اخبار فلسطين

وكالة عمون الاخبارية

سياسة

في ذكرى النكسة .. أما آن للقيد أن ينكسر

في ذكرى النكسة .. أما آن للقيد أن ينكسر

klyoum.com

يصادف اليوم الأحد ذكرى نكسة حزيران عام ١٩٦٧ أو حرب الايام الستة ، وكيفما كانت التوصيفات ، لكنها شكلت منعطفا رئيسيا في الصراع العربي الإسرائيلي لا زال العالم يعيش تداعياته حتى اليوم ، فقد شكلت تلك الحرب غير المتكافئة انتكاسة تاريخية للعرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص ، فتحطمت معها معنويات الجيوش العربية وأسلحتها ، وتهجر عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية وأطلق العنان للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.

لم تكن تلك الحرب بالمفهوم المعروف للحرب ولكن كانت عدوانا خاطفاً مخططا له جيداً ، ونجح نجاحا لم يكن العدو نفسه يتوقعه من الضربة الجوية الأولى ، فقد أغراه ذلك النجاح بمواصلة العدوان واحتلال ما تبقى من فلسطين ، ثم الجولان وسيناء ، الأمر الذي أذهل القادة الصهاينة وتنبه بعضهم لخطورة هذا النصر الرخيص الذي ما كان له أن يتم لولا الدعم المطلق من حلفائهم ، وضعف البنية العسكرية لعرب الاعتلال ، ومنذ ذلك التاريخ والقضية الفلسطينية تعيش تفاصيل مأساوية دامية ، وأبناؤها يدفعون ضريبة تمسكهم بحقوقهم، ويدافعون عن أرضهم ومقدساتهم غير آبهين بآلة القتل والحصار والدمار التي ما فتئت تواصل إرهابها الذي تؤججه أساطير التلمود وعنصرية بني صهيون .

هذه الهزيمة او "النكسة" كانت قد حدثت في ظروف عربية سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية صعبة ومعقدة ، فتداعيات تلك الهزيمة لا تزال قائمة إلى هذا اليوم ، فقد سقطت كل فلسطين في ظل تفكك الأمة وانسلاخها عن مقومات النهضة والانتصار ، وازدادت عوامل التفكك والتقسيم ، ووصلت أوضاعها الداخلية حدوداً لم تعهدها من الظلم والاضطهاد والعمل على قهر إرادة الشعوب التواقة لتغليب الارادة والخلاص واستعادة الحقوق المنهوبة ، وبقي امل تلك الشعوب في التحرر والحرية .

ان الخامس من حزيران سيبقى تاريخا شاهدا على موقف الجيش العربي الأردني في الدفاع عن ثرى فلسطين الطهور حيث وقف البواسل وحيدين ومعهم الله جنبا الى جنب مع رفاق الدم اخوتهم الفلسطينيين والاحرار ليواجهوا اعتى اله عسكرية ، حيث خاضوا اشرس المعارك ، فكانت المواجهة رغم التفوق العسكري لقوات الغزو الاسرائيلية ، لكن هذا التاريخ ذاته برغم المرارة ، كان عنوان فخار ومجد فقد سطرت صفحاته دماء الاردنيين وتضحيات وبطولات الجيش العربي في ساحات البطولة دفاعا عن القدس وعن سائر الثرى الفلسطيني ، لكن التاريخ لن يرحم تخاذل المتآمرين من اعوان الإمبريالية والصهيونية ، فكانت الهزيمة القاسية للجيوش العربية وصمة عار تكلل جبين كل المتخاذلين على الحقوق العربية في ذلك التاريخ الذي شكل امتدادا وتكاملا مع تاريخ النكبة والذي على أثرها أعلن قيام الكيان الصهيوني البغيض ، وشرد الملايين من أبناء الشعب العربي الفلسطيني في المنافي والشتات ، فقد جاء ليكون حلقة أخرى من الوهن والضعف العربي ، الذي منح العدو الصهيوني الفرصة ليستلب ويسيطر على باقي الأراضي العربية ، لتكون نكسة وليست مجرد هزيمة عسكرية ، بل سيطرة تامة على قلب الامة .

خمسة وخمسون عاما ولا زال الوجع قائماً ، وما زالت اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تتهاوى يوما بعد يوم وتهوّد ، والأقصى يقتحم وتاريخ المدينة يسرق ويصادر وأهلها يقتلعون من بيوتهم ، لكن المقدسيّين ومعهم الرب في علاه، يقفون على مدى عقود في وجه سياسات الترغيب والترهيب، والإبعاد والتضييق ، فهم لا يزالون خط الدفاع الأول عن الأقصى، والقابضون على ركام منازلهم المهدّمة كيلا يتركوا أرضهم، وهم المتصدّون في الميادين لسياسات الاحتلال، ورصاصاته، الصامدون ، واليوم، ومع تذكّر "النكسة" فمن المهم التأكيد بالوقوف خلف المقدسيين ودعم صمودهم، وتبنّي مقاومتهم .

في هذه الذكرى يتمسك العرب الشرفاء عامة وابناء فلسطين خاصة بالثوابت ويتشبثون بالحقوق ، فهذه تحية اجلال إلى الشعب العربي الفلسطيني على امتداد فلسطين والشتات ، و إلى الشعوب العربية والإسلامية المدافعة عن الحقوق السليبة والتواقة لتخليصها من براثن المحتلين الغاصبين ..

التحيه الى أرواح الشهداء الأكرمين الذين قضوا مدافعين عن فلسطين والقدس وإلى كل الاسرى الأبطال والجرحى الميامين.

والله المستعان

*المصدر: وكالة عمون الاخبارية | ammonnews.net
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com