كاتب "إسرائيلي": الانتصار المطلق يعني نهاية "إسرائيل"!
klyoum.com
ترجمة شهاب
"نعم، يمكن تحقيق الانتصار على حماس وإلحاق الهزيمة بها؛ لكن النتيجة ستكون نهاية "إسرائيل" والمشروع الصهيوني". بهذه الكلمات بدأ الكاتب والمحلل السياسي نير كيفينس مقاله صباح اليوم الخميس، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" قد تكون قادرة على قتل آخر ناشط في حماس، لكنها لا تستطيع تحمّل ثمن ذلك، ولن يبقى أي "إسرائيلي" قادر على العيش هنا بعدها.
وأوضح كيفينس أن المعضلة تكمن في أن المجتمع "الإسرائيلي" يفتقر إلى قيادة جريئة تملك الشجاعة لقول الحقيقة، وتتوقف عن ترديد الشعارات الرنانة التي تتحدث عن "الانتصار المطلق". وأضاف: "الانتصار يعني الانتحار، ولا تصدقوا من يقول غير ذلك، لأن تحقيق الانتصار المطلق وإشباع رغبة الانتقام من الفلسطينيين بعد أحداث السابع من أكتوبر هو بمثابة انتحار وانهيار لن تتمكن "إسرائيل" من البقاء أو النهوض بعده".
وأشار إلى أن المجتمع "الإسرائيلي" يرفض تقبّل فكرة عدم القدرة على حسم المعركة ضد حماس، رغم مرور ما يقارب عامين على بدء الحرب. ولفت إلى أن الحسم أمام تنظيم كحماس لا ينبغي أن يستغرق أكثر من ساعتين، بما في ذلك وقت تزويد الطائرات بالقنابل، لا سيما في ظل امتلاك جيش "إسرائيل" لقدرات عسكرية متطورة. ومع ذلك، بات من الواضح – وفق رأيه – أننا بحاجة إلى دمج القدرات العسكرية بالعمل السياسي، وتبنّي أساليب إبداعية للتعامل مع غزة.
وتابع: "يجب أن ندرك أننا نعيش في بيئة معادية، وأن الطريق لتحقيق الانتصار المطلق يمر عبر تنفيذ عمليات قتل جماعي، وهو ما لا يمكن تبريره أمام العالم أو تسويقه على أنه انتصار، بل سيساهم في زيادة عزلة "إسرائيل" على الساحة الدولية".
واستعرض كيفينس ثلاث ركائز أساسية، قال إنها تشكّل قاعدة بقاء "إسرائيل" ونجاح المشروع الصهيوني، الركيزة الأولى هي قدرة "إسرائيل" على الانخراط في المجتمع الدولي، وإقامة علاقات سياسية واقتصادية وأكاديمية، عبر الحفاظ على مبادئ وقوانين المجتمع الدولي. وأشار إلى أن هذا ما سمح للمجتمع الدولي أصلًا بقبول هجرة اليهود إلى "إسرائيل"، مستدلًا بما وصفه بـ"الشرعية الدولية" التي حظيت بها "إسرائيل" في مواجهتها مع إيران، رغم أن العالم لا يفهم مبررات عمليات القتل والانتقام التي تمارسها في غزة.
وأوضح كيفنينس أن الركيزة الثانية هي التفوق العسكري للجندي "الإسرائيلي" في ميدان المعركة، والذي شهد تآكلًا وتراجعًا كبيرًا خلال الحرب الجارية على قطاع غزة.
ولفت إلى أن الركيزة الثالثة هي التفوق التكنولوجي، الذي اعتبر أنه بدأ بالتراجع نسبيًا نتيجة تدهور أوضاع جهاز التعليم في "إسرائيل"، وما يواجهه من تحديات.
ونوّه الكاتب إلى أن بعض "الإسرائيليين" قد يعبّر عن استعداده لدفع ثمن "الانتصار المطلق"، لكنه يغفل عن حقيقة تراجع مكانة "إسرائيل" دوليًا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، والمقاطعة التجارية والأكاديمية، خاصة في الدول الأوروبية، في ظل عدم قدرة الإعلام "الإسرائيلي" على مواجهة الرواية الفلسطينية، أو تبرير مشاهد قتل الأطفال في غزة.
وختم كيفينس مقاله بالقول إن الغالبية في "إسرائيل" تدرك صعوبة المضي في هذا الطريق، وما يترتب عليه من انفصال كامل عن المجتمع الدولي، بل وحتى عدم القدرة على البقاء في "إسرائيل" لدقيقة واحدة إذا تم الإقدام على مثل هذه الخطوة. وهذا، برأيه، يتطلب التخلي عن الخطابات الشعبوية الموجهة للقاعدة الحزبية، والتركيز داخل الغرف المغلقة على كيفية تجنب تعريض الجنود للخطر أو بقاء القوات في غزة، لما لذلك من نتائج عكسية، حيث تُمنح حماس فرصة لإعادة بناء قدراتها، كما حصل الأسبوع الماضي بعد مقتل خمسة جنود ومحاولة أسر أحدهم، وهو ما يشير إلى أن حماس لا تبدو كتنظيم مهزوم.