عملية الخليل تربك أمن الاحتلال.. رسالة من قلب التحصينات تكسر وهم الأمان الإسرائيلي
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
ترامب ينفي وجود مجاعة في غزة: حماس تستولي على المساعداتالخليل _ شهاب
نفذ مقاومون فلسطينيون مساء اليوم عملية فدائية عند مفرق غوش عتصيون شمال مدينة الخليل، أسفرت عن مقتل جندي من قوات الاحتلال وإصابة آخرين، في عملية وُصفت بأنها "نوعية ومعقدة أمنيًا".
ووفقًا لما ذكره المحلل السياسي عدي جعار، فإن الموقع الجغرافي للعملية يحمل دلالة بالغة، حيث يُعد المفرق أحد أكثر المناطق العسكرية تحصينًا، ويُعرف فلسطينيًا بعبارة "العصفور لا يمر منه دون رقابة"، ما يعكس حجم الجرأة والتخطيط المحكم للعملية.
وقال جعار، إن توقيت العملية يضرب ادعاءات الاحتلال الأخيرة حول "الأمان النسبي" في الضفة، والتي وصلت بحسب تصريحات إسرائيلية إلى ما سُمي بـ"صفر طلقة"، إلا أن هذه العملية تُثبت أن هذا الأمان هش ووهمي، وأن المقاومة لا تزال قادرة على الضرب في عمق التحصينات.
وأضاف المحلل السياسي، أن العملية تأتي ضمن تصاعد واضح في أداء المقاومة الفلسطينية، تزامنًا مع العمليات الجارية في جنين وقطاع غزة، لتشكل رسالة ميدانية موحدة تؤكد تماسك الجبهات الفلسطينية في وقت يخوض فيه الوفد الفلسطيني معركة تفاوضية حاسمة، مدعومًا بضغط عسكري من غزة والضفة.
وأكد جعار أن هذه العملية تحمل بعدًا سياسيًا وأمنيًا في آنٍ معًا، وتُرسل رسالة مباشرة مفادها، أن القضاء الكامل على المقاومة في الضفة الغربية مستحيل، حتى لو طالت فترات الهدوء.
وفي تفاصيل العملية، أعلن الاحتلال الإسرائيلي مقتل جندي احتياط يعمل كحارس أمن في عملية طعن نفذها مقاومان فلسطينيان داخل متجر "رامي ليفي" عند مفترق مستوطنات "غوش عتصيون" شمال مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وتمكّن المنفذان من الوصول إلى داخل المجمع التجاري المحاط بإجراءات أمنية مشددة، ونفذا عملية الطعن وسط حالة من الإرباك في صفوف قوات الاحتلال، قبل أن يتم إطلاق النار عليهما واستشهادهما في المكان.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فقد قام المنفذان بسحب سلاح الحارس بعد طعنه والاشتباك مع قوات الاحتلال، ووقع تبادل لإطلاق النار قبل ارتقائهما.
وتكون هذه العملية هي الثانية منذ صباح اليوم في الضفة الغربية، حيث اعترف جيش الاحتلال لاحقًا بإصابة أحد جنوده في عملية طعن في بلدة رمانة شمال غرب جنين، فيما استشهد منفذ العملية أحمد علي العمور (55 عامًا)، بعد أن أطلقت النار عليه ودهسته مرارًا، ثم احتجزت جثمانه.
ويأتي هذا التصعيد في سياق الرد المشروع على جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة، وعلى وقع الاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وازدياد اعتداءات المستوطنين بحق المدنيين الفلسطينيين.
وخلال الساعات الـ48 الماضية، شهدت الضفة الغربية تصاعدًا لافتًا في عمليات المقاومة، حيث سُجلت نحو 20 عملية، أسفرت عن إصابة أربعة جنود من جيش الاحتلال ومستوطنيْن على الأقل.
ووفقًا لمركز معلومات فلسطين "معطى"، توزعت هذه العمليات على 13 حالة مواجهة وإلقاء حجارة، و3 عمليات تصدٍ للمستوطنين، إلى جانب عمليتي تفجير بعبوات ناسفة.