تقرير: إسرائيل ترتكب "إبادة بيئية" في غزة تجعل الحياة غير ممكنة حتى بعد توقف الحرب
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
العملات والمعادنويقول "مونبيوت":" قبل هجوم 7 أكتوبر 2023، كانت 40% من أراضي غزة تُزرع، وكان القطاع مكتفيًا إلى حد كبير بقطاع الخضراوات والدواجن، ويلبّي جزءًا مهمًا من الطلب على منتجات الزيتون والفاكهة والحليب محليا وخارجيا، وسجل انتاج محصول الزيتون تقدما ملموسا دوليا.
لكن تقرير صادر عن الأمم المتحدة الشهر الماضي أشار إلى أن 1.5% فقط من الأراضي الزراعية ، بقيت متاحة وغير متضررة وقد تصلح للزراعة ، وهي المساحة الوحيدة التي يمكنها إطعام أكثر من مليوني شخص محاصر داخل غزة فى ظل تشديد الحصار على السكان .
و يوضح مونبيوت أن " قوات الاحتلال الإسرائيلية دمّرت البيوت البلاستيكية، وحرثت المزارع بالآليات الثقيلة، وسحقت التربة، ورشّت الحقول بالمبيدات علاوة على مخالفات القصف المتواصل ، وارتفاع مستوى التلوث فى كافة المجالات التربة والهواء والمياه والانسان "، مشيرًا إلى أن الجيش يبرر ذلك بادعاءات باطلة أن "حماس تعمل داخل الأراضي الزراعية"، ما يشرعن التدمير الممنهج.
وفقًا للأمم المتحدة، كان سكان غزة يحصلون قبل الحرب على 85 لتراً من المياه يوميًا للفرد، وهي كمية بالكاد تكفي الحد الأدنى الموصى به للاستخدام الآمن. لكن بحلول فبراير 2025، انخفض المعدل إلى 5.7 لترات فقط يوميًا للفرد، أي أقل من عُشر الحد الأدنى المطلوب.
هذا الانخفاض مرتبط بانهيار محطات معالجة الصرف الصحي، التي أغرقت الأراضي والمياه الجوفية بمياه ملوثة، فضلًا عن تسربها للساحل، كما يشير المقال إلى قيام الجيش الاحتلال الإسرائيلي بضخ مياه البحر المالحة في الأنفاق، ما يعزز تغلغل الملوحة في الخزان الجوفي الساحلي وقد يجعله غير صالح للاستخدام.
بحسب برنامج الأمم المتحدة البيئي، يوجد في كل متر مربع من غزة 107 كجم من الأنقاض ناتجة عن القصف والهدم ، هذا الركام ليس مجرد حجارة مكسورة، بل خليط من الأسمنت الملوث، بقايا الذخائر غير المنفجرة، مواد كيماوية سامة، وحتى بقايا بشرية.
ويلفت مونبيوت إلى أن الأسلحة الإسرائيلية تحتوي على معادن مثل الرصاص، النحاس، المنجنيز، الألومنيوم، الزئبق، واليورانيوم المنضب، مما يجعل التربة والهواء والمياه ملوثة لعقود. وتضاف إلى ذلك تقارير موثوقة عن استخدام الفسفور الأبيض، وهو مادة حارقة محظورة دوليًا تخلّف تلوثًا بيئيًا واسعًا وآثارًا صحية خطيرة.
تاريخيًا، اعتمد الفلسطينيون على أشجار الزيتون التي تُمثل 14% من اقتصادهم الزراعي. لكن إسرائيل، بحسب مونبيوت، قطعت مئات آلاف الأشجار العتيقة، وهو ما يحرم الفلسطينيين من مصدر رزق مهم ورمز ثقافي عميق، إذ "لا غصن زيتون بلا شجرة زيتون".
لا يقتصر الأثر على غزة وحدها؛ فالحرب الإسرائيلية تترك بصمة كربونية ضخمة على العالم. يقدّر أن إعادة إعمار القطاع (في حال سُمح بها) ستطلق انبعاثات غازات دفيئة تعادل ما تصدره دولة متوسطة الحجم بأكملها .
على مستوى عالمي، تشير منظمة مراقبة بيئية إلى أن الجيوش مسؤولة عن 5.5% من الانبعاثات الكربونية، ومع ذلك فهي معفاة من التقارير الإلزامية ضمن اتفاق باريس للمناخ، نتيجة ضغوط اللوبي العسكري (مونبيوت، الغارديان).
يخلص مونبيوت إلى أن الرسالة من وراء هذا التدمير واضحة: حتى لو توقف القصف، فلن يكون بوسع الفلسطينيين العيش على أرضهم. وكما قال العالم البيئي الفلسطيني مازن قمصية، فإن "التدهور البيئي ليس حادثًا عرضيًا – إنه متعمد وممتد ويهدف إلى كسر الصمود البيئي للشعب الفلسطيني".
المصدر الغارديان