شيءٌ ما يتفكّك في دولة الاحتلال!
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
سهم إيلي ليلي يرتفع بعد دخول نادي التريليون وتصدر مبيعات الأدوية عالميادعونا أوّلاً نحاول الإحاطة بمفهوم التفكّك والتفكيك. المقصود بالمفهوم هنا هو محتواه في حقل العلوم الاجتماعية، وليس بالمعاني التقليدية، وخصوصاً الفكّ والتفكيك الذي عادة ما يقترن بالتركيب.
لكن الجوهري هنا أن ثمّة فرقا كبيرا وهائلا أحياناً بين أن تتمّ عملية التفكّك وأن تتمّ عملية الفكّ والتركيب، لأن الأولى هي موضوعية، تجري عادةً بمعزل عن دور العامل الذاتي، الهادف والواعي للوصول إليها أو إنجازها.
صحيح أن الكثير من عناصر هذا التفكّك كانت قد ظهرت مقدّماتها قبل «طوفان الأقصى»، وكانت ملامحها الأوّلية قد بدأت بالبروز بصورة جلية في ضوء التداعيات التي تولّدت عن «الانقلاب القضائي»، وصحيح أن هذا «الانقلاب» كان فعلاً من الخطورة والحساسية على مجتمع خاص بكل المعاني وأعمقها كالمجتمع الإسرائيلي.
كما أنه صحيح كذلك أن هذا «الانقلاب» قد أثار حفيظة فئات واسعة من المجتمع الإسرائيلي، أُفقياً وعمودياً، وأنه قد تمّ التعبير عن مقاومة واسعة له في كل الاتجاهات، وعلى مختلف المستويات.
إلّا أن حالة الاستقطاب الحادّة داخل المجتمع الإسرائيلي لـ»يمين» متطرّف تحوّلت ثقافته إلى ما يشبه الثقافة السائدة قد حالت دون «إدراك» كل الفئات التي قاومت، أو حاولت أن تقاوم هذا «الانقلاب» العلاقة العضوية والصميميّة بين توجّهات هذا «اليمين» بـ»الانقلاب القضائي».
لم تتغيّر هذه الصورة، ولم تدرك قوى «مقاومة» «الانقلاب القضائي» أن «الانقلاب» إضافةً إلى الأسباب «الداخلية» الإسرائيلية كان في صلب الأهداف الجوهرية منه التمهيد لحسم الصراع، والتخلّص من أي معارضة مستقبلية لهذا الحسم.
تمّ التطرّق من قبل العديد من الكتّاب إلى طبيعة الأزمة التي تعرض لها المشروع الصهيوني جرّاء هذا «الانقلاب»، واهتمّ البعض في أميركا وفي أوروبا بهذا المتغيّر الكبير.
ما أحدثه «الطوفان» هو أنه خلخل فعلاً، لا قولاً أبداً جملة من العناصر «الرّاسخة» في بنية النظام الاستعماري للمشروع الصهيوني.
نستطيع أن نكثّف مكوّنات هذه البنية في مجالات وحقول ومفاصل رئيسية من أهمها الإستراتيجيات التالية: الأولى، هي إستراتيجية الاقتلاع والتهجير.
نجحت الحركة الصهيونية بالتحالف الوثيق مع الإمبرياليات «الغربية»، وخصوصاً البريطانية والأميركية باقتلاع حوالي مليون فلسطيني في العام 1948.
وقد بات واضحاً الآن أن أيّ مظاهر في تراخي مقاومة الاستيطان سيعني الإحلال الاستيطاني، وبالتالي ليس دقيقاً، ولا صحيحاً أن «مجرّد» البقاء سيمنع الإحلال.
ما زالت هذه الإستراتيجية لم تتخلخل بعد بالقدر الذي تخلخلت به الإستراتيجيات الأخرى، وهو ما يغري بمناقشة المسألة الديمغرافية.