اخبار فلسطين

راديو بيت لحم ٢٠٠٠

سياسة

خبيرة نفسية: وسائل التواصل والذكاء الاصطناعي بين الدعم النفسي وإدمان الطلبة

خبيرة نفسية: وسائل التواصل والذكاء الاصطناعي بين الدعم النفسي وإدمان الطلبة

klyoum.com

بيت لحم 2000 - قالتالأستاذة هالة خلاوي، المحاضِرة في علم النفس بجامعة بيت لحم، اليوم السبت، إن وسائل التواصل الاجتماعي أضحت جزءا مهما من حياة الجميع لا سيما الطلبة، وجزءا من حياتهم اليومية وتجاربهم النفسية والاجتماعية؛ لإثبات هويتهم والتعبير عن أنفسهم والحصول على التقدير من الإعجابات والتعليقات واستخدامها كوسيلة لتنظيم مشاعرهم.

وأكدت خلاويفيحديث لهُخلال برنامج "يوم جديد" مع الزميلتين سارة رزق وهيلين أبو عيطة، الذي يبث عبر أثير راديو "بيت لحم 2000": أن العلاقة بين الطلبة ووسائل التواصل الاجتماعي معقدة ومتعددة الأبعاد، مشيرة إلى أن هذه الوسائل لم تعد مجرد وسيلة للتواصل، بل أصبحت جزءاً من حياتهم اليومية وتجاربهم النفسية والاجتماعية.

وأوضحت أن الطلبة يلجأون إليها لبناء هويتهم والتعبير عن أنفسهم والحصول على التقدير الاجتماعي من خلال الإعجابات والتعليقات، فضلاً عن كونها وسيلة لتنظيم المشاعر وتحسين المزاج.

وأضافت خلاوي أن وسائل التواصل تساهم اجتماعياً في تلبية احتياجات الانتماء والشعور بالقبول، حيث تساعد على توسيع العلاقات وتوفير الدعم الاجتماعي، لكنها في الوقت ذاته تفتح المجال للمقارنة المستمرة مع الآخرين وما يترتب عليها من ضغوطات نفسية وشعور بالنقص.

وحول دور الذكاء الاصطناعي، أوضحت أن كثيراً من الطلبة يستخدمونه كرفيق افتراضي أو شبكة دعم، إضافة إلى دوره في تسهيل العملية التعليمية. لكنها حذّرت من مخاطر الاعتماد الكلي عليه، خاصة عند صعوبة التمييز بين المعلومات الموثوقة وغير الموثوقة، مؤكدة أهمية تعزيز ما يُعرف بـ "التربية الإعلامية الرقمية" لتجنب الانزلاق في هذه المخاطر.

وعن أبرز الأعراض النفسية الناتجة عن الإفراط في استخدام "السوشال ميديا"، بينت خلاوي أن الدراسات أظهرت أنماطاً مشابهة للإدمان السلوكي، مثل فقدان السيطرة والانشغال الدائم وظهور أعراض انسحاب نفسي،وأضافت أن هذه الاستخدامات تنشط دوائر المكافأة في الدماغ بشكل مشابه لما يحدث في حالات الإدمان على القمار، ما يزيد من خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب واضطرابات النوم، إلى جانب ظاهرة "فومو" أو الخوف من فوات الفرص.

وأشارتإلى أن المؤسسات التعليمية تتحمل مسؤولية كبيرة في تعزيز التوعية حول الاستخدام الصحيح للتكنولوجيا، وذكرت أن التوعية يجب أن تتجاوز المحاضرات والورش الاختيارية لتصل إلى مناهج دراسية أكثر تكاملًا، بهدف إرساء فهم أعمق لدى الطلاب لأهمية الاستخدام المسؤول للأجهزة الرقمية.

وأضافت خلاوي أن الأنشطة اللامنهجية، مثل الرياضة والفنون، تلعب دورًا محوريًا في تخفيف الضغوط الناتجة عن الإدمان الرقمي، وتوفر بدائل صحية تساهم في تنمية المهارات الاجتماعية والبدنية للطلاب. وأكدت على أهمية التفاعل الواقعي، حيث يُفضل التواصل وجهًا لوجه على التواصل عبر الوسائل الرقمية، لأن التفاعل الحقيقي يعزز الثقة والروح الاجتماعية بين الأفراد.

وبيّنت المحاضرة أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يسبب مشكلات نفسية مثل القلق والتوتر، ويؤثر سلبًا على جودة النوم، كما يؤدي إلى مقارنة الذات بصور مثالية ينشرها آخرون، الأمر الذي يفاقم الشعور بالنقص والضغط النفسي.

وتطرقت إلى ضرورة تمكين الطلبة من إدارة وقتهم بشكل فعّال، ووضع حدود زمنية لتقليل التعرض المفرط للمحتوى الإلكتروني، مع التركيز على مراقبة المحتوى الذي يتابعونه وتجنب المحتوى السلبي أو المضر. وأشارت إلى أن تنظيم الاستخدام، واستخدام التكنولوجيا بشكل واعي، يسهم في تحسين الحالة النفسية والجسدية للطلاب.

وفي ختام الحديث، أوصت الأخصائية هالة خلاوي الطلبة بأهمية تطوير طرق تعاملهم مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحي وآمن، من خلال التعرف على مخاطر الإفراط، واعتماد استراتيجيات توازن بين الحياة الرقمية والواقعية، لضمان صحة نفسية وجسدية أفضل.

المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي أدناه:

*المصدر: راديو بيت لحم ٢٠٠٠ | rb2000.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة