الاحتلال ينفخ ببوق فتنته في سوريا: غارات إسرائيلية وشهداء في السويداء
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
الاتحاد الأوروبي يهدد إسرائيل بسبب غزةالسويداء - قدس الإخبارية: شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع في محافظة السويداء جنوبي سوريا، أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى من عناصر وزارة الدفاع السورية، في وقت تشهد فيه المحافظة توترًا متصاعدًا واشتباكات دامية بين مجموعات مسلحة محلية وأخرى عشائرية، وسط تدخل ميداني مباشر من الجيش السوري.
وبحسب مصادر سورية، أسفرت إحدى الغارات التي نفذتها طائرة مسيّرة للاحتلال عن استشهاد 6 من عناصر وزارة الدفاع السورية ووقوع جرحى، جراء استهداف موقع عسكري غرب مدينة السويداء، تحديدًا على الطريق بين بلدة المزرعة ومدينة السويداء، حيث كانت قوات الجيش السوري تتقدم لتطويق الاشتباكات التي اندلعت منذ الأحد.
كما أفادت وكالة الأنباء السورية بأن الاحتلال شنّ ثلاث غارات على بلدتي المزرعة وكناكر في ريف السويداء، وأطلق بالونات حرارية فوق المنطقة الغربية للمحافظة، فيما استهدفت طائرات الاحتلال دبابات سورية كانت متمركزة بين بلدتي سجين والسميع، بزعم تجاوزها لخط فاصل وضعه الاحتلال داخل الأراضي السورية.
وعلق جيش الاحتلال على التصعيد بالقول إنه "لن يسمح بوجود تهديد عسكري في جنوب سوريا"، مضيفًا أن القصف جاء "ردًا على هجمات استهدفت الدروز"، وفقًا لما نقلته إذاعة جيش الاحتلال عن مسؤول عسكري، بينما أعلن وزير الحرب في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس أن الضربات رسالة مباشرة للنظام السوري، مؤكدًا أن تل أبيب "لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي خطر يهدد الدروز".
الغارات الإسرائيلية تأتي بالتزامن مع تصعيد ميداني داخل محافظة السويداء، حيث أعلنت وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين إرسال تعزيزات عسكرية وأمنية إلى المحافظة لوقف الاشتباكات وحماية المدنيين. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن القوات السورية، مدعومة بدبابات وآليات، سيطرت على بلدة المزرعة ذات الغالبية الدرزية وتواصل تقدمها باتجاه مدينة السويداء.
وفرضت السلطات السورية صباح اليوم الثلاثاء حظر تجول في مدينة السويداء جنوبي البلاد، وذلك عقب الاشتباكات العنيفة التي شهدتها المدينة وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في ظل تصاعد حدة التوتر بين الفصائل المحلية والمجموعات العشائرية، وتدخل الجيش السوري في محاولة للسيطرة على الوضع الأمني المتدهور.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن قوات الجيش بدأت فعليًا دخول مدينة السويداء، بالتوازي مع وصول قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية إلى مركز المدينة لتأمين الأحياء والمرافق الرئيسية، ومنع انتشار الفوضى والاقتتال.
ونقلت وزارة الداخلية السورية عن قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، العميد أحمد الدالاتي، أن قرار حظر التجول دخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الساعة الثامنة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي، ويستمر حتى إشعار آخر. وأوضح أن الخطوة تأتي في إطار تأمين المدينة وحماية حياة المدنيين.
وأكد الدالاتي أن القوات السورية ستباشر مهامها في مركز المدينة، محمّلاً المرجعيات الدينية وقادة الفصائل المحلية "المسؤولية الوطنية" في هذه المرحلة الحرجة، وداعيًا إياهم إلى التعاون الكامل مع الدولة لضمان استعادة الأمن والاستقرار.
وأضاف أن من الضروري "منع العصابات الخارجة عن القانون من استخدام المساكن كمواقع لمهاجمة قوات الدولة"، في إشارة إلى بعض الفصائل المسلحة المتورطة في الاشتباكات الأخيرة، والتي تتخذ من الأحياء السكنية نقاط تمركز لها.
ويأتي هذا التطور في سياق محاولات دمشق احتواء التدهور الأمني غير المسبوق الذي تشهده السويداء، وسط قلق داخلي ودولي متزايد، خاصة بعد تدخل الاحتلال الإسرائيلي عسكريًا في المنطقة بذريعة "حماية الدروز"، وتنفيذ غارات جوية أسفرت عن سقوط شهداء من الجيش السوري.
وفي الوقت نفسه، أصدرت الخارجية السورية بيانًا دعت فيه إلى احترام السيادة السورية، ورفض أي دعم خارجي للحركات الانفصالية، مؤكدة استمرار الدولة في حماية الطائفة الدرزية وضمان حقوقها.
في المقابل، أبدت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز رفضها لدخول قوات الأمن العام السوري إلى المحافظة، وطالبت بالحماية الدولية نظرًا لتدهور الأوضاع، فيما دعا المنسق الأممي في سوريا غير بيدرسون إلى التهدئة وحماية المدنيين، واصفًا التطورات في السويداء بـ"الخطيرة" التي تهدد الاستقرار والسلم في سوريا.
وفي لبنان، أعرب الحزب التقدمي الاشتراكي عن رفضه الدعوات المطالبة بالحماية الدولية، مؤكدًا أن الأمن في السويداء مسؤولية الدولة السورية وحدها، ودعا إلى تسوية سياسية تحقن الدماء. وشدد الزعيم السابق للحزب وليد جنبلاط على ضرورة عودة الأمن والوفاق إلى السويداء، مجددًا رفضه لأي تدخل خارجي، وعلى رأسه الاحتلال الإسرائيلي.
وتشير المعطيات الميدانية إلى تصعيد كبير قد يفتح جبهة جديدة في جنوب سوريا، في وقت تسعى فيه دمشق لفرض سيطرتها على المحافظة وسط تدخل إسرائيلي مباشر تحت ذريعة "حماية الدروز"، وغياب تام لأي توافق سياسي ينهي حالة الانفلات الأمني والاقتتال الأهلي.