اخبار فلسطين

وكالة شهاب للأنباء

سياسة

كمين "الشواظ" بخانيونس يهزّ العمق العسكري الإسرائيلي ونتنياهو في مرمى الانتقادات

كمين "الشواظ" بخانيونس يهزّ العمق العسكري الإسرائيلي ونتنياهو في مرمى الانتقادات

klyoum.com

تقرير - شهاب

في مشهد بطولي يُجسد روح الاشتباك القتالي المباشر، نفذت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كمينًا محكمًا ضد قوة إسرائيلية خاصة شرق مدينة خان يونس، أسفر عن مقتل 7 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين، في واحدة من أقوى الضربات التي تلقاها جيش الاحتلال منذ بدء عدوانه المتواصل على قطاع غزة.

هذه العملية التي وقعت في خانيونس جنوب قطاع غزة فجرت موجة غضب في الكيان الإسرائيلي، حيث وصف محللون عسكريون إسرائيليون الحدث بأنه "كارثة تجسد هشاشة الجيش البري الذي ينهار في غزة"، وسط انتقادات شديدة اللهجة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وأداء الجيش في القطاع.

ويرى مراقبون أن العملية تؤكد أن المقاومة لا تزال تملك زمام المبادرة على الأرض، وقادرة على ضرب قوات الاحتلال في عمق انتشارها، حتى بعد أشهر طويلة من القصف والاجتياح، مشيرةً إلى تنامي خبرة المقاتلين في إدارة المعركة ضمن بيئة مدمّرة ومراقبة جويًا على مدار الساعة.

كما تأتي هذه العملية البطولية في سياق معركة الصمود الطويلة التي يخوضها الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في وجه عدوان إسرائيلي وحشي مستمر منذ أكثر من 18 شهرًا، ارتُكبت خلاله المجازر ودمّرت المدن، لكن إرادة المقاتلين بقيت أصلب من ركام البيوت.

وبينما يواصل الاحتلال عدوانه، تُثبت المقاومة في كل جولة أنها قادرة على قلب المعادلة، وأن جنود الاحتلال لن يكونوا في مأمن على أرض غزة مهما حاولوا، بحسب مراقبين.

 

"ضربة قاسية لجيش الاحتلال"

وكشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام، تفاصيل الكمين المركب الذي نفذته ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوبي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وقالت القسام على قناتها عبر "تليغرام": إن "مجاهديها تمكنوا خلال كمين مركب، عصر أمس الثلاثاء، من تدمير ناقلة جند صهيونية بعبوة (شواظ) تم وضعها داخل قمرة القيادة، مما أدى إلى احتراق الناقلة وطاقمها بشكل كامل".

وأضافت: "وبعدها استهدف مجاهدونا ناقلة جند صهيونية أخرى بعبوة العمل الفدائي، وذلك بالقرب من مسجد علي بن أبي طالب بمنطقة معن جنوبي مدينة خان يونس جنوبي القطاع"، مؤكدةً على أن مجاهديها رصدوا هبوط الطيران المروحي للإخلاء الذي استمر لعدة ساعات.

وأمس الثلاثاء، أعلنت مصادر عبرية عن مقتل 7 جنود إسرائيليين وإصابة 16 آخرين بعضهم بجروح حرجة جدًا بكمين مركب للمقاومة في خانيونس جنوبي قطاع غزة.

بدورها، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال "غالي تساهل"، أن العملية بدأت عندما قام مسلّح فلسطيني بتثبيت عبوّة ناسفة على ناقلة جند من طراز "بوما"، والتي يستخدمها سلاح الهندسة شرق خان يونس، فانفجرت العبوة متسببة باشتعال في الناقلة.

وقالت إن قوات الإنقاذ حاولت إخماد الحريق بدفنها بالرمال عبر جرافة عسكرية دون التمكن من إخماد الحريق، في الوقت الذي استمر فيه صراخ الجنود السبعة داخل الناقلة، حيث تقرر سحبها إلى خارج السياج الفاصل ومحاولة إخماد الحريق هناك.

ووفقًا للإذاعة، فقد تم سحب الناقلة مشتعلة إلى خارج السياج وإخماد الحريق عبر عربات الإطفاء، إلاّ أن ذلك كان متأخرًا جدًا، إذ عُثر على الجنود السبعة متفحمين داخلها.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن جيش الاحتلال يواصل التحقيق في ما إذا كانت المدرعة التي قتل فيها الضابط و6 جنود أمس في خانيونس نتج تفجيرها عن عبوة ناسفة من نوع "شواظ" قد تم إلصاقها بها، أو أن الانفجار نجم عن إطلاق قذيفة ياسين، كما تم تقديره في البداية.

"كارثة حقيقة بالجيش"

الجنرال احتياط بجيش الاحتلال يتسحاق بريك، علق على مقتل سبعة جنود خلال تفجير عبوة ناسفة في مدرعة عسكرية، واصفًا الحدث بأنه "كارثة تجسد هشاشة الجيش البري الذي ينهار في غزة".

ووجّه بريك رسالة إلى مجموعة من السياسيين المتطرفين في الحكومة، في إشارة إلى إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، مؤكدًا أن أقواله تستند إلى حقائق لا تحليلات.

وقال: "نحن أمام مجموعة من الأغبياء الذين يعتمدون على معلومات كاذبة ويعيشون في عالم خيالي، ويرفضون رؤية الواقع كما هو، على غرار القرود الثلاثة الذين أغلقوا أعينهم وآذانهم وأفواههم".

وأضاف: "هذه الظاهرة تكررت في الماضي، فقد تسببت مثل هذه المجموعة في خراب الهيكلين الأول والثاني بسبب الضعف الداخلي والعفن الأخلاقي"، متهمًا "جوقة الأغبياء" بتوفير غطاء للقيادة السياسية التي فشلت في إعداد الجيش البري والجبهة الداخلية، ما أدى إلى دفع أثمان باهظة خلال الحرب.

وأضاف برك أن "هؤلاء يشكلون كارثة حقيقية، لأنهم يضلّلون الجمهور الإسرائيلي ويشغلونه بالماضي بدلًا من مواجهة الواقع"، موضحًا أنه حذّر منذ سنوات من خطر تجاهل إعداد الجبهة الداخلية والجيش البري، مشيرًا إلى أن ساحة المعركة تغيّرت، وأن الجيش البري بدون استعداد لن يتمكن من حماية الحدود أو تحقيق الانتصار.

وعن الحرب على غزة، قال بريك إنها "فقدت غايتها" ولا يمكن أن تحقق إطلاق سراح المختطفين، مؤكدًا أن قوات الجيش "منهكة، صغيرة، تفتقر إلى القدرة على البقاء في المناطق التي سيطرت عليها، أو على الانتشار في أنحاء غزة أو القضاء على شبكة الأنفاق".

وتابع: "مجموعة الأغبياء تدعم رئيس هيئة الأركان ووزير الأمن ورئيس الحكومة للاستمرار في طريق وعرة. هناك فرق كبير بين قدرات سلاح الجو كما ظهر في إيران، وبين قدرات الجيش البري الذي يفقد القدرة على الحسم في غزة".

وشدد بريك على ضرورة وقف الحرب على غزة، موصيًا بأن يتضمن أي اتفاق بين إيران والولايات المتحدة بندًا لوقف الحرب، باعتباره ضرورة ملحّة "لإنقاذ كرامة الجيش البري ومنحه فرصة لإعادة ترميم قدراته الدفاعية والهجومية"، منوهًا: "من دون إعداد الجيش البري لمواجهة التهديدات، فإن الدولة ستضيع".

"فشل ذريع للجيش"

كما وجّه المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية، انتقادات شديدة اللهجة لحكومة "إسرائيل" ورئيسها بنيامين نتنياهو، واصفًا إدارته للحرب على غزة بـ"الفشل الذريع"، لعدم تحديده أهدافًا واضحة وحاسمة، وترديده شعارات كاذبة وأوهامًا حول تحقيق "الانتصار المطلق".

وأضاف أن "بعد سقوط 1905 قتيلًا وبقاء 50 مختطفًا في غزة رغم مرور 628 يومًا على الحرب، بات من الواجب علينا وعلى الجمهور الإسرائيلي أن يرفع صوته عاليًا، لأن الجيش الإسرائيلي يغرق في وحل غزة"، مؤكدًا أن الضغط العسكري لإعادة المختطفين ليس هدفًا للحرب بل مجرد "تمنيات وأوهام".

واعتبر أن إسرائيل حققت إنجازات عسكرية كبيرة أمام إيران وحزب الله وفي سوريا، لكنها فشلت في الحسم أمام غزة.

وأكد أن على المستوى السياسي، وخصوصًا نتنياهو، أن يقف أمام الجيش وأمام الجمهور ليحدد بوضوح أهداف الحرب: "هل يريد إعادة احتلال غزة؟ أم تغيير سلطة حماس والسماح للسلطة الفلسطينية بإدارتها؟ أم يريد إقامة حكم عسكري وإعادة المستوطنات إلى جباليا وخانيونس ورفح؟"

وأشار المحلل إلى الثمن الذي يدفعه الجيش في غزة، موضحًا أن 20 جنديًا قُتلوا منذ بداية الشهر الحالي، ما يعني إضافة 20 عائلة جديدة للعائلات الثكلى، التي "لن تعرف شيئًا عن الانتصار المطلق أو عن الشعارات الرنانة والكاذبة التي أطلقها نتنياهو في يناير 2024"، والتي وصفها بـ"الخالية والخيالية".

وأوضح أن الجيش لم يكن مستعدًا للمعركة أمام غزة، وفوجئ بأحداث السابع من أكتوبر، ولم يكن جاهزًا لحرب طويلة قاربت العامين، ولم يمتلك القدرة على التعامل مع شبكة الأنفاق أو تصور قدرة غزة وسكانها على الصمود، رغم احتلال أجزاء من جباليا وخانيونس ورفح أكثر من مرة.

كما تناول المحلل المعضلات التي يواجهها الجيش، من نقص الجنود والوحدات، وحالة الإنهاك في صفوف القوات النظامية التي تعمل شهورًا متواصلة في غزة دون تدريبات مناسبة، إضافة إلى تآكل الآليات العسكرية، وتقليص عدد الفرق من خمس إلى أربع بسبب الحرب على إيران.

وفي تعقيبه على مقتل ضابط وستة جنود من وحدة الهندسة القتالية في خانيونس يوم أمس، وصف الحدث بـ"المؤلم"، مشيرًا إلى أنه يجسد "تعقيدات العمل في غزة".

وحمّل المسؤولية لهيئة الأركان العامة التي تجاهلت حاجة الجيش لكتيبتين إضافيتين من الهندسة القتالية، معتبرة أنها "مكلفة ولا حاجة لاستخدامها في ميدان المعركة الحديثة"، رغم أنها تشكل "رأس الحربة في العمليات القتالية".

*المصدر: وكالة شهاب للأنباء | shehabnews.com
اخبار فلسطين على مدار الساعة