اعتراض إسرائيل لـ"أسطول الصمود".. إليكم القصة الكاملة وردود الفعل
klyoum.com
القدس (CNN)-- احتجز الجيش الإسرائيلي الناشطة السويدية في مجال المناخ، غريتا ثونبرغ، وركابا آخرين على متن أسطول من سفن المساعدات المتجهة إلى غزة، بعد اعتراض أكثر من 12 سفينة تابعة لأسطول "الصمود العالمي" (GSF)، مما أثار غضبا دوليا.
وكان الأسطول يحاول كسر الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 18 عاما على غزة، وإيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر باستخدام سفن تنطلق من موانئ عبر البحر المتوسط. وحتى الساعة 3:30 صباحا بالتوقيت المحلي، الخميس، كان 30 قاربا تابعا لـ"أسطول الصمود العالمي" لا يزال يبحر، على بُعد حوالي 46 ميلا بحريا من غزة، بينما تم اعتراض 13 قاربا، وفقا لـ"أسطول الصمود".
ووصف منظمو الأسطول اعتراض إسرائيل للسفن بأنه "هجوم غير قانوني" على العاملين في المجال الإنساني، بينما قالت إسرائيل إن النشطاء "لم يكونوا مهتمين بتقديم المساعدات، بل بالاستفزاز".
إليكم ما نعرفه عن الأسطول:
الاعتراض
اعترضت القوات الإسرائيلية السفن الأولى وصعدت على متنها، مساء الأربعاء، بالتوقيت المحلي على بُعد حوالي 70 ميلا بحريا من غزة، وفقا لـ(GSF)، الذي اتهم إسرائيل باستهداف سفنه بشكل عدواني.
وأفاد "أسطول الصمود" عبر تطبيق تيليغرام بأن إحدى السفن "صُدمت عمدا" بينما استُهدفت سفينتان أخريان "بمدافع المياه". ونشر مقطع فيديو قال إنه يُظهر سفينة "يولارا" وهي تستهدف بمدافع المياه، مضيفا أنه لم يُصب أحد على متنها بأذى.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن عدة سفن "أُوقفت بأمان" وأن ركابها "نُقلوا إلى ميناء إسرائيلي".
وقالت الوزارة عبر تطبيق "إكس": "غريتا وصديقاتها بخير وبصحة جيدة"، في إشارة إلى ثونبرغ التي شُوهدت وهي تجلس على الأرض محاطة بأفراد عسكريين في مقطع فيديو مُرفق بالمنشور على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووصفت منظمة "GSF" اعتراض إسرائيل للقوارب بأنه "هجوم غير قانوني على عاملين إنسانيين عُزّل. ندعو الحكومات والمؤسسات الدولية إلى المطالبة بسلامتهم وإطلاق سراحهم على الفور".
كان رد الفعل الدولي على تصرفات إسرائيل سريعًا، حيث تدفق المتظاهرون على شوارع إيطاليا وتركيا، وعبّر قادة أجانب عن غضبهم.
وتأتي عمليات الاعتراض هذه بعد أيام قليلة من كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اقتراحه للسلام لإنهاء الحرب في غزة، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.
من هم المشاركون وما أهدافهم؟
يضم الأسطول أكثر من 500 مشارك من عشرات الدول، بهدف توصيل الغذاء والماء والأدوية للمدنيين في غزة، بحسب المنظمين.
أبحرت القافلة من برشلونة، إسبانيا، في 31 أغسطس/آب الماضي، وتلقت دعما من سفن ناشطة أخرى من موانئ مختلفة في البحر الأبيض المتوسط في طريقها للاقتراب من غزة.
ومن بين المشاركين مشرعون من إسبانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى ثونبرغ - التي تم ترحيلها من إسرائيل في يونيو/حزيران المااضي، بعد اعتراض إسرائيل سفينة مساعدات أخرى كانت على متنها متجهة إلى غزة.
وبعد مرور ما يقرب من عامين على حرب إسرائيل في القطاع، تعاني غزة من تصاعد حصيلة القتلى والجوع، حيث تمنع إسرائيل وصول المساعدات التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة. وفي أغسطس/آب، أفاد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة أن أجزاء من غزة تعاني من مجاعة "من صنع الإنسان".
كيف ردت إسرائيل على الأسطول؟
قبل ساعات من اعتراض السفن، الأربعاء، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن القوات البحرية اتصلت بالأسطول و"طلبت منه تغيير مساره".
ونشرت الوزارة على منصة "إكس": "أبلغت إسرائيل الأسطول بأنه يقترب من منطقة قتال نشطة وينتهك حصارا بحريا قانونيا". وزعمت أن "الهدف الوحيد" للأسطول هو "الاستفزاز".
وكانت الوزارة قالت في وقت سابق إنها عرضت مرارًا طرقًا بديلة لدخول المساعدات إلى غزة، بما في ذلك النقل عبر ميناء عسقلان في إسرائيل.
ومع ذلك، قال منظمو الأسطول لشبكة CNN إنهم "لن يقبلوا عرض تقديم المساعدة لأي جهة غير المستفيدين المقصودين، وهم المدنيون في غزة".
وفي الأسبوع الماضي، قال "أسطول الصمود" إن طائرات إسرائيلية مسيرة استهدفت بعض سفنها، مما دفع إيطاليا وإسبانيا إلى إرسال سفن لمساعدة الأسطول.
لم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب CNN للتعليق على هجمات الطائرات المسيرة المزعومة، لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت إنها عثرت على وثائق في غزة "تثبت تورط حماس المباشر" في تمويل وتنفيذ الأسطول. نفى منظمو الأسطول هذه الادعاءات ووصفوها بأنها "دعاية".
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون في وقت سابق إن من "حاولوا دخول الأراضي الإسرائيلية بشكل غير قانوني" سيتم ترحيلهم على الفور بعد عيد يوم الغفران اليهودي.
وكتب في رسالة على "إكس": "لن نسمح لأي حيلة علاقات عامة تقترب من منطقة حرب نشطة بانتهاك سيادتنا".
ما هو رد الفعل الدولي؟
تجمع متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين في إيطاليا وتركيا واليونان وتونس والأرجنتين بعد اعتراض القوات الإسرائيلية للسفن.
ففي إيطاليا، خرج المتظاهرون إلى الشوارع في مدن، منها روما وبيزا وفلورنسا وتورينو، مساء الأربعاء، بينما دعا اتحاد عمالي إيطالي رئيسي إلى إضراب عام وطني، الجمعة، يشمل القطاعين العام والخاص، تضامنا مع الأسطول وسكان غزة.
ووصفت وزارة الخارجية التركية عملية الاعتراض بأنها "عمل إرهابي" مع اندلاع الاحتجاجات في إسطنبول.
في حين وصفتها حماس بأنها "هجوم غادر وعمل قرصنة".
ووصف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو عملية الاعتراض بأنها "جريمة دولية" ارتكبها نتنياهو، وقال إنه سيطرد الدبلوماسيين الإسرائيليين من بلاده.
وكتب على منصة: "الوفد الدبلوماسي الإسرائيلي بأكمله في كولومبيا يغادر".
كما شكك بيترو في خطة ترامب للسلام في غزة، واعتبر أنها "خطة سلام مع أناس ماتوا جوعا".
وبعد عملية الاعتراض، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو السلطات الإسرائيلية إلى ضمان سلامة المشاركين و"ضمان حقهم في الحماية القنصلية".
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني: "يجب أن تنتهي المسألة دون أضرار"، بشرط ألا "يرتكب أحد أي أخطاء".
وادعى تاجاني أن الحكومة الإسرائيلية أصدرت تعليمات واضحة لجيشها: "لا أعمال عنف ضد الأشخاص على متن الأسطول".
ماذا حدث لأساطيل المساعدات السابقة؟
حاول ناشطون أجانب إيصال مساعدات إلى غزة في الماضي، لكن القوات الإسرائيلية اعترضتهم أو تعرّضوا لهجوم ما.
ففي يونيو/حزيران، اعترضت إسرائيل سفينة مساعدات أخرى متجهة إلى غزة وعلى متنها ثونبرغ ونشطاء بارزون آخرون من تحالف "أسطول الحرية"، وتم احتجاز ركابها وترحيلهم.
وفي مايو/أيار، قال ناشطون على متن سفينة تابعة للجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) إنهم تم استهدافهم بطائرة إسرائيلية بدون طيار في المياه الدولية قبالة مالطا.
ولم ينفِ الجيش الإسرائيلي تورطه في هجوم الطائرة بدون طيار، وقد رصدت أجهزة تتبّع الرحلات الجوية طائرة شحن تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وهي تحلق في المياه بالقرب من مالطا لفترة طويلة قبل الهجوم المزعوم، وفقًا لموقع ADS-B Exchange الإلكتروني لتتبع الرحلات الجوية.
وفي حادثة دموية سابقة، هاجمت القوات الإسرائيلية أسطول مساعدات في المياه الدولية عام 2010، مما أسفر عن مقتل 9 مواطنين أتراك، وأثار غضبا عالميا. وتوفي شخص عاشر متأثرا بجراحه التي أصيب بها في الهجوم عام 2014، بعد أن ظل في غيبوبة لمدة 4 سنوات.