قصة عملية "مركب غدعون".. اسم توراتي يعالج نقص المقاتلين في جيش الاحتلال
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
هجوم روسي كبير بطائرات مسيرة يستهدف كييف وأوديساأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين (5 أيار/مايو 2025) على عمليته العسكرية الإجرامية المرتقبة ضد المدنيين في قطاع غزة اسم "مراكب غدعون" وذلك بعد موافقة المجلس السياسي والأمني "الكابنيت" بالإجماع على العملية العسكرية لاحتلال أجزاء من القطاع.
وما أن أُعلن عن اسم العملية العسكرية حتى أثارت تساؤلات عدة عن سبب التسمية وعلاقتها بالتوراة اليهودية؟ وتكتيكتها العسكرية؟ وعلاقتها بقلة المقاتلين في الجيش؟ علمًا بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى الآن وراح ضحيتها أكثر من 170 ألف شهيد ومصاب ومفقود.
ووفقًا لتحليلات فلسطينية مختصة بالشؤون الإسرائيلية فإن "مراكب غدعون" هو اسم مقتبس من التوراة تطلقه "إسرائيل" على عمليتها المرتقبة في قطاع غزة، والقصة في التوراة تتحدث عن شخصية يهودية استخدمت الحيلة والمباغتة الليلية وعدد محدود من القوات لهزيمة عدوها والدخول لأرضه.
وعقب إطلاق اسم العملية انتشرت الكثير من التكهنات هو شخصية جدعون اليهودية التي حاولت انقاذ "إسرائيل" في إحدى الأزمنة الماضية للبقاء على هذه الأرض، وللتعرف أكثر عن شخصية غدعون تابعوا التفاصيل التالية.إقرأ أيضا رئيس قسم الأعصاب بغزة يحذر من كارثة تتهدد حياة آلاف الأطفال في القطاع
قائد عسكري
وفقًا لموقع "ويكيبيديا" فإن جدعون هو قائد عسكري وقاضي يهودي وكانت دعوته وانتصاره على المديانيين، كما ذكر الكتاب المقدس العبري والكتاب المقدس المسيحي.
وكان جدعون ابن يوآش، من عشيرة أبيعزري في سبط منسى وعاش في عفرا (عفرة)، بصفته قائدًا للإسرائيليين، وحقق نصرًا حاسمًا على جيش مدياني على الرغم من النقص العددي الهائل، حيث قاد فرقة مكونة من 300 رجل.
وزعم علماء الآثار الإسرائيليون عثورهم على قطعة من إبريق عمرها 3100 عام بها خمسة أحرف مكتوبة بالحبر ويبدو أنها تمثل اسم يربعال أو يربعال يعني "غدعون".
سبب ظهور غدعون وانتشر اسمه بين الإسرائيليين؟
وفقًا لرواية اليهود في كتابهم المقدس "سفر القضاة" فإن الإسرائيليون ابتعدوا مرة أخرى عن عبادة الرب بعد 40 عامًا وكنوع من العقاب، قام المديانيون وشعوب البدو الأخرى بمضايقة "إسرائيل" لمدة سبع سنوات.
وبسبب مضايقة الإسرائيليون اختار الله كما يزعم كتابهم المقدس غدعون -شاب تعود جذوره إلى النبي يعقوب عليه السلام- بهدف تحرير شعب "إسرائيل" من عبادة الوثنية، فقام غدعون بتدمير مذبح المدينة للبعل ورمز الإلهة عشيرة بجانبه، وقال "ليُخاصم عليه البعل لأنه هدم مذبحه"، مستخدمين قصة سيدنا "إبراهيم" عليه السلام مع قومه عندما هدم الأصنام.
وعندما استعد المديانيين والعماليق لمهاجنة غدعون وقتله استعد هو الأخر فجمع قوة مسلحة وعسكر في منطقة عين حرود -شمال فلسطين المحتلة-، بينما عسكر المديانيون بالقرب من "تل مورة" -بالقرب من نهر الأردن-.
ووفقًا للقصة التوراتية فإن القوة المسلحة التي جمعها غدعون كانت كبيرة جدًا وخشي أن ينسب الانتصار لشعب "إسرائيل" فدعا غدعون المقاتلين الخائفين إلى المغادرة والتوجه إلى ديارهم فعاد نحو 22 ألف مقاتل وبقي معه نحو 10 آلاف فقط، وكان العدد كما تقول التوراة كبير جدًا وقام غدعون بإحضار المقاتلين للشرب من ماء النهر فما كان منه إلى أن فصل جميع المقاتلين الذين انحنوا على ركبهم للشرب مثل الكلاب فلم يبقَ إلا 300 مقاتل فقط لحسوا الماء بأيديهم.
انتصروا دون قتال
وبعد الاستعداد للقتال وتقليص أعداد المقاتلين إلى 300 فقط اقترب غدعون من معسكر المديانيين وهناك سمع رجلًا مديانياً يروي لصديقه حلماً رأى فيه "رغيف خبز شعير سقط في معسكر المديانيين، مما أدى إلى انهيار خيمتهم أو معسكرهم"، فُسِّر غدعون هذا الحلم على أنه يعني أن الله قد سلّم المديانيين إليه.
عاد جدعون إلى معسكر بني إسرائيل وأعطى كل رجل من رجاله شوفاراً وجرة فخارية بداخلها مشعل. انقسم جدعون ورجاله الثلاثمائة إلى ثلاث فرق، وساروا نحو معسكر العدو. أمرهم بالنفخ في البوق وإطلاق صيحة حرب وإشعال المشاعل، مُحاكيين هجوماً من قوة كبيرة، وبينما كانوا يفعلون ذلك، هرب جيش المديانيين.
هذه هي الرواية التوراتية لأصل كلمة "غدعون" والذي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي ليطلقها على عمليته العسكرية المرتقبة ضد المدنيين في قطاع غزة تحت اسم "مركب غدعون"، أمام النقص الحاد والكبير لمقاتلي الاحتياط في صفوف قوات الجيش.
ويعاني جيش الاحتلال الإسرائيلي من انخفاض كبير في أعداد المقاتلين في صفوفه، إذ رفض عدد كبيرة من قوات الاحتياط العودة إلى القتال داخل قطاع غزة، تزامنًا مع عدم تجنيد الحريديم ضمن قوات الجيش المقاتلة داخل القطاع.