تقرير مخطط الفوضى في غزة.. يصطدم بحصانة المجتمع المقاوم
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
مسؤول إسرائيلي: (كابينت) صادق على مواصلة احتلال قطاع غزةخاص _ شهاب
في ظل حرب دامية تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة منذ أشهر، برزت ظاهرة مقلقة تهدد النسيج الاجتماعي والأمني للقطاع، مجموعات لصوصية منظمة تنفذ أعمال سرقة وتخريب في وضح النهار وتحت غطاء جوي "إسرائيلي".
هذه المجموعات لا تعمل بشكل عشوائي، بل تشير التحليلات والتقارير الميدانية إلى ارتباطها بمخطط "إسرائيلي" أوسع هدفه إغراق غزة في دوامة من الفوضى والانفلات الأمني، كمحاولة بديلة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني بعد فشل العدوان العسكري.
تحقيق من الميدان
ورغم ما يعيشه القطاع من دمار وحصار خانق، إلا أن أخطر ما يواجهه اليوم ليس فقط القصف، بل الهجمات الممنهجة التي تشنها جماعات إجرامية منظمة، تتلقى دعمًا استخباريًا ولوجستيًا من الاحتلال "الإسرائيلي".
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة إن "الاحتلال الإسرائيلي يسعى بكافة الوسائل لنشر الفوضى في غزة من خلال مجموعات منظمة"، مشيرًا إلى أن هذه المحاولات لا تأتي بمعزل عن سياق الحرب، بل تمثل جبهة موازية تسعى لتمزيق النسيج المجتمعي وإرهاق المقاومة شعبيًا.
وأوضح أبو شمالة خلال تصريح خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن "الاحتلال يستخدم كل الطرق لتركيع الحاضنة الشعبية والضغط عليها بشكل كبير، إلا أن هذه الخطط فشلت أمام وعي الشعب الفلسطيني"، مشددًا على أن "المقاومة لن تترك المنفلتين واللصوص بحالهم، وستعاملهم معاملة ثورية".
أهداف الاحتلال
من جانبه، أكد الإعلامي والكاتب السياسي علي أبو رزق أن ما يجري اليوم "ليس مجرد فوضى بسبب تردي الأوضاع المعيشية، بل هو تحرك علني لعملاء الاحتلال ضمن مجموعات منظمة"، موضحًا أن هذا المشهد "سبق تجربته في بداية الحرب عبر إحدى العائلات وفشل، لكن إسرائيل تعيد المحاولة اليوم على غرار نموذج 'الصحوات' في العراق لضرب غزة من الداخل".
وأضاف أبو رزق أن التنسيق المباشر مع الاحتلال، والمواكبة الجوية لهذه العصابات، "يؤكد أن المسألة تتجاوز الفقر والمجاعة"، لافتًا إلى أن بيانًا مفاجئًا صدر من رام الله "اتهم جهة غير منطقية بالضلوع في الأحداث، مما يثير الشكوك حول دور السلطة الجديدة في تغذية هذه الفوضى".
اختراقات استخباراتية وأذرع ميدانية
الصحفي الفلسطيني حمزة أبو الطرابيش أشار إلى وجود "عناصر مستعربة مزروعة بين هذه الجماعات، تمتلك فهمًا عميقًا للبيئة الغزّية، وتقوم بتزويدها بالأسلحة والخرائط ونقاط الهجوم، وفق آلية توقيت مدروسة".
وشدد أبو الطرابيش على أن "ما يجري من عمليات سرقة وتخريب ليس نتاج عبث أو فوضى طبيعية ناتجة عن الحرب، بل هجوم إسرائيلي منظم يهدف لتفكيك البنية المجتمعية كبديل عن أي شكل من أشكال الحكم".
وتابع: "كما فشلت محاولات إشعال حرب أهلية، سيفشل مشروع الفوضى أيضًا".
رد المقاومة
وتشير المعطيات الميدانية إلى أن فصائل المقاومة تتعامل مع هذه المجموعات المسلحة باعتبارها أدوات للاحتلال، وقد نفذت بالفعل عمليات نوعية لتفكيك بعض الخلايا والقبض على عناصر منها.
وتؤكد مصادر من المقاومة أنها لن تسمح بخلق بيئة فوضوية تخدم العدو، وأنها تتعامل مع هذه الجماعات بمنطق "الردع الثوري" وليس فقط الأمني.
ويعتبر هذا النهج الحازم امتدادًا لفهم المقاومة بأن المعركة اليوم ليست فقط بالسلاح، بل بالحفاظ على وحدة الجبهة الداخلية ومنع الانهيار المجتمعي، وهو ما تسعى إسرائيل لتفكيكه عبر هذه المجموعات.
وتواجه غزة اليوم نوعًا مختلفًا من العدوان، لا يأتي عبر الطائرات والصواريخ فحسب، بل عبر طابور خامس من اللصوص والعصابات، يتغذى على ألم الناس ويخدم أجندة الاحتلال، لكن الوعي الشعبي الفلسطيني، وتماسك المجتمع، وسرعة استجابة المقاومة لهذه التهديدات، يشكل ثلاثيًا صلبًا في مواجهة هذه المخططات، فكما سقطت مشاريع الاحتلال العسكرية والسياسية في غزة، يبدو أن مشروع الفوضى المنظم، رغم خطورته، في طريقه هو الآخر إلى السقوط أمام صمود وإرادة لا تعرف الانكسار.