الأعور لراديو بيت لحم 2000: حكومة تكنوقراط فلسطينية جديدة برعاية غير مباشرة من واشنطن ضمن ترتيبات ما بعد الحرب في غزة
klyoum.com
بيت لحم 2000 - كشف الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور علي الأعور عن تفاهمات بين حركتي حماس والسلطة الفلسطينية لتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة، تُعدّ أول مخرجات الترتيبات السياسية لما بعد الحرب في قطاع غزة، موضحًا أن هذه الحكومة ستمثل "صيغة توافقية مؤقتة" بإشراف ورعاية أمريكية غير مباشرة، وتهدف إلى إعادة توحيد النظام السياسي الفلسطيني وتهيئة الأرضية لإدارة مشتركة للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وأوضح الأعور في حديث خلال "جولة الظهيرة" مع الزميلة سارة رزق، التي تبث عبر أثير راديو "بيت لحم 2000":أن الحكومة الجديدة ستضم وزراء يُختار نصفهم من قبل حماس والنصف الآخر من قبل السلطة الفلسطينية، لتكون بديلة لحكومة الدكتور محمد مصطفى الحالية، مضيفًا أن هذا التطور يأتي في إطار تحركات أمريكية ودولية لإعادة ترتيب المشهد السياسي في فلسطين والمنطقة بعد وقف إطلاق النار في غزة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تمسك فعليًا بزمام القرار في الشرق الأوسط، خصوصًا في ملف الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن الزيارات الدبلوماسية الأخيرة لعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين إلى "إسرائيل" جاءت لتثبيت وقف إطلاق النار ووضع الأسس السياسية للمرحلة المقبلة.
وقال الأعور إن وصول نائب الرئيس الأمريكي فانس إلى "تل أبيب"، إلى جانب المبعوثة ويتكوفا ومستشار الشرق الأوسط كوشنر، يمثل تحولًا نوعيًا في الموقف الأمريكي، موضحًا أن واشنطن بدأت تتخذ خطوات عملية لإعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة.
وأضاف: "بتقديري، الولايات المتحدة بدأت تتخذ القرار المناسب وهو وقف الحرب نهائيًا. زيارة ثلاثة مسؤولين رفيعي المستوى في وقت متقارب رسالة واضحة لنتنياهو بأن القرار الآن في البيت الأبيض وليس في تل أبيب."
وأكد أن إدارة ترامب تسعى لتثبيت الهدوء ومنع أي تصعيد ميداني، مشيرًا إلى أن واشنطن قررت عدم السماح لإسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته أطراف عربية وإسلامية، من بينها تركيا ومصر، إلى جانب مشاركة أوروبية فاعلة.
تحول في العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية
ويرى الأعور أن الحراك الأمريكي المكثف يعكس بداية تغير في معادلة المصالح بين واشنطن و"تل أبيب"، موضحًا أن التناغم القائم بين الطرفين قد يشهد تصدعًا في المرحلة المقبلة، إذ تسعى الإدارة الأمريكية إلى فرض حل سياسي شامل في غزة، في حين يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمصالح حزبية وشخصية مرتبطة بمستقبله السياسي.
وقال الأعور: "الرئيس ترامب يريد حلاً سياسياً وربما يمارس ضغطًا على إسرائيل في قضايا محددة، من بينها ملف الحدود أو ما يُعرف بالمنطقة الصفراء، مشددًا على أن قرار تثبيت وقف إطلاق النار هو قرار أمريكي بالدرجة الأولى."
وأضاف أن نتنياهو يدرك تمامًا أنه لا يستطيع معارضة قرارات الرئيس الأمريكي، قائلاً: "ترامب هو من يدير الإيقاع السياسي والعسكري في غزة، بينما تراجع تأثير الشخصيات المتطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية مثل بن غفير وسموتريتش."
ترتيب اليوم التالي للحرب
وأوضح الأعور أن واشنطن تعمل على ترتيب اليوم التالي للحرب، في إطار رؤية جديدة للشرق الأوسط تشمل إعادة إعمار غزة وتوسيع دائرة الشراكات الإقليمية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية التعامل مع حركة حماس كطرف سياسي فاعل في المرحلة المقبلة، إلى جانب إعادة إدماج السلطة الفلسطينية من خلال شخصيات تحظى بقبول دولي مثل الدكتور ناصر القدوة.
كما لفت إلى احتمال انضمام دول جديدة مثل السعودية وإندونيسيا إلى التحالفات السياسية المقبلة في المنطقة، في ظل الدور الأمريكي المتنامي في إدارة ملفات الشرق الأوسط.
واشنطن تفرض إيقاعها الميداني
وفي سياق متصل، تناول الأعور إعلان إنشاء مركز التنسيق المدني العسكري الأمريكي – الإسرائيلي في منطقة كريات جات جنوب إسرائيل، معتبرًا أنه تأكيد على الحضور الميداني الأمريكي المتزايد.
وأوضح أن المركز، الذي يضم نحو 200 جندي أمريكي، يشكل غرفة عمليات استخباراتية في موقع استراتيجي يربط بين بئر السبع والخليل والقدس، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة كانت حاضرة فعليًا منذ بداية الحرب عبر طائرات الاستطلاع وضباطها المنتشرين في البحر المتوسط.
ملف الجثامين والمماطلة الإسرائيلية
ووصف الأعور قضية جثامين الجنود الإسرائيليين بأنها ورقة مماطلة سياسية يستخدمها نتنياهو لإطالة أمد المفاوضات، خاصة بعد أن تراجع تأييده الشعبي عقب صفقة تبادل الأسرى الأخيرة.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي صرّح بأن استعادة الجثامين مهمة معقدة وطويلة الأمد، مؤكدًا أن حركة حماس التزمت بتسليم عدد منها، في حين ربط نتنياهو استمرار إدخال المساعدات الإنسانية بهذا الملف.
مرحلة جديدة بقرار أمريكي
واختتم الأعور حديثه بالتأكيد على أن المنطقة تتجه نحو مرحلة سياسية جديدة عنوانها الأبرز أن القرار بات أمريكيًا بامتياز، قائلاً: "إدارة ترامب تمسك بزمام المبادرة سياسيًا وميدانيًا في ملف غزة والمنطقة بأكملها، فيما تمثل حكومة التكنوقراط الفلسطينية الجديدة نقطة الانطلاق نحو إعادة تشكيل المشهد الفلسطيني والعربي."
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي: