اخبار فلسطين

سما الإخبارية

سياسة

الضفة تودّع شهيدين وسط تصعيد شامل.. الاحتلال يوسّع اجتياحاته ويغلق الأقصى والحرم الإبراهيمي

الضفة تودّع شهيدين وسط تصعيد شامل.. الاحتلال يوسّع اجتياحاته ويغلق الأقصى والحرم الإبراهيمي

klyoum.com

شيّعت جماهير غفيرة في مدينتي طولكرم والخليل، اليوم الجمعة، جثماني شهيدين؛ أحدهما استشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي، والآخر قضى داخل السجون الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، واصل جيش الاحتلال توسيع عملياته العسكرية في الضفة الغربية، لا سيما في قباطية وطوباس، حيث سيطر على عشرات المنازل وطرد سكانها، في تصعيد متزامن مع الهجوم الإسرائيلي على إيران وتشديد الحصار وتقطيع أوصال الضفة.

وقالت مصادر عبرية إن هذه الاقتحامات جاءت ضمن توجيهات لنقل النقاط الهجومية للجيش إلى عمق التجمعات الفلسطينية والمخيمات.

طولكرم تودع الأسير الشهيد

في بلدة علار شمال طولكرم، شيّعت جماهير البلدة، بعد صلاة الجمعة، جثمان الشهيد المعتقل رائد سليمان محمد عصاعصة (57 عامًا)، والذي ارتقى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي. وكانت قوات الاحتلال قد سلّمت جثمانه الليلة الماضية عند حاجز جبارة العسكري، وتم نقله إلى مستشفى الشهيد ثابت الحكومي عبر سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر.

ووفق هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، فإن الشهيد عصاعصة استشهد في 13 حزيران/ يونيو، بعد دخوله أحد مستشفيات الاحتلال في 9 من الشهر ذاته، دون توفّر معلومات واضحة حول ظروف الوفاة. وأشارت المؤسستان إلى أن عصاعصة كان يعمل داخل أراضي الـ48، وقد اعتقل برفقة شقيقه محمود في منتصف أيار/ مايو أثناء عملهما في باقة الغربية. وبعد عشرة أيام من الاعتقال، تعرض لوعكة صحية نُقل على إثرها للمستشفى قبل الإعلان عن استشهاده.

الخليل تشيع شهيد رصاص المستوطنين

في بلدة صوريف شمال غرب الخليل، شيّعت الحشود جثمان الشهيد محمد أحمد محمود الهور (48 عامًا)، الذي استشهد برصاص مستوطنين من مستوطنة “بيت عين” المقامة على أراضي المواطنين في قرية الجبعة، ما أسفر أيضًا عن إصابة ثمانية مواطنين بينهم شقيقه علي بجراح خطيرة. وقال رئيس بلدية صوريف، حازم غنيمات، إن المستوطنين هاجموا المواطنين أثناء محاولتهم إخماد حريق أشعله المستعمرون، وذلك تحت حماية جنود الاحتلال.

عدوان متواصل في جنين

في محافظة جنين، دخل العدوان الإسرائيلي شهره السادس ويومه الـ151، حيث شهدت القرى المحيطة تصعيدًا جديدًا تمثل في اقتحامات وعمليات تهجير قسري وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية. وواصلت قوات الاحتلال اقتحام قرية عنزة جنوب جنين لليوم الثاني، مع فرض حصار شامل، وإغلاق جميع المداخل، وتنفيذ حملات تفتيش واعتقال.

ومنذ منتصف الليلة الماضية، استولت القوات على 16 منزلًا، وأجبرت سكانها على المغادرة، مع إبلاغهم بعدم العودة لمدة خمسة أيام، بينما تم اعتقال 10 مواطنين على الأقل. وتمّت المداهمات من بيت إلى بيت وسط دمار واسع.

حملة اعتقالات وهدم في قباطية وطوباس

في بلدة قباطية، اعتقلت قوات الاحتلال مواطنًا ونجله، ودمرت الجرافات شوارع البلدة، كما داهمت منازل المواطنين. ووجّه الاحتلال إخطارات بهدم منازل عائلات الشهداء وائل لحلوح، ومحمد زكارنة، ومحمد أسعد نزال. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عرابة وفرضت حظر تجوال.

أما في طولكرم، فقد واصلت قوات الاحتلال عدوانها على المدينة، حيث اقتحمت بلدات: عتيل، دير الغصون، علار، عنبتا، بلعا، وكفر رمان. وتواصل الحصار على المدينة ومخيماتها، فيما يُستهدف مخيم طولكرم وأحياء: البلاونة، العكاشة، النادي، والسوالمة، بعمليات تدمير شاملة لمنازل ومباني سُويت بالأرض.

وفي نابلس، داهمت القوات بلدتي عصيرة الشمالية وطلوزة، وفتشت منازل المواطنين وعبثت بمحتوياتها، دون تسجيل اعتقالات.

وفي طوباس، ألصقت القوات إخطارا بهدم منزل عائلة الشهيد محمد جمال دراغمة، الذي استشهد في شباط/ فبراير الماضي عند حاجز تياسير، بحجة تنفيذه عملية إطلاق نار.

اجتياحات في الخليل واعتقال العشرات

في بلدة سعير شمال شرق الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال البلدة وحوّلت منازل عدة إلى ثكنات عسكرية، عرف منها منزل المواطن نصر موسى شاكر. كما اعتقلت القوات 30 مواطنًا من محافظة الخليل، بينهم 11 من بلدة حلحول، 6 من مدينة الخليل، 3 أطفال من دورا، و9 من إذنا، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها.

إغلاق الأقصى والحرم الإبراهيمي أمام المصلين

للجمعة الثانية على التوالي، أغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي أمام المصلين، ومنعتهم من أداء صلاة الجمعة.

وذكرت محافظة القدس أن الاحتلال أغلق أبواب الأقصى كافة، بما فيها باب حطة وباب السلسلة، حيث تمركزت القوات أمامها، وسمحت فقط لعدد محدود من المصلين بالدخول بذريعة “اكتمال العدد”. كما عرقلت حركة المصلين عند باب الساهرة ومنعت دخولهم إلى البلدة القديمة.

ومنذ 13 حزيران/ يونيو، فرضت سلطات الاحتلال قيودًا مشددة على الأقصى، بينها إغلاقه التام لستة أيام، ثم تطبيق سياسة “المصلين بالعدد”. وسمحت بدخول 450 مصليا فقط يوم الخميس، قبل أن تُغلق باب حطة مباشرة بعد صلاة الظهر.

في المقابل، فتحت قوات الاحتلال باب المغاربة لاقتحامات المستوطنين، في وقت رأت فيه محافظة القدس أن هذه الإجراءات تشكل تصعيدا خطيرا يهدف إلى تغيير الوضع القانوني والتاريخي في الأقصى، مستغلة أجواء الحرب الإقليمية.

كما أشارت إلى أن هذه السياسة أدت إلى شلل شبه كامل في الحياة داخل البلدة القديمة، حيث مُنع دخول غير حاملي هوية القدس، بينما بقيت الكنس اليهودية والأسواق مفتوحة.

ودعت محافظة القدس المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته، وإلزام سلطات الاحتلال بوقف الانتهاكات واحترام الوضع القائم في الأقصى.

وفي سياق متصل، منعت قوات الاحتلال إقامة صلاة الجمعة في مسجد قرية النبي صموئيل شمال غرب القدس، عبر إغلاق البوابة الخارجية المؤدية إليه.

ويقطن القرية نحو 350 مواطنا، وهي محاصرة بجدار الفصل العنصري، وتتعرض لاعتداءات متكررة، شملت إغلاق طوابق المسجد ومنع ترميمه وتحويل أجزاء منه إلى “مزار سياحي” للمستعمرين في محاولة لطمس هويته الإسلامية.

وفي الخليل، واصلت سلطات الاحتلال إغلاق الحرم الإبراهيمي لليوم الثامن على التوالي، ومنعت دخول الموظفين والسدنة والمواطنين، بحجة “الوضع الأمني”، وفق ما أكدت مديرية أوقاف الخليل.

*المصدر: سما الإخبارية | samanews.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة