تقرير| خطة ترامب لغزة صك براءة لـ "إسرائيل" أم فرصة سياسية عابرة؟
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
غزل بين البنتاغون وقطرخاص _ شهاب
أثارت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة ردود فعل متباينة في الأوساط العربية والدولية، حيث انقسمت المواقف بين رافضٍ بشدة ومتحفظٍ يرى في المبادرة فرصة لتحقيق مكاسب محدودة، فيما اعتبرها آخرون بمثابة "صك براءة" لـ "إسرائيل" وتبرئةً لجرائمها.
أصوات عربية تنتقد الموقف
الكاتب أحمد حسن الزعبي شدد على أن الحكم النهائي بشأن القبول أو الرفض لا يملكه سوى الفلسطينيين أنفسهم، قائلاً: "نخجل من التعليق أو إبداء الرأي فهم أصحاب الحق والأرض والوجع والحياة، إن قبلوا أو رفضوا فهم أكثر بصيرة منا".
أما الإعلامي أحمد منصور، فعبّر عن استيائه من تغييب النقاش حول انتهاكات الاحتلال، قائلاً: "لم يعد أحد يتحدث عن جرائم إسرائيل المستمرة، إنما أصبح الحديث الآن منصباً على صك البراءة والغفران المتمثل في خطة ترامب"
ومن جانبه، انتقد المعلق الرياضي حفيظ دراجي الموقف الفلسطيني الرسمي قائلاً: "محمود عباس يصفق لخطة ترامب التي لا تعترف به أصلاً، ولا بسلطته، ولا حتى بوجود دولة فلسطينية في الضفة الغربية، ويبارك خطة تجعل القدس عاصمة أبدية للكيان، وتضع غزة تحت وصاية أجنبية بغطاء إسرائيلي بريطاني".
رؤية إقليمية حذرة
المسؤول المصري بالخارجية أيمن زيد الدين في تغريدة له أشار إلى أن الأطراف تتعامل مع المبادرة ببراغماتية واضحة قائلًا: "لدي شعور أن كل الأطراف تتعامل مع مبادرة ترامب على أنها ستفشل، وبالتالي عليهم تحقيق أكبر قدر من المكاسب منها، وتفادي أقصى ما يمكن تفاديه من خسائر، وبوجه خاص تحمل مسؤولية هذا الفشل، أو الدخول في مواجهة مع ترامب".
وفي السياق ذاته، رأى المحلل السياسي مأمون فندي أن المنطقة اليوم بين خيارين متناقضين، "الشرق الأوسط اليوم بين حقيقتين لا ثالث لهما: من يرى أنه غارق في أتون حرب إقليمية، ومن يرى أنه قد بدأ بالفعل يقبل العيش مطمئناً في ظلال إسرائيل الكبرى".
انتقادات غربية
من جانبه، رفض النائب البريطاني جيرمي كوربين أن يكون مستقبل غزة مرهوناً بقرارات خارجية، مؤكداً "ليس من شأن بلير أو ترامب أو نتنياهو أن يقرروا مستقبل غزة، والأمر متروك للشعب الفلسطيني، وقد أدى القرار الكارثي الذي اتخذه توني بلير بغزو العراق إلى إزهاق أرواح الآلاف والآلاف من البشر".
ويتضح من المواقف المتباينة أن خطة ترامب لا تزال مثار جدل كبير، إذ يراها البعض غطاءً لـ "إسرائيل"، بينما يتعامل معها آخرون كأمر واقع لا بد من محاولة الاستفادة منه، فيما يصرّ العديد من الأصوات على أن الكلمة الفصل تبقى للشعب الفلسطيني وحده.