اخبار فلسطين

سما الإخبارية

سياسة

مؤرّخٌ اسرائيلي في هاّرتس : نزع سلاح “حماس” وهمٌ لن يتحقق والتاريخ يثبت ذلك.. نموذج ترامب خياليٌّ

مؤرّخٌ اسرائيلي في هاّرتس : نزع سلاح “حماس” وهمٌ لن يتحقق والتاريخ يثبت ذلك.. نموذج ترامب خياليٌّ

klyoum.com

“تبنّت إسرائيل مخططًا خطِرًا: سيصبح قطاع غزة إقليماً بلا سيادة، تسيطر عليه، جزئيًا، قوة متعددة الجنسيات مكلّفة تفكيك (حماس)، ولكن لا يوجد في العالم نموذج كهذا. فالخبرة الدوليّة في تفكيك المجموعات المقاتلة نجحت فقط في الظروف الاستثنائية: في إطار اتفاق سلامٍ شاملٍ (إيرلندا الشمالية)؛ أوْ عبر تحفيز المتمردين على تسليم سلاحهم (موزمبيق)؛ أوْ تفكّك في مقابل دمجٍ سياسيٍّ (السلفادور)، أوْ بعد اتفاق استسلامٍ تامٍ (ألمانيا)”، هذا ما أكّده البروفيسور يغيل ليفي في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة.

وأضاف: “هذه الشروط غير موجودة في غزة: لا يوجد اتفاق شامل؛ لا توجد مؤسسة دولة مستقرة؛ ولا يوجد حافز حقيقي لدى (حماس) على التخلي عن سلاحها. إنّ نموذج ترامب ليس له أي أساس واقعي”.

وتابع: “خلال الأشهر القادمة، سيعود مئات الآلاف من الغزيين إلى بيوتهم المدمرة، مرهقين وشغوفين بالهدوء، لكن كثيرين منهم متلهفون أيضًا للانتقام. سيلتقون قوة متعددة الجنسيات مكلّفة نزع سلاح (حماس) ومنع تسليح مجموعات محلية. من غير المؤكّد أنّهم سيطيعون سلطة لم يختاروها، حين لا يكون واضحًا مَنْ سيحمي أمنهم. والسلطة الفلسطينيّة، السيد شبه الشرعي الوحيد، معزولة عن العملية إلى أنْ تجتاز سلسلة اختبارات يفرضها عليها الائتلاف الأمريكيّ”.

ولفت إلى أنّه “في هذه الأثناء، سيضطر الفلسطينيون في غزّة إلى الاكتفاء بلجنة من التكنوقراط تابعة لمفوض أعلى أجنبي (ربّما توني بلير)، وسيتكدسون في قطاع غزة، وفي المدى الطويل، سيبقى جزءٌ من القطاع تحت السيطرة الإسرائيلية في إطار المنطقة العازلة”.

وشدّدّ البروفيسور الصهيونيّ على أنّ “إن فرص مشاركة (حماس)، التي بقيت واقفة على قدميها، في هذا المخطط ضئيلة، لكن حتى لو حدث هذا، فهناك احتمال معقول لنشوء ميليشياتٍ مسلحةٍ غيرُ معنيةٍ بتفاهمات نتنياهو- خليل الحية. هذه الخطة النمطية لرجال أعمال أمريكيين يؤمنون بالهندسة الاجتماعية- السياسية، لكن الوصفة إشكالية: مطالبة مليونَي إنسان، جُردوا من إنسانيتهم وسيادتهم، بطاعة نظام أجنبي.

ورأى ليفي أنّه “من وجهة النظر الإسرائيلّية، هذا احتمال فشل أمنيّ- إنشاء حدود مع إقليمٍ عدائيٍّ بلا سيادة، يخضع لقوّةٍ متعددة الجنسيات لا تملك الدافع إلى القتال ضد مَنْ يعارضها. عندما تواجه القوة صعوبة في تطبيق نزع سلاح (حماس) والآخرين، ستواجه إسرائيل معضلة: إمّا التسامح، وإمّا استئناف الحرب ومهاجمة مناطق تنتشر فيها قوة دولية تفصل بينها وبين الغزيين”.

وأردف قائلاً: “بصراحة، يُعتبر تدمير غزة وتحميل سكانها مشاعر الانتقام وصفة لكارثةٍ أمنيّةٍ، فضلاً عن الجرم الأخلاقيّ. وفي مقابل ذلك، لم يتم النظر إلى البديل الوحيد الذي ربّما يملك فرصة، حتى لو كان بعيدًا عن الوهم المتعلق بإبادة (حماس)، والذي باعته القيادة الإسرائيليّة لرعاياها من جدارٍ إلى جدارٍ”.

ومضى قائلاً: “إنّها خطة سلام فياض، رئيس وزراء فلسطين السابق، الذي اقترح دمج (حماس) في منظمة التحرير، من أجل تأليف حكومة جديدة أكثر شرعيةً للسلطة الفلسطينية، تتولى السيطرة على غزة. ستكون هذه السلطة المحسنة البنية التحتية لتأسيس دولة فلسطينية. وبحسب فياض، فإنّ أيّ التزامٍ فلسطينيٍّ بشأن نبذ العنف لن يثق به أحد، من دون التزام (حماس) وكونها جزءًا من الحل المستقبليّ”.

واختتم ليفي مقاله، الذي نقلته للعربيّة (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة): “لكن إسرائيل، وفضلاً عن أنّها لا تدفع قدمًا بمثل هذا المخطط، فهي ترفض أيضًا تلبية مصلحتها الواضحة: إطلاق سراح مروان البرغوثي من السجن، الزعيم السياسي الأكثر شعبيةً في غزة، وفقاً لمسحٍ نُفّذ عشية 7 تشرين الأول/أكتوبر، والذي قد يكون قادرًا على قيادة عمليةٍ سياسيّةٍ أكثر صدقية. إسرائيل تقول (لا) لما قد يوفر استقرارًا، وتختار مخططًا يُعرِّض أمنها للخطر، أكثر من أيّ بديلٍ آخر.”

على صلةٍ بما سلف، رأى الكاتب الأمريكيّ، توماس فريدمان، المعروف بتأييده لإسرائيل والصهيونيّة، في مقالٍ نشره بصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكيّة أنّ رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو خسر رهانه بعدما اعتمد كليًّا على ترامب وَفَقَدَ جميع حلفائه الآخرين.

وتابع: “عندما أعاد ترامب، تحت ضغط العرب والأوروبيين، توجيه خطته نحو مسار سلامٍ حقيقيٍّ يمنع ضمّ غزة أو الضفة لم يعد أمام نتنياهو أيّ وسيلة ضغطٍ”.

واستشهد الكاتب بالخبير الإسرائيليّ جدعون غرينشتاين الذي وصف خطة ترامب المكونة من 20 نقطة بأنّها “فرصة محورية لإعادة إحياء المبادئ الأساسيّة التي قامت عليها الدبلوماسيّة منذ اتفاقاتكامب ديفيد”.

فهي، بحسب قوله، تُعيد التأكيد على عدم شرعية الضمّ الأحاديّ، وتمنح الفلسطينيين أفقًا سياسيًا نحو تقرير المصير والانفصال السياسيّ عن إسرائيل.

وفي الختام رأى فريدمان أنّ تحقيق خطّته يتطلب من ترامب انخراطًا دائمًا طوال فترة رئاسته كي تكتمل الخطة بنجاح، محذرًا الرئيس الأمريكيّ من المبالغة عندما يعتبر أنّه “أنهى الحرب في غزة وحقق سلامًا أبديًا”، لأنّ ذلك قد ينُمّ عن سوء تقديرٍ لحجم التحديّات المقبلة، على حدّ تعبيره.

*المصدر: سما الإخبارية | samanews.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com