اخبار فلسطين

راديو بيت لحم ٢٠٠٠

سياسة

طبيب يحذر من خطر الإفراط في القهوة والسكر على القلب.. الكمية الموصى بها

طبيب يحذر من خطر الإفراط في القهوة والسكر على القلب.. الكمية الموصى بها

klyoum.com

بيت لحم 2000 -أصدر الدكتور سانجاي بوجراج، أخصائي أمراض القلب الوظيفية في الولايات المتحدة، تحذيرًا لعشاق القهوة والسكر، مشيرًا إلى أن الإفراط في تناولهما قد يُسرعالشيخوخة البيولوجية، وفقًا لما ذكره تقرير موقع "تايمز أوف انديا".

وأوضح الطبيب أن الإفراط في تناول الكافيين والسكر لا يؤدي فقط إلى ارتفاعات وانخفاضات مؤقتة في الطاقة، بل يُسبب أيضًا إجهادًا والتهابًا مستمرين في جميع أنحاء الجسم، ويمكن لهذه الاستجابات الداخلية أن تُرهق الجهاز القلبي الوعائي، وترفع مستوياتالكورتيزول"هرمون التوتر"، وتُعيق دورة النوم، وتُضعف عمليات التعافي الطبيعية، ومع مرور الوقت، يزيد هذا المزيج من خطر الإصابة بأمراض القلب ويساهم فيتسريع الشيخوخة، حتى لدى الأشخاص الذين يبدون أصحاء.

ويؤكد الدكتور بوجراج أن الرغبة الشديدة في تناول الطعام تُشير إلى أن الجسم يتلقى تغذية غير صحيحة، مما يُؤكد أهمية الاستهلاك الواعي للحفاظ على صحة القلب وحيويته على المدى الطويل.

العلاقة الخفية بين السكر والالتهابات والشيخوخة

عند تناول أطعمة أومشروبات سكرية، يرتفع مستوى السكر في الدم بشكل حاد، وتؤدي هذه الارتفاعات المفاجئة إلى تكوين منتجات التحلل السكري المتقدمة (AGEs)، وهي مركبات ضارة تنشأ عندما تلتصق جزيئات السكر بالبروتينات أو الدهون في مجرى الدم.

وتشير الدراسات المنشورة في مجلة Circulation (AHA) إلى أن المنتجات النهائية للجلوكوزيل المتقدمة (AGEs) تسببالإجهاد التأكسديوتلف الشرايين، مما يساهم في نهاية المطاف في تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

بينما تؤدي التقلبات المتكررة في سكر الدم إلى التهاب مزمن منخفض الدرجة، يُسبب ندوبًا في الشرايين، ويُضعف وظيفة بطانة الأوعية الدموية، وحتى في غياب أعراض ظاهرة، يُمهد هذا الضرر الطريق تدريجيًا لأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة على مر السنين، خاصةً عند اقترانه بعوامل خطر أخرى.

كيف يُبقي الكافيين الجسم في "وضع التوتر"؟

بينما يُعطيالكافييندفعة مؤقتة من الطاقة، فإن الإفراط في تناوله بانتظام قد يُبقي الجهاز العصبي في حالة ترقب دائم، حيث تشير أبحاث عيادة مايو كلينيك إلى أن الكافيين يرفع ضغط الدم والكورتيزول، وهو هرمون التوتر الرئيسي في الجسم، مؤقتًا، ويؤثر ارتفاع الكورتيزول على التعافي والنوم والتوازن الأيضي الطبيعي، وهذا بدوره يخلق حلقة مفرغة يعتمد فيها الناس على زيادة تناول مشروبات الكافيين لمكافحة التعب، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، ومع مرور الوقت، يُسهم هذا الإيقاع المُضطرب للتوتر والتعافي في تسريع الشيخوخة البيولوجية، حتى لدى الأشخاص الذين يبدون بصحة جيدة ظاهريًا.

الشغف كإشارة وليس ضعفًا

يؤكد الدكتور بوجراج أنه لا ينبغي اعتبار الرغبة الشديدة في تناول القهوة والسكر ضعفًا شخصيًا، بل هي إشارات تحذيرية من الجسم، تُظهر أنه يعتمد على مصادر طاقة غير مستقرة، فالاعتماد المتكرر على المنبهات يُدرب الجسم على الاعتماد على المحفزات الخارجية، مما يُؤدي إلى استنفاد احتياطيات الطاقة الطبيعية، لذلك فإن التعرف على هذه الإشارات في وقت مبكر قد يساعد في منع المضاعفات الصحية العميقة المرتبطة بسوء التغذية واستجابات الإجهاد المزمن.

كيف يمكن للمواد المضافة أن تلغي فوائد القهوة؟

ليست كل أنواع القهوة ضارة، في الواقع، تُظهر دراسات متعددة بما في ذلك مراجعة شاملة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية، أن تناول القهوة باعتدال (حوالي 3-5 أكواب يوميًا) يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بداءالسكر من النوع الثاني، والوقاية من بعض أنواع السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والتدهور المعرفي، ومع ذلك، تتضاءل هذه التأثيرات الوقائية عند إضافة السكر أو الإضافات الأخرى مثل الكريمة وغيرها، حيث إن مشروبات اللاتيه المحلاة ومشروبات القهوة الشبيهة بالحلويات تعمل كقنابل سكر سائلة، فالقهوة المضاف إليها سكر لا تقدم فوائد إضافية، بل قد تزيد من استهلاك السعرات الحرارية ومخاطر الأيض.

ما هو الحد الأقصى المسموح به من الكافيين دون ضرر؟

تُقدم المنظمات الصحية إرشادات واضحة للحد من المخاطر، حيث وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، يُعتبر تناول ما يصل إلى 400 ملليجرام من الكافيين يوميًا، أي ما يعادل 3 إلى 4 أكواب تقريبًا من القهوة آمنًا لمعظم البالغين، وتوصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بالحفاظ على تناول السكر الحر أقل من 10% من إجمالي الطاقة اليومية، ويُفضل أن يكون أقرب إلى 5% لتحقيق أقصى قدر من الفوائد الصحية.

وتسلط هذه المعايير الضوء على أن الاعتدال، وليس الإفراط، هو المفتاح للاستمتاع بالقهوة مع تقليل التأثير الضار للسكر المضاف، كما ينصح الدكتور بوجراج باختيار القهوة السوداء، وتقليل السكريات المضافة، والحفاظ على تناول الكافيين ضمن الحدود الصحية، للاستفادة من فوائد القهوة مع حماية صحة قلبك وإبطاء عملية الشيخوخة.

*المصدر: راديو بيت لحم ٢٠٠٠ | rb2000.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة