائيل ستنقل جميع سكان قطاع غزة إلى الجنوب ومن هناك إلى دولة ثالثة، كما قال بالنص: أنه من الأخلاق ألّا ندخل قطرة ماء حتى عودة آخر مختطف، لكنه اعترف أن استمرار هذا النهج كان سيؤدي إلى وقف الحرب.

وقال مهران في حوار خاص لوكالة "شهاب": ان ما صرح به سموتريتش يعد إعلاناً صريحاً عن نية ارتكاب جريمة التطهير العرقي والتهجير القسري للسكان المدنيين، وهي جرائم تقع ضمن أخطر الجرائم التي يعاقب عليها القانون الدولي، مشيرا إلي أن هذه التصريحات لا تعكس فقط موقفاً سياسياً متطرفاً، بل تمثل إقراراً بخطة ممنهجة لتغيير التركيبة الديموغرافية للقطاع وإفراغه من سكانه الأصليين.

وأضاف ان اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية يصنفان التهجير القسري للسكان المدنيين كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وتعد هذه التصريحات دليلاً قاطعاً على النية الإجرامية التي يمكن تقديمها كمستند في أي محاكمات دولية مستقبلية.

وتطرق مهران إلى الجزء الثاني من تصريحات سموتريتش حول منع دخول المياه إلى القطاع، معتبراً أن هذا يشكل اعترافاً صريحاً باستخدام التجويع والعطش كسلاح حرب، وهو ما يعد جريمة حرب أخرى وفق القانون الدولي الإنساني.

وأوضح أن استخدام الحصار والتجويع كوسيلة من وسائل الحرب ضد السكان المدنيين محظور صراحة بموجب المادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، والمادة 14 من البروتوكول الإضافي الثان، كما لفت إلي أن منع وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الضرورية للبقاء على قيد الحياة يعد انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي.

وأشار استاذ القانون الدولي، إلى أن اعتراف سموتريتش بأن استمرار منع دخول المياه كان سيؤدي إلى وقف الحرب يكشف عن إدراكه لعدم مشروعية هذه الممارسات، وبالتالي يعزز من المسؤولية الجنائية الشخصية التي يمكن أن يواجهها أمام المحاكم الدولية.

وشدد مهران على أن تصريحات المسؤول الإسرائيلي تمثل تحدياً سافراً لقرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة القرار 2417 لعام 2018 الذي يدين بشكل قاطع استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، والقرار 2712 الصادر في نوفمبر 2023 الذي دعا إلى وقف إطلاق النار الإنساني المستمر في غزة.

وأردف قائلا: هذه التصريحات تقوض بشكل مباشر الجهود الدولية لحل الأزمة الإنسانية في غزة، وتعكس ازدراء تاماً للقانون الدولي والشرعية الدولية. كما أنها تتناقض مع الالتزامات القانونية لإسرائيل كقوة احتلال تجاه السكان المدنيين في الأراضي المحتلة.

كما أضاف أن الاعتراف العلني باستخدام التجويع والعطش كسلاح حرب يشكل دليلاً دامغاً يمكن استخدامه في محاكمة مرتكبي هذه الجرائم، ويؤكد على ضرورة تفعيل آليات المساءلة الدولية لوقف هذه الانتهاكات.

وحمَّل مهران المجتمع الدولي، وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، مسؤولية التحرك العاجل لمنع تنفيذ هذه المخططات الإجرامية، مشيراً إلى أن الصمت الدولي إزاء هذه التصريحات يمثل تواطؤاً ضمنياً مع جرائم الحرب، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات عملية فورية، من بينها: فرض عقوبات دولية على المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في التخطيط للتهجير القسري، إحالة الوضع في فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

واستطرد : بالإضافة إلي تفعيل مبدأ الولاية القضائية العالمية من قبل دول العالم لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب الإسرائيليين. مع تشكيل تحالف دولي واسع للضغط على إسرائيل لوقف عمليات التهجير القسري وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة.

هذا و أوضح مهران أن مبدأ المسؤولية عن الحماية الذي أقرته الأمم المتحدة عام 2005 يلزم المجتمع الدولي بالتدخل لحماية المدنيين من جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية، وهو ما ينطبق تماماً على الوضع في غزة.

ودعا مهران الدول العربية إلى التحرك الفوري والموحد لمواجهة مخططات التهجير القسري، معتبراً أن هذا التحدي يستوجب موقفاً حازماً وإجراءات عملية من شأنها إفشال هذه المخططات، قائلا: على الدول العربية تبني استراتيجية متكاملة للتصدي لمخططات التهجير القسري، تتضمن تحركاً سياسياً ودبلوماسياً وقانونياً واقتصادياً موحداً، كما يجب عليها استخدام كافة أوراق الضغط المتاحة لديها، بما في ذلك سلاح النفط والعلاقات الاقتصادية والتجارية مع الدول الداعمة لإسرائيل.

كما بين أن تصريحات سموتريتش تمثل ناقوس خطر يستدعي تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، واتخاذ موقف موحد في المحافل الدولية لعزل إسرائيل دبلوماسياً واقتصادياً، وحشد الدعم الدولي لوقف العدوان المستمر على قطاع غزة.

وفي ختام تصريحاته، شدد مهران على أهمية توثيق هذه التصريحات واستخدامها كأدلة في المحاكم الدولية، مؤكداً أن العدالة الدولية وإن تأخرت، فلن تسقط بالتقادم، وسيأتي اليوم الذي يُحاكم فيه مجرمو الحرب الإسرائيليون على جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني.

*المصدر: وكالة شهاب للأنباء | shehabnews.com
اخبار فلسطين على مدار الساعة